مداهمة مقر ترامب الفاخر.. الأسباب والكواليس
بينما يستعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لخوض انتخابات رئاسية ثالثة محتملة، كان منزله الفخم في فلوريدا تحت قبضة الـ"إف بي آي".
هذا على الأقل ما صرّح به ترامب، لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يؤكد حتى اللحظة حصول عملية التفتيش من عدمها أو الغاية منها.
ففي ساعات فجر اليوم الثلاثاء، أعلن ترامب أن رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي داهموا مقر إقامته في منتجع "مار لاجو" بفلوريدا، دون أن يعطي إشارة عن سبب حدوث هذا الأمر.
وفيما غابت أسباب المداهمة، ارتفعت حدة التكهنات في وسائل الإعلام الأمريكية، وهو ما تستعرضه "العين الإخبارية" في السطور التالية.
الانتخابات والوثائق
شبكة "سي إن إن" تقول إن وزارة العدل لديها تحقيقين نشطين يتعلقان بالرئيس السابق، أحدهما مرتبط بالجهود المبذولة لإلغاء الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2020، وأحداث يوم 6 يناير (كانون الثاني) 2021 (اقتحام الكونجرس)، والآخر يتعلق بالتعامل مع الوثائق السرية.
ويخضع ترامب للتحقيق في محاولات لتغيير نتائج الانتخابات الرئاسية التي شهدتها ولاية جورجيا، في حين يتم التحقيق بممارساته التجارية في نيويورك في قضايا منفصلة، واحدة مدنية والأخرى جنائية.
ووفق ما نقله المصدر نفسه عن شخص مطلع، فقد بدا أن موظفي إنفاذ القانون يركزون خلال مداهمة المنزل على منطقة النادي حيث توجد مكاتب ترامب وأماكنه الشخصية.
وشملت عملية البحث فحص مكان الاحتفاظ بالوثائق، وفقًا لشخص آخر مطلع على التحقيق.
وفي شباط/فبراير الماضي، طلبت هيئة المحفوظات الوطنية ، وهي الوكالة الحكومية الأمريكية التي تدير حفظ السجلات الرئاسية، من وزارة العدل، التحقيق في تعامل ترامب مع الأوراق الرسمية.
وحينها، قال الأرشيف الوطني إنه استعاد 15 صندوقا من مار لاجو ، بعضها يحتوي على سجلات سرية.
وبموجب القانون، يُطلب من رؤساء الولايات المتحدة نقل جميع خطاباتهم ووثائق العمل ورسائل البريد الإلكتروني إلى الأرشيف الوطني.
لكن المسؤولين يقولون إن الرئيس السابق مزّق بشكل غير قانوني العديد من الوثائق.
وأثار استرداد الصناديق تساؤلات حول التزام ترامب بقوانين السجلات الرئاسية التي تم وضعها بعد فضيحة "ووترجيت" في سبعينيات القرن الماضي، وتتطلب من الرؤساء الاحتفاظ بالسجلات المتعلقة بعملهم.
وفي أوائل يونيو/حزيران الماضي ، قام عدد من المحققين بزيارة نادرة للعقار نفسه، بحثا عن مزيد من المعلومات حول المواد التي يحتمل أن تكون سرية خلال عهدة ترامب في البيت الأبيض والتي تم نقلها إلى فلوريدا.
وقبل ذلك بشهرين، أجرى مكتب التحقيقات الفيدرالي مقابلات مع مساعدي ترامب في المنتجع، كجزء من التحقيق في التعامل مع السجلات الرئاسية ، وفقًا لمصدر مطلع صرح لشبكة "سي إن إن".
وفي كتابها الذي يصدر قريبا، كشفت ماجي هابرمان مراسلة صحيفة "نيويورك تايمز"، أن موظفي البيت الأبيض كانوا يكتشفون بانتظام أكواما من الورق تسد المراحيض، ما دفعهم للاعتقاد بأن ترامب كان يحاول التخلص من وثائق معينة.
وللعائلة قولها
على الطرف الآخر، كانت هناك رواية أخرى لإريك ، نجل ترامب، صرح بها لمراسل قناة "فوكس"، قائلا إن "الغرض من المداهمة، مما قالوه ، كان لأن الأرشيف الوطني أراد ، كما تعلم ، تأكيد ما إذا كان لدى دونالد ترامب أية وثائق في حوزته أم لا".
أما كريستينا بوب محامية ترامب، فذكرت أن مكتب التحقيقات الفيدرالي صادر الوثائق، مشيرة إلى أن ترامب وفريقه القانوني "يتعاونون مع مسؤولي "أف بي آي" ووزارة العدل في كل خطوة".
وأضافت "قام مكتب التحقيقات الفيدرالي بمداهمة غير معلنة وصادر الأوراق".
تنسيق مسبق؟
وبحسب شخص مطلع على الأمر، كان هناك اتصال بين مكتب التحقيقات الفيدرالي والخدمة السرية الأمريكية قبل تنفيذ أمر التفتيش، مما سمح لـ"أف بي آي" بالوصول إلى المكان دون أية تعقيدات، حيث لا يوجد سوى بصمة صغيرة للخدمة السرية المنتجع عندما لا يكون ترامب هناك.
وتقول "سي إن إن"، إن وزارة العدل امتنعت عن التعليق وكذلك مكتب التحقيق الفيدرالي.
في هذه الأثناء، قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن الرئيس جو بايدن لم يكن على علم بأمر البحث في مار الاجو إلا بعد أن تم الإعلان عنه في الأخبار.
أين كان ترامب؟
بحسب شبكة "إن بي سي"، فإن ترامب الذي يقضي الصيف في ناديه للغولف في بيدمينستر بولاية نيوجيرسي ، لم يكن في مار لاجو وقت المداهمة.
ووفق المصدر نفسه، غادر الرئيس السابق برج ترامب في مدينة نيويورك في وقت لاحق من مساء الإثنين دون الرد على أسئلة الصحفيين.
من جهتها، قالت لارا ترامب ، زوجة نجل الرئيس السابق، لـ"فوكس نيوز" إنها تحدثت مع ترامب في وقت سابق من المساء: "إنه مصدوم مثل أي شخص آخر".
وزعمت لارا ترامب: "إنهم مرعوبون من أنه سيعلن في أي يوم أنه يترشح للرئاسة في عام 2024 ، وهذه طريقة مريحة للغاية لإلقاء المزيد من الضغط على دونالد ترامب ، كما لو أنهم لم يفعلوا ما يكفي بالفعل". .
وبعد ابتعاده عن البيض الأبيض إثر خسارته أمام الديمقراطي جو بايدن، لم يتوقف ترامب الشخصية الأكثر استقطابا في الولايات المتحدة عن مواصلة بث أخبار مضللة عن فوزه في السباق الرئاسي الذي جرى عام 2020.
يذكر أن ترامب لم يعلن رسميا ترشحه لانتخابات البيت الأبيض عام 2024، لكنه ألمح لذلك بقوة خلال الأشهر القليلة الماضية.