آراء متباينة.. هل يستفيد ترامب انتخابيا من قتل البغدادي؟
الأحداث الخارجية تلعب دورا في ارتفاع أو انخفاض شعبية رؤساء أمريكا، وترامب ليس الأول الذي حاول استغلال الحرب على الإرهاب لتعزيز صورته
تباينت آراء خبراء حول مدى استفادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وسعي ترامب لاستثمار العملية في الفوز بولاية ثانية.
وفيما يرى البعض أن تأثير مقتل زعيم تنظيم داعش سيكون محدودا على فرص ترامب، يعتبر آخرون أنها تزيد من شعبية رؤساء أمريكا، كما حدث مع باراك أوباما في مقتل أسامة بن لادن زعيم القاعدة، ومن ثم تزيد فرص دونالد ترامب للفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقررة نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأوضحت وسائل إعلام أجنبية أن الأحداث الخارجية تلعب دورا بارزا في ارتفاع أو انخفاض شعبية الرؤساء الأمريكيين، وينبغي القول إن ترامب ليس الرئيس الأمريكي الوحيد الذي حاول استغلال الحرب على القاعدة وداعش لتعزيز صورته السياسية وحظوظه في الانتخابات المقبلة.
توقيت مقتل البغدادي الذي يتزامن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، يشبه إلى حد كبير توقيت عملية قتل زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن في مايو/أيار 2011، والذي كان أيضا عاما انتخابيا مهما للرئيس السابق باراك أوباما، والذي استغل مقتل بن لادن للفوز بفترة رئاسية ثانية عام 2012.
الأمر نفسه حدث أيضا مع الرئيس جورج بوش، الذي أعلن في عهده مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبومصعب الزرقاوي عام 2006.
محاكمة ترامب
وحسب شبكة بلومبرج الإخبارية الأمريكية، حاول الرئيس ترامب الاستفادة مبكرا من مقتل زعيم داعش وتوظيفه، عندما بدأ منسقو حملته الانتخابية بالتحرك سريعا، موضحين المهمة التي أدت لمقتل زعيم داعش كعلامة على وجود قيادة قوية.
وقال ترامب خلال كلمة أمام قادة الشرطة في شيكاغو عقب مقتل زعيم تنظيم داعش: "وضعت الولايات المتحدة الليلة الماضية الإرهابي رقم واحد في العالم أمام العدالة، قتل أبوبكر البغدادي مؤسس وزعيم داعش، الولايات المتحدة بحثت عن البغدادي على مدار سنوات".
كان قتل البغدادي بمثابة جرعة من الأنباء الإيجابية لترامب، الذي واجه انتقادات من الحزبين بسبب قراره سحب القوات الأمريكية من سوريا، ويواجه جهودا مكثفة من الديمقراطيين لمحاكمته قبل انتخابات 2020.
وأعلن ترامب وفاة البغدادي في أكتوبر/تشرين الأول، وفي غضون ساعات من الإعلان بعثت حملة إعادة انتخابه رسائل نصية قصيرة تطلب من الأمريكيين تقييم أدائه الوظيفي والتبرع بالمال.
وتقول إحدى الرسائل "الرئيس نفذ العدالة في زعيم الإرهاب رقم 1، ويحافظ على سلامة أمريكا، حان الآن القيام بالخطوة التالية".
وبعثت حملته برسالة إلكترونية إلى مؤيديه جاء فيها "تحت القيادة القوية لقائدنا الأعلى، قتل أبوبكر البغدادي زعيم داعش".
وظل البغدادي لسنوات هدفاً للولايات المتحدة، حيث رصدت الحكومة الأمريكية مكافأة قدرها 25 مليون دولار للحصول على معلومات تؤدي للقبض عليه، الغارة التي نفذها ما لا يقل عن 50 من قوات العمليات الخاصة كانت نتيجة معلومات استخباراتية جمعتها وكالة الاستخبارات المركزية والقوات الكردية والعراقية.
مكسب كبير
وأشاد ترامب بمشاركة العراق وسوريا وروسيا وتركيا والمقاتلين الأكراد، وكتب في رسالة بالبريد الإلكتروني "إرهابي وحشي مات، والولايات المتحدة والعالم أفضل بدونه".
قال تومي فيتور، الذي شغل منصب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في عهد أوباما "ينسب الفضل للرؤساء في الأشياء الجيدة التي تحدث أثناء ولايتهم، ويتم تحميلهم اللوم في الأحداث السيئة، ولا أعتقد أنه ينبغي لأي شخص أن يفاجأ إذا أصبح هذا جزءا من حملته لإعادة انتخابه".
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن أليكس كونانت الخبير الاستراتيجي السياسي للحزب الجمهوري قوله "إن مهمة البغدادي هي واحدة من أكبر المكاسب التي حققتها إدارة ترامب، وعليه يسعى للحصول على أكبر قدر ممكن من الفضل".
ويرى أحمد الشريفي، الخبير الأمني في مقابلة مع موقع "سبوتنيك" الروسي، أن توقيت مقتل البغدادي ليس عفويا، والولايات المتحدة أعدت التوقيت مسبقا وحددته للاستفادة منه قدر الإمكان.
وقال إن ترامب الذي ينتشي بمقتل البغدادي باعتباره أبرز إنجازات إدارته يضعه أمام مأزق سياسي في مواجهة خصومه، فقد سبق وحاول جاهدا أن يسلب سلفه باراك أوباما الفضل بنجاحه في مقتل بن لادن.
وعقب مقتل أسامة بن لادن سعى ترامب مرارا للقول إن الفضل في العملية العسكرية التي قادت لمقتله تعود لمسؤولي الجيش والمخابرات الأمريكية، وأوباما لا يستحق أن ينسب هذا النجاح لنفسه، ولكن اليوم وبعدما تبدلت المواقع قد يواجه الموقف نفسه من معارضيه، ويتجرع الكأس نفسه التي تجرعها سلفه أوباما.
aXA6IDE4LjIyMC4xMTIuMjEwIA== جزيرة ام اند امز