ترامب وغرينلاند.. السعر المتوقع لأكبر جزيرة في العالم
تسيل جزيرة غرينلاند كثيرا من الحبر منذ فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، إلى حد بدأت معه تكهنات حول سعر بيع الجزيرة لأمريكا.
ولا يزال السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت إدارة ترامب مهتمة بتقديم عرض لشراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك المعروفة أيضا بـ«الجزيرة المتجمدة».
وبدأت التكهنات حول السعر المحتمل تتداول بالفعل، إذ يمكن أن يتراوح العرض العادل ما بين 12.5 مليار دولار إلى 77 مليار دولار لأكبر جزيرة في العالم.
وتستند هذه الحسابات إلى عمليات شراء مماثلة للأراضي في الماضي والإمكانات الاقتصادية لغرينلاند، وفق مجلة فورين بوليسي الأمريكية.
ما قصة الجزيرة؟
ووفق المجلة، استوطن البشر غرينلاند منذ آلاف السنين، ولكن يبدو أن وجود الأوروبيين بدأ في أواخر القرن التاسع مع إبحار الفايكنج من النرويج، لذلك تعد الجزيرة مستوطنة إسكندنافية راسخة من الناحية الأثرية.
وفي عام 1397، أصبحت الدنمارك مركز اتحاد كالمار. ونتيجة لذلك، انتقلت الممتلكات التي كانت ملحقة بالنرويج إلى الدنماركيين.
في أوائل القرن العشرين، أصبحت غرينلاند قاعدة لواحد من أقوى أساطيل صيد سمك القد في العالم، حيث كانت سفنها تعمل في المياه الضحلة في المحيط الأطلسي.
وبعد ذلك عندما استنفدت مصايد أسماك القد بسبب تغلغل أساطيل الصيد من جميع أنحاء العالم - ولا سيما من الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة وأوروبا - انتقلت الجزيرة إلى الروبيان.
وتمثل هذه الأسماك، الغالبية العظمى من صادرات غرينلاند حتى يومنا هذا.
ومن المعروف أن غرينلاند لديها موارد أخرى، لا سيما الخام. ومن الأشياء التي أعطت غرينلاند أهميتها في الحرب العالمية الثانية أنها مصدر رئيسي لمادة الكريوليت، وهي مادة أساسية في إنتاج الألومنيوم.
ولكن يُعتقد أيضًا الآن أن غرينلاند لديها احتياطيات ربما من أصل 50 معدنًا تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية ضرورية في اللحظة الحالية.
بل هناك أيضًا أشخاص يعتقدون أن غرينلاند لديها كميات كبيرة جدًا من النفط البحري، وبعض التقديرات الكبيرة جدًا تشير إلى وجود أكثر من 110 مليار برميل، ما يصنف الجزيرة بين الحقول الاحتياطية الكبيرة والمتوسطة الحجم.
كما أن هناك إمكانية وجود اليورانيوم ورواسب أخرى من الأرض النادرة.
عرض شراء سابق
في الأربعينيات من القرن الماضي، كانت الولايات المتحدة لا تزال تعمل في مجال صفقات النقد مقابل الأراضي. وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، قدمت الولايات المتحدة عرضاً للدنمارك مقابل غرينلاند.
إذ عرضت الولايات المتحدة على الدنمارك 100 مليون دولار من سبائك الذهب مقابل غرينلاند. لكن رفض الدنماركيون بأدب.
وفي الوقت الحالي، تشير تكهنات إلى أن العرض العادل لشراء الجزيرة، يمكن أن يتراوح ما بين 12.5 مليار دولار إلى 77 مليار دولار، استنادا إلى عمليات شراء مماثلة للأراضي في الماضي والإمكانات الاقتصادية لغرينلاند.
لكن هناك شيئا آخر مهما في هذه الصفقة، إذا تحرك ترامب نحو تنفيذها، وهو موقف شعب الجزيرة نفسه الذي يملك حق تقرير المصير، وفق القوانين الدولية.
ووفق "فورين بوليسي"، فإن حق تقرير المصير للشعوب التي تسكن أرضًا ووطنًا، يفوق كل المطالبات الأخرى، وهذا هو الشرط المسبق لكي تكون محاولة شراء الجزيرة جديًة.
أما كيف سيصوت سكان غرينلاند، فهذا سؤال مفتوح، ربما يعتمد على العرض الذي ستقدمه الولايات المتحدة لأنهم ليسوا مواطنين متحمسين ومخلصين للدنمارك، على حد قول المجلة.
aXA6IDE4LjExNi40MC4xMzQg جزيرة ام اند امز