سيناريوهات واتهامات بـ"الانقلاب".. آخر أيام ترامب تثير الجدل
تحدث تقرير عن مذكرة ولقاء داخل المكتب البيضاوي، كانا بمثابة مفاجأة في محاولة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التمسك بالسلطة.
ووفق صحيفة "جارديان" البريطانية، فإن المذكرة جاءت تحت عنوان "خارطة طريق للانقلاب.. داخل مؤامرة ترامب لسرقة الانتخابات"، إذ يصف نقاد تمسك الرئيس السابق بالسلطة بأنه "لا يقل عن محاولة انقلاب".
وذكرت الصحيفة البريطانية أنه في الرابع من يناير/كانون الثاني، جرى استدعاء المشرع المحافظ جون إيستمان إلى المكتب البيضاوي للقاء ترامب ونائبه مايك بنس.
جاء ذلك قبل نحو ٤٨ ساعة من التصديق رسميًا على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 من قبل الكونجرس، ما يعني خروج ترامب من البيت الأبيض.
وكانت الأجواء بالغرفة متوترة، وكان الرئيس الأمريكي حينها "متحمسا" لبذل ما كان بمثابة جهد أخير لقلب نتائج الانتخابات، وانتزاع فترة ولاية ثانية بأقوى وظيفة على وجه الأرض.
وكان إيستمان، الذي اشتهر على مدار عقود بأنه أكاديمي بارز في القانون، جهز بالفعل مذكر من صفحتين حدد فيها سيناريو ملهب يترأس فيه بنس جلسة الكونجرس التي كانت ستنعقد في السادس من يناير/كانون الثاني، ليلغي بشكل فعال أصوات ملايين الأمريكيين في السبع ولايات التي فاز بها بايدن، ثم إعلان "إعادة انتخاب الرئيس ترامب".
وكانت النظرية أن بنس بصفته "الحكم النهائي" للعملية، سيحيل المسألة بعد ذلك إلى مجلس النواب الذي سيقرر أيضًا قلب الأمور رأسًا على عقب وتسليم الرئاسة إلى المرشح الخاسر دونالد ترامب.
وتعتبر مذكرة إيستمان سيئة السمعة واللقاء السيريالي في المكتب البيضاوي بين الأحداث الأساسية في قصة محاولة ترامب التشبث بالسلطة. كما يشكلان أساس حديث البعض عن محاولة ترامب تنفيذ انقلاب على الانتخابات..
وفي مقابلة مع "جارديان"، قال إيستمان أنه طلب منه تجهيز المذكرة، والتركيز أولًا "على نظرية ماذا يحدث حال عدم وجود عدد كاف من الأصوات المصدق عليها. لذلك ركزت على ذلك"، متابعا "لكن قولت: لا أوصي بهذا. سأرسل إليكم مذكرة أشمل خلال أسبوع تحدد جميع السيناريوهات المختلفة."
ومع بدء العد التنازلي إلى السادس من يناير/كانون الثاني، حث ترامب بنس على الاستماع جيدا لإيستمان في اجتماع المكتب البيضاوي.
وقال إيستمان لـ"جارديان" إنه أوضح للرجلين أن الرواية التي وضعها بالمذكرة القصيرة ليست خياره المفضل، مضيفًا: "كانت النصيحة التي قدمتها لنائب الرئيس بصراحة شديدة أنني لا أعتقد أنه يتمتع بالسلطة كي يعلن ببساطة أي الأصوات يتم احتسابها" أو "ببساطة إعلان إعادة انتخاب ترامب."
وتابع: "التفت نائب الرئيس لي مباشرة في الاجتماع وقال: هل تعتقد أنني أحظى بمثل تلك السلطات؟، فقولت: أعتقد أنها الحجة الأضعف."
وبدلًا من ذلك، أشار إيستمان إلى أحد السيناريوهات في المذكرة الأطول المكونة من ست صفحات التي أعدها، وكان الخيار المفضل لديه، ويتمثل في تأجيل نائب الرئيس الجلسة المشتركة للكونجرس في 6 يناير/كانون الثاني، وإعادة أصوات المجمع الانتخابي إلى الولايات التي ادعى ترامب أنه خسر فيها بشكل غير عادل.
وقال إيستمان: "نصحت نائب الرئيس بالسماح للولايات رسميا بتقييم آثار ما قال ترامب وفريقه إنه مخالفات واضحة في إجراء الانتخابات."
وبعد تأخير مدته أسبوع أو عشرة أيام، يمكن للولايات، حال وجدوا تزويرا كافيا للتأثير على النتائج، إرسال أصوات ناخبي ترامب إلى الكونجرس بدلًا من تلك الخاصة ببايدن، وحينها يتم إلغاء الانتخابات.
وأصر إيستمان خلال حديثه لـ"جارديان" أنه كان يعرض سيناريوهات فقط على نائب الرئيس، وليس نصيحة.
ومنذ الأحداث العنيفة التي وقعت في 6 يناير/كانون الثاني عندما اقتحم حشد من أنصار ترامب مبنى الكابيتول الأمريكي، ما أسفر عن مصرع خمسة أشخاص، انتشرت معلومات عن حيلة ترامب لقلب الديمقراطية.
وتريد لجنة التحقيق في أحداث الكابيتول، تحديد مسؤولياتهم ومسؤوليات الرئيس السابق نفسه في الهجوم.
يذكر أن ترامب وأنصاره رفضوا إضافة أصوات البريد في عدة ولايات، واعتبروا ذلك مخالفة انتخابية واضحة، لذلك تمسكوا بفوز مرشحهم في الاقتراع الذي جرى في نوفمبر تشرين ثاني ٢٠٢٠.
aXA6IDE4LjE4OC4xNDAuMjMyIA== جزيرة ام اند امز