ترامب وهيلاري.. تراشق وتلاسن.. وجدل حول داعش ونووى إيران
المناظرة الأولى بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب شهدت تراشقا لفظيا وتلاسنا بماضي بيل كلينتون وجدلا حول داعش وحرب العراق والاتفاق النووي الإيراني
شهدت المناظرة الأولى بين مرشحي الرئاسة الأمريكيين، الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون، التى كانت ساخنة من الطرفين، تراشقًا لفظيًّا بعد دقائق من السماح لهما بالحديث.
وبعد أن تصافحا، سرعان ما بدأ الخصمان -كالعادة- في توجيه الاتهامات بشأن عدة قضايا اقتصادية، منها اتفاقية التجارة الحرة "نافتا"، كما شرع المتنافسان في الهجوم على بعضهما؛ حيث انتقدت كلينتون سياسات ترامب الضريبية، في حين اتهم ترامب وزيرة الخارجية السابقة بأنها "تتحدث ولا تعمل".
واختلف المرشحان بشأن الاقتصاد، وهاجم كل منهما السياسة الخارجية للآخر، كما قاطعا بعضهما مرارًا في تراشق كان محتدمًا من الطرفين.
واتهم كل منهما الآخر بالتشويه والافتراء، وحثّا المشاهدين على مطالعة مواقعهما الإلكترونية لتحري الحقائق.
ونادته هي باسم "ترامب"، بينما ناداها هو بـ"الوزيرة كلينتون".
والمناظرة كانت الأولى بين المرشحين، وأول مواجهة مباشرة بين الخصمين، قبل 6 أسابيع من الانتخابات المقررة في 8 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وعقدت في جامعة "هوفسترا" بنيويورك وأدرها مقدم البرامج الشهير ليستر هولت، وهي أول حلقة في سلسلة مناظرات تجرى قبل الانتخابات، 3 منها بين مرشحي منصب الرئيس، وواحدة لمرشحي منصب نائب الرئيس.
وارتدت كلينتون ثوبًا من سترة وبنطال أحمرين، في حين ارتدى ترامب بذلة داكنة وربطة عنق زرقاء.
وقالت كلينتون أول امرأة تفوز بترشيح حزب أمريكي كبير للرئاسة: "لديَّ شعور بأنني سأُلام على كل شيء".
ورد ترامب بحسم: "لِمَ لا؟".
ومع بدء المناظرة طرح المرشحان وجهات نظر متباينة بشأن الاقتصاد الأمريكي.
وانتقد ترامب-قطب العقارات والنجم السابق لتلفزيون الواقع الذي لم يتقلد قط منصبًا منتخبًا- كلينتون بسبب سياساتها التجارية.
وقال ترامب عن كلينتون، إنها ستوافق على اتفاق تجاري مثير للجدل مع الدول الآسيوية برغم معارضتها له وهي مرشحة.
وقال: "كنتِ مؤيدة له بشكل كامل، ثم سمعتِ ما كنت أقوله، وكم هو سيئ، وقلت: "حسنًا لا يمكن أن أكسب هذه المناظرة"، لكنكِ تعلمين أنك إذا فزتِ فسوف توافقين عليها".
ورفضت كلينتون الانتقادات.
وقالت: "حسنًا ترامب؛ أعلم أنك تعيش في واقعك الخاص، لكن هذه ليست الحقائق".
وهاجم ترامب هيلاري قائلًا: "زوجك (الرئيس الأسبق بيل كلينتون) وقَّع أسوأ اتفاق في تاريخ الولايات المتحدة"، بينما ردت كلينتون عليه قائلة: "أنت تعيش في عالمك الخاص".
وردت كلينتون على ترامب بأنه "اقترض 14 مليون دولار من والده"، فيما رد الأخير عليها قائلًا: "أبي أعطاني مبلغًا بسيطًا، ثم طورت هذا المبلغ إلى ملايين الدولارات، وهذا مبدأ تحتاجه الدولة".
واتهمت ترامب بأنه "ضد فرض الضرائب على الأغنياء لحماية عائلته".
وقال ترامب إنه سيفصح عن إيراداته الضريبية فور اكتمال بعض الإجراءات، مشيرًا إلى أن أمريكا تعيش عجزًا مع كل الدول التي تربطها بها اتفاقات تجارية.
وأضاف أنه علينا وقف هروب الشركات الأمريكية خارج البلاد، ولابد من مواجهة من يغرق أسواقنا بالبضائع.
وهاجم كلينتون قائلًا: لا يمكن تحقيق ما تقوله من خطط اقتصادية بديْن يبلغ حجمه 3 تريليونات دولار".
