بعد عودته.. ما حدود سلطة ترامب على الفيدرالي الأمريكي؟
أثارت إعادة انتخاب دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة تساؤلات حول ما إذا كان سيسعى إلى الحد من استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي، لتاريخه المثير للجدل مع البنك المركزي الأمريكي، وسط احتمالات التدخل في سياساته في فترة ولايته الثانية.
وخلال حملته الانتخابية، قال ترامب إنه لا يعتقد أن الرئيس يجب أن يكون قادرا على إصدار الأوامر إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي، لكن يجب أن يكون له "رأي" في سياسة أسعار الفائدة للبنك المركزي.
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد قال سابقا إنه سيسمح لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي ناقش إقالته في عام 2018، بقضاء فترة ولايته لكنه لن يعيد تعيينه رئيسا للبنك المركزي.
ما يستطيع ترامب فعله وما لا يستطيع
وفيما يلي نستعرض حدود نفوذ الرئيس الأمريكي المنتخب على بنك الاحتياطي الفيدرالي، بحسب ما أوضحت وكالة بلومبرغ.
تعيين المسؤولين في بنك الاحتياطي الفيدرالي
إن السلطة الأكثر مباشرة التي يتمتع بها الرئيس الأمريكي على بنك الاحتياطي الفيدرالي تتم من خلال اختياره المعينين لشغل المناصب الشاغرة في مجلس المحافظين وتعيينهم في مناصب رئيسية، بما في ذلك رئيس مجلس الإدارة في تلك الهيئة.
ويشغل المحافظون فترات مدتها 14 عاما، ويشغل رؤساء بنك الاحتياطي الفيدرالي فترات مدتها 4 سنوات.
ويجلس الجميع في لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، أو FOMC، وهي مجموعة صنع السياسات التي تحدد أسعار الفائدة.
وفي عام 2018 وبتعيين باول كسر ترامب السابقة التاريخية الأخيرة التي يقوم فيها الرؤساء الجدد بإعادة تعيين رئيس الفيدرالي الذي اختاره سلفهم.
وتنتهي فترة ولاية باول -الذي جدد لرئيس جو بايدن تعيينه في عام 2021- كرئيس للبنك في عام 2026، وستتاح لترامب الفرصة لتعيين رئيس جديد لبنك الاحتياطي الفيدرالي.
الإطاحة برئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي
الطريقة الأكثر مباشرة لإرسال رسالة إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي هي إقالة رئيسه، كما ناقش ترامب القيام بذلك في عام 2018 عندما كان غاضبا من باول بسبب سلسلة من زيادات أسعار الفائدة.
وفي مقابلة مع بلومبرغ بيزنس ويك أجريت في 25 يونيو/حزيران، قال ترامب إنه إذا أعيد انتخابه فسوف يسمح لباول بإنهاء ولايته، مضيفا "خاصة إذا كنت أعتقد أنه يفعل الشيء الصحيح".
ويقول علماء القانون إن الرئيس لا يستطيع إقالة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بسهولة.
حيث تنص المادة 10 من قانون بنك الاحتياطي الفيدرالي على أنه يمكن "عزل أعضاء مجلس المحافظين، الذي يعد الرئيس واحدا منهم، لسبب وجيه من قبل الرئيس"، وفسر علماء القانون عموما "السبب الوجيه" على أنه يعني سوء سلوك خطيرا أو إساءة استخدام السلطة.
وقال بيتر كونتي براون، أستاذ ومؤرخ بنك الاحتياطي الفيدرالي في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، إن إمكانية رئيس أمريكا لإقالة رئيس البنك أمر غامضن لأن القانون لا يوفر صراحةً الحماية "لسبب وجيه" لهذا الدور.
وبغض النظر عن ذلك فبسبب الحماية "لسبب وجيه" للمحافظين، فإن تجريد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي من هذا اللقب قد يعني أن الفرد يمكنه البقاء في المجلس.
وقد لا يؤدي ذلك أيضا إلى إبعاد مثل هذا الفرد من منصب قوي آخر، رئيس لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية التي تحدد أسعار الفائدة، نظرا لأن أعضاءها -وليس الرئيس- هم من يختارون من يقودها.
ماذا يقول التاريخ؟
وفي حالات سابقة، حاول رؤساء كلا الحزبين التأثير على بنك الاحتياطي الفيدرالي من خلال ممارسة الضغوط علناً وفي الخفاء.
تاريخياً، كان الرؤساء يعربون عن شكاواهم شخصياً، وربما حتى ببعض الترهيب الجسدي، حيث سبق أن استدعى رئيس الولايات المتحدة ليندون جونسون رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي ويليام ماك تشيسني مارتن جونيور إلى مزرعته في تكساس عام 1965 لتوبيخه لرفع تكاليف الاقتراض.
كما مارس الرئيس ريتشارد نيكسون في السبعينيات ضغوطاً على رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي آنذاك آرثر بيرنز، وهو ما يعتقد بعض خبراء الاقتصاد أنه دفع البنك المركزي إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات قوية لكبح جماح التضخم في ذلك الوقت.
وبصفته رئيساً، انتقد ترامب بنك الاحتياطي الفيدرالي وباول علناً بسبب سلسلة من الزيادات في أسعار الفائدة خلال فترة ولايته السابقة.
وخلال حملته الانتخابية عام 2024، اقترح ترامب أنه سيسعى إلى التأثير على كيفية وضع بنك الاحتياطي الفيدرالي للسياسة.
وقال خلال مؤتمر صحفي عقده في الثامن من أغسطس/آب في ناديه مارالاغو في بالم بيتش، "أشعر بأن الرئيس يجب أن يكون له رأي على الأقل، نعم أشعر بذلك بقوة".
وأضاف ترامب "أعتقد أنني في حالتي ربحت الكثير من المال، لقد حققت نجاحًا كبيرًا، وأعتقد أن لدي غريزة أفضل من الأشخاص الذين قد يكونون في مجلس الاحتياطي الفيدرالي أو رئيسه في كثير من الحالات".
كما انتقد عملية صنع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي، قائلاً إن البنك المركزي "أخطأ كثيرا"، وإن باول كان "متأخرا بعض الشيء ومبكرا بعض الشيء" في اتخاذ القرارات السياسية.
وفي مقابلة أجريت معه في أكتوبر/تشرين الأول مع رئيس تحرير بلومبرغ نيوز جون ميكليثويت، قال ترامب إنه لا يعتقد أن الرئيس يجب أن يكون قادرا على فرض الوصاية على إجراءات بنك الاحتياطي الفيدرالي، ولكن له الحق في التعليق على اتجاه أسعار الفائدة.
aXA6IDMuMTMzLjEyMC45MSA=
جزيرة ام اند امز