خطة ترامب بشأن غزة.. 3 إشارات والكثير من الغموض
كعادته، قفز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ما وراء الممكن في تصوره بشأن قطاع غزة، مقدّمًا خلال مؤتمر صحفي
مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو 3 إشارات ومخلّفًا الكثير من الغموض.
المفاجأة الأولى التي أطلقها ترامب هي رغبته في أن تستولي الولايات المتحدة على قطاع غزة بعد تهجير سكانه من أجل إعادة البناء.
واعتبر ترامب أن المبرر الوحيد للفلسطينيين للبقاء في القطاع هو عدم وجود بديل.
ومن خلال تصريحات الرئيس الأمريكي، يمكن رصد ثلاث إشارات واضحة بشأن خطته في غزة، التي يكتنفها رغم ذلك الكثير من الغموض.
التهجير
بدا ترامب حاسمًا أمام رغبته في تهجير سكان غزة.
وقبل لقاء نتنياهو، شدد على أنه "ليس أمام الفلسطينيين أي بديل سوى مغادرة قطاع غزة"، وهي الفكرة التي طرحها قبل ذلك مرارًا.
واعتبر ترامب، في تصريحات للصحفيين بالبيت الأبيض، أن الفلسطينيين "سيودّون بشدة" مغادرة قطاع غزة المحاصر للعيش في أي مكان آخر إذا أتيحت لهم الفرصة.
وجدد تأكيده على أن مصر والأردن ستقبلان استضافة الفلسطينيين المهجّرين من القطاع، قائلًا: إن "زعيمي مصر والأردن سيقدمان الأرض اللازمة لخطتي الخاصة بالفلسطينيين".
وأشار في الوقت نفسه إلى أن الفلسطينيين يمكنهم الذهاب إلى أماكن أخرى حول العالم دون تحديد وجهة بعينها.
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز إن الولايات المتحدة "تتطلع إلى الحلفاء والشركاء في المنطقة للمساعدة في حل مشكلة تحديد الأماكن التي سيتوجه إليها النازحون".
وأضاف: "نعتقد أن الجدول الزمني لإعادة إعمار غزة سيستغرق 10 أو 15 عامًا".
لكن ماذا بعد تهجير سكان غزة بحسب التصور الأمريكي؟
الاستيلاء
تكمن هنا المفاجأة المدوّية التي طرحها ترامب، إذ قال إن بلاده ستستولي على القطاع.
وأكد أنه يتطلع إلى "ملكية أمريكية طويلة الأمد" لقطاع غزة.
وأوضح أن بلاده ستكون مسؤولة عن تفكيك كل القنابل غير المنفجرة والأسلحة الأخرى الخطيرة في هذا الموقع.
وأضاف الرئيس الأمريكي: "سنسوّي الموقع بالأرض ونوجد تنمية اقتصادية".
ترامب لم يستبعد إرسال قوات أمريكية إلى غزة، لكنه لم يحدد آلية للاستيلاء على القطاع أو ما إذا كان ذلك سيتطلب تدخلاً عسكرياً مباشراً.
وقال ترامب "إذا لزم الأمر، فسنفعل ذلك، وسنستولي على تلك القطعة، وسنطورها، وسنوجد الآلاف والآلاف من الوظائف، وستكون شيئا يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به".
وبرر ترامب موقفه بقوله إنه حان الوقت "للقيام بشيء مختلف"، لأنه "إذا عدتم إلى الوضع السابق، فسينتهي الأمر بنفس الطريقة التي كان عليها طوال مائة عام".
لكن ماذا بعد إعادة الإعمار؟
مدينة عالمية؟
لم يكن ترامب واضحًا فيما إذا كانت إعادة إعمار القطاع مقدمة لإعادة توطين الفلسطينيين فيه.
إذ قال إن غزة يمكن أن تصبح "ريفييرا الشرق الأوسط".
كما أضاف أنه "يتصور أن يعيش أناس من جميع أنحاء العالم في غزة" بعد خطته، بمن في ذلك الإسرائيليون.