بين سلام ترامب وخطط بوتين لحرب طويلة.. من ينتصر بأوكرانيا؟

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن لدى روسيا جدول زمني خاص لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقريرها الذي اطلعت عليه "العين الإخبارية" إلى أنه في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء القتال في أقرب وقت ممكن، يرى الكرملين في المحادثات المطولة حول أوكرانيا وسيلة لتعزيز موقفه التفاوضي، مستخدمًا ساحة المعركة كأداة لتشكيل مسار المفاوضات.
وأوضحت أن الجهود التي يبذلها ترامب لإنهاء الحرب بسرعة تسير في مسار متصادم مع تكتيكات التفاوض الروسية وأهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في النزاع القائم.
فبعد الاجتماع الأول منذ سنوات بين المسؤولين الأمريكيين والروس في الرياض الأسبوع الماضي، بدأ الكرملين بالفعل في تمهيد الطريق لإجراء مفاوضات طويلة الأمد.
وحاول الرئيس الروسي بوتين في الأسبوع الماضي كبح التوقعات بشأن إمكانية التوصل إلى حل سريع، قائلاً: "سيستغرق الأمر بعض الوقت. كم من الوقت؟ لا أستطيع الإجابة الآن".
بالنسبة لروسيا، فإن مجرد بدء المحادثات مع الولايات المتحدة يُعتبر انتصارًا بحد ذاته، حيث يساعد ذلك في إنهاء العزلة الدبلوماسية التي فرضتها إدارة الساكن السابق للبيت الأبيض جو بايدن، والتي رفضت التعامل مع الكرملين بعد غزو أوكرانيا في عام 2022.
وأكد الكرملين أنه غير مهتم بوقف إطلاق نار بسيط، لأنه يعتقد أن الأوكرانيين قد يستغلون فترة الهدوء لإعادة التسلح.. وبدلاً من ذلك، يسعى بوتين إلى معالجة "الأسباب الجذرية" للصراع، والتي يقول إنها تشمل طموح أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو ووجود حكومة مناهضة لروسيا في كييف.
في الوقت نفسه، تواصل القوات الروسية التقدم على الجبهة الأوكرانية، حيث تعتمد موسكو على استراتيجية طويلة الأمد تقوم على تحقيق مكاسب عسكرية لتعزيز موقفها في المفاوضات، وهي استراتيجية سبق أن استخدمتها في سوريا وفي مؤتمر يالطا خلال الحرب العالمية الثانية.
على الرغم من التحول الذي بدأ يظهر في السياسة الأمريكية لصالح روسيا، حيث ألقي ترامب باللوم على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبدء الحرب واصفًا إياه بـ"الديكتاتور"، يظل تحويل هذا التغيير إلى اتفاقات فعلية على طاولة المفاوضات سيكون تحديًا كبيرًا، لأن بوتين لديه أهداف أبعد من مجرد المكاسب الإقليمية التي حققتها قواته في أوكرانيا.
يريد بوتين تقليص حجم الجيش الأوكراني، وضمان حياد البلاد بشكل دائم، والتحكم في توجهاتها السياسية المستقبلية.
ورغم إشارة ترامب إلى أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو "غير عملي"، فإن الدستور الأوكراني ينص بوضوح على أن هذا هو هدف طويل الأمد للبلاد.
ومن المتوقع أن تحاول روسيا تعزيز موقفها التفاوضي من خلال استمرار التقدم على ساحة المعركة.. فقد حققت بعضًا من أكبر انتصاراتها الدبلوماسية في القرن الماضي عندما استخدمت التقدم العسكري لتقوية موقفها في المفاوضات.
وخلال السنة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، شدد الرئيس الروسي الأسبق جوزيف ستالين مطالبه في مفاوضاته مع رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت وينستون تشرشل والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، بينما كانت قواته تطرد النازيين من بولندا، مما أدى إلى سيطرة السوفيات على أوروبا الشرقية لقرابة نصف قرن.
ومع استمرار المحادثات، تمتلك الولايات المتحدة وسائل للضغط على روسيا، مثل تشديد العقوبات الاقتصادية أو زيادة المساعدات العسكرية لكييف. لكن ترامب أشار بوضوح إلى تفضيله للتفاوض الهادئ، حيث صرح عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" قائلاً إنه"على بوتين أن يعقد صفقة. يمكننا القيام بذلك بالطريقة السهلة أو الصعبة".
لكن الخيارات المتاحة أمام ترامب لدفع المفاوضات قد تنحصر في ممارسة الضغط إما على موسكو أو على كييف.
ووفقًا لتوماس غراهام، المستشار السابق في البيت الأبيض لشؤون روسيا، يبدو أن ترامب قد اختار الضغط على كييف، لأنها الهدف الأسهل.