حظر ترامب إلكترونيا.. خطوة تأخرت كثيرا
حظرت شبكات التواصل الاجتماعي الأمريكية الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب من استخدامها؛ بسبب "نشره الأكاذيب وتحريض الشعب."
جاء ذلك خلال 24 ساعة من اقتحام حشد من مؤيدي ترامب لمبنى الكابيتول (الكونجرس) في العاصمة واشنطن؛ للتشكيك بنتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وجرى تعليق حسابات ترامب عبر: "فيسبوك"، و"سناب شات"، و"تويتش" لأجل غير مسمى، فيما علق "تويتر" حسابه مؤقتًا، وحذفت عدة منصات رسائله، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
ورأى خبراء أن تلك الإجراءات، التي جاءت قبل أيام من نهاية رئاسة ترامب، قليلة ومتأخرة جدًا، خاصة وأنهم حذروا منذ فترة طويلة من تزايد المعلومات المضللة والخطابة اليمينية المتطرفة العنيفة عبر مواقع الشبكات الاجتماعية ودور ترامب في تأجيجها.
وقال بريان فريدبرج، الباحث الكبير بمركز "هارفارد شورنستين" الأمريكي والمتخصص بصعود حركات مثل "كيو أنون"، إن "هذا بالضبط ما توقعناه."
وأضاف أن "هذا يتفق تمامًا مع كيف كانت الفصائل المختلفة المسؤولة عما حدث كانت تعمل عبر الإنترنت، وكيف أخفقت المحاولاات السابقة للمنصات للتعامل معهم."
وعلى مدار العقد الماضي، كانت المنصات التكنولوجية مترددة في تعديل منشورات ترامب، بالرغم من انتهاكاته المتكررة للقواعد المتعلقة بخطاب الكراهية.
وكان ترامب، قبل فوزه بالرئاسة، قد استخدم منصة "تويتر" لتوسيع نطاق حملته العنصرية، مؤكدًا باطلًا أن باراك أوباما لم يولد بالولايات المتحدة.
ورئيسًا، شارك مقاطع فيديو عنصرية تستهدف المسلمين عبر "تويتر"، بالإضافة لمنشورات عبر "فيسبوك" لصالح حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، وهو انتهاك واضح لسياسات المنصة ضد خطاب الكراهية.
وفي يونيو/حزيران عام 2020، أعاد تغريد مقطع فيديو لعشرات الملايين من متابعيه يهتف فيه أحد مؤيدوه قائلًا: "سيادة البيض".
كما بدا أنه يشجع العنف ضد احتجاجات "حياة السود مهمة" في رسالة شاركها عبر عدة منصات تضمنت عبارة "عندما يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النار."
وقد وجدت أكاذيب ترامب جمهورًا تواقًا عبر الإنترنت، وهو جمهور لن يختفي عندما تنتهي ولاية إدارته، ويحذر الخبراء أن المنصات سيتواصل استخدامها في تنظيم وإدامة العنف.
وقالت جينفر جريجل، خبيرة الشبكات الاجتماعية والأستاذ المساعد بجامعة سيراكيوز، إن نشر ترامب للدعاية عبر الشبكات الاجتماعية استمر دون رادع إلى حد كبير في ظل فراغ القوانين التي تنظم خطاب الحكومة عبر الشبكات الاجتماعية.
وأشارت إلى أن ما حدث هذا الأسبوع هو نتاج أربعة أعوام من الدعاية المنهجية من الرئاسة.