الاحتياطي الفيدرالي وقرار الفائدة.. أغلى تحية من «باول» للعالم في 2024
تحليل يرصد ما يشعر به الأمريكيون والعالم بالخطوة
يستعد بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أخيرا لخفض أسعار الفائدة التي ظل يرفعها منذ عدة سنوات لمكافحة التضخم، وذلك بعد ظهور بيانات جديدة حول ضعف سوق العمل ومؤشرات متزايدة لركود محتمل في البلاد.
ووفقا لتقرير نشرته مجلة فورين بوليسي فمن المؤكد أن التأثيرات لن تنتشر في جميع أنحاء البلاد فحسب بل وبقية العالم، لكن السؤال هو ما الذي يعنيه خفض أسعار الفائدة بالنسبة للمستهلكين في الولايات المتحدة؟ وما هي التأثيرات العالمية لأسعار الفائدة المرتفعة لفترة طويلة؟
أقل تكلفة
ونقل التقرير عن آدم توز الخبير الاقتصادي وكاتب عامود الاقتصاد في مجلة فورين بوليسي إنه من منظور المستهلك، سوف يتم ينعكس قرار سعر الفائدة هذا على حياتهم اليومية. وسيصبح الحصول على قرض عقاري، لشراء منزل أقل تكلفة.
ويشير توز إلى أن ذلك ما يطلق عليه خبراء الاقتصاد آلية النقل من فترة صدمة أسعار التضخم بأكملها، تليها استجابة النقدية والرسالة الأساسية هنا هي عدم توقع الكثير بسرعة كبيرة.
فهناك هامش كبير بين ما يفرضه بنك الاحتياطي الفيدرالي على البنوك من خلال آليات مختلفة، والفائدة التي تفرضها البنوك على المستهلكين.
وأوضح توز أنه على سبيل المثال، إذا استمر سعر الفائدة في الانخفاض، يعتقد الناس أن أسعار الفائدة للرهن العقاري قد تنخفض على الفور ولكن أسعار الفائدة كانت فى الواقع تصل إلى 6% لفترة من الوقت قبل أن يهبطوا إلى نطاق 4.5 إلى 5.5% ليوافقوا معدلات الفائدة في البنوك، وهذا هبوط متواضع نسبيا.
وتدلل على ذلك أن ورقة بحثية مثيرة للاهتمام بشأن جانب العرض من الرهن العقاري وما كان يحدث أثناء مرحلة التشديد مع ارتفاع أسعار الفائدة. وتوضح الورقة أن البنوك كانت تميل إلى بيع محافظها الحالية من الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري. وأصبحت أقل جاذبية للاحتفاظ بها مع ارتفاع سعر الفائدة الإجمالي. وهذا يؤدي إلى تضخيم تأثير رفع أسعار الفائدة، لأنه مع بيع الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري، تنخفض قيمة السندات ويرتفع العائد اللازم للاحتفاظ بها.
والآن، مع خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة فقد نشهد تخفيفاً في الائتمان العقاري وهو ما من شأنه في الواقع أن يوفر آلية دعم قوية تتجاوز تأثير أسعار الفائدة المنخفضة قليلاً على المستهلكين.
التأثيرات العالمية
وحول التأثيرات العالمية لهذه الفترة الطويلة من أسعار الفائدة المرتفعة، قال توز إنه يبدأ الأمر بصدمة أسعار الفائدة ثم تأتي العواقب المترتبة على ذلك، مثل ارتفاع الأسعار بالنسبة للمقترضين من الأسواق الناشئة ومن ذوي الدخل المنخفض، وتكلفة الاقتراض، ومعدل الفائدة الذي يدفعونه، والعائد، أو بعبارة أخرى، العلاقة بين سعر السند الذي تصدره، ومقدار المال الذي تجمعه، ومعدل الفائدة الذي يتم دفعه.
ويشير إلى أن ما حدث هو أن أسواق الديون أغلقت على الدول التي لم تكن المؤسسات على استعداد لإقراضها لأن المقترض يري انها ليست جذابة وفقا لأسعار الفائدة الحالية بعد رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عند مستويات 5,5%.
وقال أنه عند دراسة سوق مثل سوق سندات اليورو، وهي سوق كانت العديد من البلدان الناشئة والمنخفضة الدخل تستغلها بإصدار الديون، فإن الديون بهذا السوق انهارت خلال الفترة من 2022 إلى 2023.
ويشير توز إلى أن السوق انهارت بنسبة 70٪ مقارنة بفترة ما قبل رفع أسعار الفائدة و حيث إن تلك البلدان ذات الدخل المنخفض والأسواق الناشئة كانت قادرة فقط على اقتراض 40 مليار دولار مقابل 170 مليار دولار قبل رفع أسعار الفائدة فقد شهدت العديد من البلدان في الواقع تدفقات صافية خارجة.
ويضيف أنه ضمن مجموعة العينة من الدول التي كان صندوق النقد الدولي يدرسها شهدت ثلث البلدان، 26 من أصل 75 دولة، تدفقات صافية خارجة من سندات اليورو بلغت 58 مليار دولار. وهذا ينتج عنه أزمة ديون. وأزمات الديون هي أزمات لأنها ديون ومشكلة مالية في نفس الوقت.أيضا سياسة خدمة الدين، وأولويات الإنفاق العام والضغوط لرفع الضرائب تنفجر في الساحة السياسية وهذا ما حدث من بوليفيا إلى كينيا إلى سريلانكا إلى الأرجنتين إلى باكستان، وهو ما يتردد صداه عبر الاقتصاد العالمي.
واختتم " عندما نتحدث في الولايات المتحدة عن هبوط ناعم، يجب أن نراجع أنفسنا للحظة ونفكر فقط في الغالبية العظمى من البشرية التي وجهت لها هذه الزيادة الأمريكية في أسعار الفائدة ضربة مؤلمة للغاية. وهذه البلدان هي أيضا الأبطأ في التعافي من كوفيد.. ومن ثم فقد عانوا من ضربة مزدوجة مؤلمة.
aXA6IDMuMjM2Ljg2LjE4NCA= جزيرة ام اند امز