قبل اجتماع سبتمبر.. هذه نصيحة صندوق النقد لـ«الفيدرالي الأمريكي»
قال صندوق النقد الدولي، الخميس، إن من المناسب أن يبدأ مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) دورة تيسير نقدي طال انتظارها في اجتماعه الأسبوع المقبل مع انحسار المخاطر الصعودية للتضخم.
وقالت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي جولي كوزاك في مؤتمر صحفي اعتيادي، إن الصندوق يتوقع تباطؤ الاقتصاد الأمريكي في الفترة المتبقية من العام، وأن ينعكس ذلك في توقعاته المحدثة لآفاق الاقتصاد العالمي في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وأوضحت أن صندوق النقد الدولي يتوقع أن ينهي مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة عام 2024 عند 2.5% ويعود إلى هدف البنك المركزي الأمريكي البالغ 2% بحلول منتصف عام 2025، وتظهر أحدث البيانات مخاطر صعودية أقل لهذا المسار.
وأضافت كوزاك "هذا يعني أننا نرى بداية وشيكة لدورة تيسير، وفقا لما يرد من مجلس الاحتياطي الاتحادي، حسب الحاجة.. ومع ذلك، فإن المخاطر الصعودية للتضخم، على الرغم من تراجعها، لم تختف تماما، وسيتعين على الاحتياطي الاتحادي الاستمرار في قياس وتيرة ومدى خفض أسعار الفائدة في ضوء البيانات الاقتصادية الواردة في المستقبل".
وتراجعت حدة ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة بعد الجائحة بشكل أكبر، في أغسطس/آب 2024، إذ وصلت الزيادات في الأسعار على أساس سنوي إلى أدنى مستوى لها في 3 سنوات، مما يمهد الطريق أمام بنك الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ القرار المنتظر منذ أشهر، وخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.
وأظهر تقرير، الأربعاء الموافق 11 سبتمبر/أيلول الجاري، من وزارة العمل أن أسعار المستهلك ارتفعت بنسبة 2.5% في أغسطس/آب مقارنة بالعام السابق، بانخفاض من 2.9% في يوليو/تموز.
- أمريكا تشرعن المقامرة السياسية.. هل تصبح «هاريس» رهان الانتخابات الرابح؟
- ماذا يعني رفع سعر الغاز للمصانع في مصر؟.. خبير اقتصادي يجيب
وكان هذا الانخفاض السنوي الخامس على التوالي، وأصغر زيادة من هذا القبيل منذ فبراير/شباط 2021. ومن يوليو/تموز إلى أغسطس/آب، ارتفعت الأسعار بنسبة 0.2%.
وباستثناء تكاليف الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفعت الأسعار الأساسية (معدل التضخم الأساسي) بنسبة 3.2% في أغسطس/آب مقارنة بالعام الماضي، كما هو الحال في يوليو/تموز.
وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار الأساسية بنسبة 0.3% الشهر الماضي، وهو ارتفاع طفيف عن زيادة يوليو/تموز بنسبة 0.2%.
ويراقب خبراء الاقتصاد عن كثب الأسعار الأساسية، التي توفر عادة قراءة أفضل لاتجاهات التضخم المستقبلية.
وعلى مدى أشهر، وفر تباطؤ التضخم راحة تدريجية للمستهلكين في الولايات المتحدة، الذين تأثروا بارتفاع الأسعار الذي حدث قبل ثلاث سنوات، خاصة بالنسبة للغذاء والغاز والإيجار وغيرها من الضروريات.
وبلغ التضخم ذروته في منتصف عام 2022 عند 9.1%، وهو أعلى معدل في أربعة عقود.
وكان أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض التضخم الإجمالي في الشهر الماضي هو الانخفاض الثالث في أسعار الغاز في الأشهر الأربعة الماضية، حيث انخفضت أسعار الغاز المتوسطة بنسبة 0.6% من يوليو/تموز إلى أغسطس/آب، وانخفضت بنسبة 10.6% عن العام الماضي.
وانخفضت السيارات المستعملة بنسبة 1% الشهر الماضي. وبالقياس على العام السابق، انخفضت أسعار السيارات المستعملة بنسبة 10.4%.
وظلت أسعار البقالة دون تغيير من يوليو/تموز إلى أغسطس/آب، مما أدى إلى تمديد تباطؤ تكاليف المواد الغذائية على الرغم من أنها تظل أعلى بكثير مما كانت عليه قبل ثلاث سنوات. وعلى مدار العام الماضي، ارتفعت أسعار البقالة بنسبة 0.9% فقط، على غرار وتيرة التضخم الغذائي قبل الوباء.
وأشار مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى ثقتهم المتزايدة في أن التضخم يتراجع إلى هدفهم البالغ 2%، وأنهم يحولون الآن تركيزهم إلى دعم سوق العمل، الذي يتباطأ بشكل مطرد.
ونتيجة لهذا، يستعد صناع السياسات للبدء في خفض أسعار الفائدة المرجعية من أعلى مستوى لها في 23 عاماً، على أمل تعزيز النمو والتوظيف.