"مداهمة" مقر ترامب.. هل تعبّد طريقه لانتخابات 2024؟
عاصفة سياسية يثيرها إعلان الرئيس الأمريكي "مداهمة" منزله الفاخر بفلوريدا تمنح انطباعا بأنها قد تعبد طريقه نحو انتخابات 2024.
وفجر اليوم الثلاثاء، أعلن ترامب أن رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" داهموا مقر إقامته في منتجع "مار لاجو" بفلوريدا، دون أن يعطي إشارة لسبب حدوث هذا الأمر، كما لم يصدر بعد أي تأكيد أو نفي من الجهاز لتصريحات الرئيس السابق.
وفي قراءات لإعلان ترامب وما ترتب عليه، رأت شبكة "سي إن إن" الأمريكية في التفتيش المفترض لمنتجع ترامب بولاية فلوريدا، تطورا استثنائيا تاريخيا بالنظر إلى أنه استهدف رئيسا سابقا للولايات المتحدة الأمريكية.
ولفتت الشبكة، في تقرير لها، إلى أن التصريح أثار ضجة سياسية يمكن أن يستخدمها ترامب لإذكاء ترشحه المحتمل للبيت الأبيض في عام 2024.
وذكر التحليل أن التحقيقات السياسية التي هددت ترامب في الماضي زادت من جاذبية قوته الخارقة لدى مؤيديه.
وبحسب الشبكة، جاء تفتيش العملاء الفيدراليين، لمنزل ترامب، بناء على مذكرة وافق عليه القضاء، ما يرجح أن لديهم أسبابا محتملة للاعتقاد بارتكاب جريمة.
كما ركزوا على مكاتب ترامب ومساحاته الشخصية بمقر إقامته في مارالاجو، بينما كان الرئيس السابق في نيويورك.
وثائق سرية؟
التقرير اعتبر أن عملية التفتيش جاءت على خلفية إساءة التعامل مع الوثائق الرئاسية، والتي ربما كان بعضها سريا، وقد تكون نقلت إلى منزل ترامب؛ موضوع أحد تحقيقين لوزارة العدل مرتبطين بالرئيس السابق.
وكانت تلك الأنباء من المفاجآت المذهلة في قصة ترامب الذي تعرض للمساءلة مرتين، وقد يكون حرض على أعمال شغب لمحاولة قلب خسارته في انتخابات 2020، ومزق باستمرار الديمقراطية خلال فترة ولايته الواحدة، وبعدها، كما لم يفعل أي رئيس آخر، وفق شبكة "سي إن إن".
وهدد ذلك بحقن سموم جديدة في الحياة السياسية لأمة منقسمة بشكل ميؤوس منه -حيث يصدق بالفعل الملايين من مؤيدي ترامب مزاعمه بشأن سرقة انتخابات 2020– وأنه في العديد من القضايا لم يعد هناك فهم مشترك للحقيقة نفسها.
كما يأتي ذلك مع تلهف الرئيس السابق لإطلاق حملته لسباق 2024 المتجذرة في ادعاءاته المزيفة بتزوير الانتخابات.
طابع سياسي
وبحسب التحليل، سرعان ما أضفى ترامب الطابع السياسي على عملية التفتيش، مدعيا أن "منزله الجميل" كان "تحت الحصار والمداهمة والاحتلال" بينما يشكو من أنه ضحية "تسليح نظام العدالة" على أيدي الديمقراطيين الذين أرادوا منعه من أن يصبح الرئيس بعد انتخابات 2024.
واستخدم بيانه نفس اللهجة المتفجرة والشعور بالظلم الذي حفز بعض أنصاره على العنف بواشنطن في 6 يناير/ كانون الثاني عام 2021.
وقال ترامب إن "مثل هذا الهجوم لا يمكن أن يحدث إلا في دول العالم الثالث المحطمة. وللأسف، أصبحت أمريكا الآن أحد تلك البلدان، فاسدة على مستوى لم نشهده من قبل"، دون أن يذكر أن التفتيش أجري بناء على مذكرة مخولة قانونيا.
ورفض مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل التعليق على عملية التفتيش، ولم يكن الرئيس جو بايدن على دراية بالتفتيش، حتى أوردت التقارير تلك الأنباء، بحسب مسؤول كبير في الإدارة.
وأشار التحليل المنشور في "سي إن إن" إلى أن اتخاذ مثل هذا الإجراء ضد شخصية سياسية كبيرة سيكون حساسا للغاية. وبالنظر إلى وضعه السابق كقائد أعلى، الأمر خطير بشكل خاص، كما أن تاريخ الرئيس السابق في التحريض على الغضب والعنف يجعل ذلك خطوة حساسة.
كما أوضح التحليل أن الرهانات أمام المحققين والمستقبل السياسي للبلاد هائلة، وستصبح العواقب أكثر خطورة إذا تبين لاحقا أن عملية التفتيش التي أجراها "إف بي آي" لم تجر كما يجب أو لم تكن مهمة للأمن القومي للبلاد.
aXA6IDE4LjExOC4xNjIuOCA=
جزيرة ام اند امز