وقالت كلينتون إنه لابد من بناء اقتصاد قوي ومفيد للمجتمع وليس للأقوياء فقط، مشيرةً إلى أن خطط ترامب لها تداعيات سلبية على المجتمع الأمريكي.
وأضافت أن ترامب كان من الأشخاص الذين تسببوا في أزمة السكن بالبلاد.
الاتفاق النووي الإيراني:
على صعيد متصل تجادل المشرحان بشأن الاتفاق النووي الإيراني، فبينما اعتبرت كلينتون أن بلادها نجحت في منع إيران من حيازة سلاح نووي، قال ترامب إن الاتفاق سيؤدي إلى تسلحها نوويًّا.
وبشأن سؤال من مدير المناظرة عن الاتفاق، قالت كلينتون إنها عندما تولّت وزارة الخارجية كانت إيران على وشك الحصول على قنبلة نووية، بينما استطاعت الدبلوماسية أن تمنعها من ذلك.
وأوضحت أن واشنطن تحالفت مع الصين وروسيا من أجل الضغط على إيران لدفعها للتفاوض على مدار عام ونصف.
وقالت: "استطاع الرئيس باراك أوباما التوصل لاتفاق دون طلقة رصاص واحدة".
في المقابل، اعتبر ترامب الاتفاق النووي سيئًا، وقال إنه سيؤدي إلى تسلح إيران نوويًّا خلال 10 سنوات، وسيجعل منها قوة كبيرة في الشرق الأوسط.
واتهم ترامب كلينتون بالفشل الدبلوماسي، وقال إنه كان على إدارة أوباما أن تبرم اتفاقًا مناسبًا يأخذ في عين الاعتبار أيضًا نفوذ إيران في اليمن وعلاقاتها مع كوريا الشمالية ودول أخرى.
وقال إنه بدلًا من ذلك، فقد دفعت الإدارة الأمريكية 400 مليون دولار بعد الاتفاق، مشيرًا إلى دفعة من مبلغ مستحق لطهران عن صفقة سلاح لم تتم خلال حكم الشاه.
داعش:
وحمَّل ترامب سياسات الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهيلاري وزيرة الخارجية السابقة، المسؤولية عن نشأة تنظيم "داعش" بعد "الفراغ الذي تكون بسحب جنودنا من العراق وهو الذي أوجد داعش".
وقال إن التنظيم الإرهابي ينعم حاليًّا بموارد نفطية لا سيما في ليبيا، مضيفًا: "ها أنتم تتعاملون مع الشرق الأوسط، وانظروا: الشرق الأوسط في فوضى".
وردت كلينتون قائلة إن ترامب "دعَّم اجتياح العراق والحملة العسكرية في ليبيا، وأراد أن تتم الإطاحة بمعمر القذافي".
وأضافت: "لابد من تكثيف ضرباتنا الجوية ضد داعش، ويجب أن نقدم الدعم لشركائنا العرب والأكراد لهزيمة داعش في الرقة. نأمل أن يتم دحر داعش في العراق وسوريا".
أزمة البريد الإلكتروني:
كما تطرَّق ترامب لأزمة البريد الإلكتروني الخاص الذي استخدمته هيلاري أثناء فترة عملها وزيرة للخارجية، مما استدعاها للرد قائلة: "ارتكبت خطأ باستخدام البريد الإلكتروني الخاص. لن أقدم التبريرات"، فقال ترامب: "كانت أكبر من غلطة وارتكبت عن عمد. هذا مخزٍ".
واعترفت كلينتون بوجود تمييز على أساس العرق في الولايات المتحدة، مشيرة إلى ضرورة التأكد من أن رجال الشرطة يستخدمون القوة فقط عندما يكون ذلك ضروريًّا.
في حين هاجمها ترامب قائلًا إنها "لا تريد استخدام بعض الكلمات مثل القانون والنظام"، محمّلًا إدارة أوباما مسؤولية انتشار حوادث إطلاق النار في البلاد.
وركزت المناظرة على 3 محاور أساسية؛ هي "توجه الولايات المتحدة" و"تحقيق الازدهار" و"تأمين أمريكا"، وكانت مدتها 90 دقيقة على 6 أقسام، بمعدل قسمين لكل محور.
وركزت المناظرة على 3 محاور أساسية؛ هي "توجه الولايات المتحدة" و"تحقيق الازدهار" و"تأمين أمريكا"، وكانت مدتها 90 دقيقة على 6 أقسام، بمعدل قسمين لكل محور.
وتابع المناظرة أكثر من 90 مليون أمريكي، وهو عدد سيتفوق على الرقم القياسي لمشاهدي المناظرات السابقة البالغ 80 مليونًا، أثناء المواجهة بين جيمي كارتر ورونالد ريجان عام 1980.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg جزيرة ام اند امز