ترامب يوسع نطاق معركته ضد عمالقة الإنترنت
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صعد هجماته على جوجل وغيرها من عمالقة الإنترنت، كما جدد هجومه على صحف ومحطات كبرى وصف أخبارها بـ"الملفقة".
صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجماته على شركة جوجل وغيرها من عمالقة الإنترنت والتواصل الاجتماعي، لتنضم إلى قائمة كبيرة من وسائل الإعلام والصحف الأمريكية التي دائما ما يتهمها بـ"التزييف".
ووجه ترامب تحذيرا لـ"فيسبوك" و"جوجل" و"تويتر" بعد ساعات من هجومه على ما وصفه بـ"نتائج بحث مزورة على الإنترنت"، دون أن يقدم أي تفاصيل بشأن التدابير التي يعتزم القيام بها، وإذا كان سيتخذ أي إجراءات، خاصة فيما يتعلق بشركات الإنترنت الكبرى.
كان ترامب وصف "نيويورك تايمز" بـ"الفاشلة ذات الأخبار الزائفة"، ودعاها لـ"أن تغلق بكرامتها"، كما نعت واشنطن بوست بـ"المخادعة"، في حين قال عن "سي إن إن" إنها "في انهيار تام بأخبارها الزائفة، وأن مصداقيتها ستتلاشى قريبا".
محافظون يدعمون ترامب
وتواجه جوجل وشركات إنترنت أخرى شكاوى متعلقة بنتائج البحث القائمة على التسلسل الخوارزمي الذي يمكن أن يأخذ بعين الاعتبار ماضي البحث وموقعه وعوامل أخرى.
الاتهامات لاقت صدى لدى الدوائر المحافظة، وكذلك في أوساط عدد من صناع المحتوى النافذين على يوتيوب، مثل لينيت هارداواي وروتشل ريتشاردسون، المشهورين بـ"دياموند" و"سيلك" على الترتيب، اللذين وصفا ما تقوم به جوجل بنوع من "الإعدام السياسي دون محاكمة".
وحذرت سيلك من أن الشركات مثل جوجل تمتلك تأثيرا مبالغا فيه حول العالم، موضحة أن "شركات التكنولوجيا العملاقة هذه لا تهتم بأصوات المحافظين، وعلى الحكومة أن تتدخل وتحقق فعلا في هذه المسألة".
محللون: الأدلة على الانحياز ضعيفة
محللون مختصون بالتكنولوجيا ووسائل الإعلام اعتبروا أن هناك أدلة قليلة على انحياز نتائج البحث على جوجل لأسباب سياسية، وفي حال انحيازها لن يكون للرئيس مجال كبير للتحرك بموجب الدستور الذي يحمي حرية التعبير.
إريك جولدمان، رئيس معهد قانون التكنولوجيا العالية في جامعة سانتا كلارا، قال إن "الاتهامات بانحياز محركات البحث تتكرر منذ وجود هذه المحركات، بالفعل.. محركات البحث منحازة بمعنى أنها تفضل بعض المعلومات على أخرى".
وأشار جولدمان إلى أن أي محاولات من جانب الحكومة لإجبار محركات البحث على تقديم أخبار جيدة فقط سيكون انتهاكا فاضحا للتعديل الأول للدستور، الذي يضمن حرية التعبير.
وتابع: "أي محاولة من ترامب لمعالجة نتائج محركات البحث ستشكل انتهاكا للتعديل الأول".
النائب الديمقراطي عن كاليفورنيا تيد ليو قال إن تصريحات ترامب لا تظهر سوى أنه يرفض قبول تغطية الأخبار السلبية.
وفي تغريدة على تويتر كتب "بدلا من نظرية مؤامرة جديدة ضد دونالد ترامب، فإن الشرح الأسهل هو أنه عندما يتصرف رئيس الولايات المتحدة بشكل سيئ، مثل فصله الأطفال عن آبائهم أو عدم احترام بطل أمريكي، فإن الصحافة الحرة تنقل ذلك".
من جهتها، قالت نوالا أوكونر، رئيسة مركز الديمقراطية والتكنولوجيا، مقره واشنطن، إن "الانحياز الخوارزمي" يعد سؤالا مشروعا، لكن لا يوجد أي إثبات على الانحياز، وسيكون من المقلق إذا حاولت الحكومة التدخل بسن قوانين.
وأضافت: "من المقلق جدا أن يحاول أي مسؤول حكومي وضع ضغط شعبي على منصة بسبب أخبار ومعلومات مهمة لديمقراطيتنا".
الرأي العام: شركات الإنترنت منحازة
وفي غياب ما يثبت أن شركات الإنترنت تقوم فعلا بحجب معلومات لأسباب سياسية، وأن العديد من المحافظين لديهم عدد كبير من المتابعين على الإنترنت، فإن الرأي العام مسألة أخرى.
وأظهرت دراسة لمركز بيو للأبحاث نشرت في يونيو/حزيران أن 43% من الأمريكيين يقولون إن شركات تكنولوجيا كبرى تفضل آراء الليبراليين على المحافظين وأن 72% يقولون إن منصات التواصل الاجتماعي تفرض رقابة فعلية على الآراء السياسية المعارضة.
وقال 85% من الجمهوريين والمستقلين ذوي الميول الجمهورية إن مواقع التواصل الاجتماعي تفرض عمدا رقابة على آراء سياسية، حسب بيو.
سيد التواصل مع الجماهير
ورغم انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لـ"تويتر"، يعبر دونالد ترامب عن فخره بأن لديه أكثر من 100 مليون متابع على وسائل الإعلام الاجتماعي، معتبرا أنه ليس في حاجة إلى وسائل الإعلام التي وصفها بـ"المنحازة والكاذبة".
ودلل ترامب على ذلك خلال مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، حين نادى بصوت عال عبر المكتب البيضاوي: "أين دان؟ أين دان سكافينو من فضلكم؟ وفي غضون ثوان، يدخل سكافينو حاملا جهاز كمبيوتر محمول، وهو لاعب جولف سابق كان يدير وسائل الإعلام الاجتماعي أثناء حملة ترامب عام 2016، ويفعل الآن الشيء نفسه في البيت الأبيض، والذي جاء ليؤكد أن إجمالي عدد متابعي الرئيس هو 101 مليون متابع.
وقال ترامب بفخر: "لدي أكثر من 100 مليون متابع بين فيسبوك وتويتر وأنستقرام، أكثر من 100 مليون لست مضطرا إلى الذهاب لوسائل الإعلام المزيفة".
ويمثل "تويتر" موقع التواصل الاجتماعي المفضل للرئيس الأمريكي، فطالما استخدم تغريداته المثيرة للجدل، لشن هجمات على وسائل الإعلام والصحف الأمريكية الرئيسية، والدفاع عن نفسه وأفراد أسرته، وكذلك توجيه انتقادات أو سخرية لاذعة لمهاجميه.
تغريدة من ترامب يمكنها التأثير بأسهم شركات، وربما تتصدر عناوين الأخبار الرئيسية، أو حتى تثير أزمة دبلوماسية كما حدث عندما انتقد ترامب الصين بسبب سياستها الاقتصادية ونشاطها العسكري في بحر الصين جنوبي.