المدعوون لحفل التنصيب.. قائمة ترامب تكشف الكثير
يكشف حفل التنصيب المرتقب لدونالد ترامب الكثير عن المسار السياسي لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب.
فعادة ما تكون حفلات التنصيب تقليدية، باعتبارها طقسا ديمقراطيا مهما للحشد المحلي الذي يلوح بالأعلام مع حضور بعض الدبلوماسيين الأجانب كنوع من المجاملة، في حين لا يشارك رؤساء الدول والحكومات.
لكن ترامب ليس من أنصار التقاليد، لذا فقد دعا العديد من الزعماء الأجانب الذين تحدث إليهم عبر الهاتف أو رحب بهم شخصيًا في مقر إقامته في مار إيه لاغو بولاية فلوريدا، وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
تهميش التيار الوسطي
وأشارت المجلة إلى التهميش الكبير للتيار الوسطي الأوروبي حيث لم تتم دعوة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في المقابل تم توفير مساحة كبيرة للسياسيين القوميين والسياسيين من أقصى اليمين.
وتضم قائمة المدعوين لحفل تنصيب ترامب هناك الشعبوي البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي نايجل فاراج زعيم حزب الإصلاح، وكذلك الفرنسي المتعصب إريك زيمور، والبلجيكي توم فان جريكن، ورئيس الوزراء البولندي السابق ماتيوش مورافيتسكي، الذي اصطدم مع بروكسل في نزاع طويل حول سيادة القانون.
ومن بين المدعوين، هؤلاء سيكون هناك عدد قليل من الوزراء والدبلوماسيين والسياسيين الأجانب الحريصين على الاقتراب من الرئيس الأمريكي العائد للبيت الأبيض.
ووفقا لإدوارد فرانز، رئيس قسم التاريخ والعلوم السياسية في جامعة إنديانابوليس فإنه "لا شيء في هذا طبيعي" مشيرا إلى أن "الحفل والإجراءات هي في الحقيقة مسألة محلية بالكامل".
وهناك خيط أيديولوجي مشترك بين المدعوين، فالكثير منهم ينتمون لليمين أو حتى أقصى اليمين أو هم زعماء أشاد بهم ترامب في السابق، وبالتالي يكشف التنصيب الكثير عن المسار السياسي لإدارته وعن الأشخاص الذين قد يحظون باهتمام الرئيس بمجرد تنصيبه.
وتتصدر قائمة الضيوف زعماء مثل رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي زارت ترامب في مار إيه لاغو في وقت سابق من الشهر الجاري حيث وصفها الرئيس المنتخب بأنها "امرأة رائعة". وقال مكتب ميلوني إنها تلقت دعوة لحضور الحفل وإنها ستحضر إذا سمح جدول أعمالها بذلك.
وعملت ميلوني بشكل جيد مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والحلفاء في مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لكن رئيسة الوزراء الإيطالية قد تفضل زيارة واشنطن بعد فوضى أسبوع التنصيب والحصول على المزيد من الوقت الخاص مع ترامب، لكنّ رغبتها المعلنة في حصور الحفل تشير إلى مستوى من الاحترام لترامب وفهمه يمكن أن يفيد العلاقات الثنائية.
وهناك أيضا الرئيس الأرجنتيني الشعبوي خافيير ميلي الذي يشبه ترامب وفاز بمنصبه في عام 2023 وقبل شهر أكد ميلي في منشور قبل شهر حضوره حفل التنصيب كما تمت دعوة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، المعروف بعلاقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكن مكتبه قال لوسائل الإعلام المجرية إنه لن يتمكن من الحضور.
وقال دبلوماسي أوروبي طلب عدم الكشف عن هويته "سيكون من الغريب أن يأتي زعيم، لكنهم يعاملون الطلب على أنه معقول لأنه مهم لترامب.. وقد يأتي البعض، لأنهم جميعًا يحتاجون إلى أشياء من ترامب".
حوار مفتوح
والشهر الماضي، دعا ترامب الرئيس الصيني شي جين بينغ لحضور حفل التنصيب وقالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية القادمة للرئيس الأمريكي المنتخب إن الدعوة تشير إلى "استعداد ترامب لإجراء حوار مفتوح" مع شي لكن السفارة الصينية في واشنطن لم تؤكد ما إذا كانت قد تلقت بالفعل دعوة رسمية.
ومن غير المرجح حضور شي خاصة وأن ترتيبات سفر القادة الصينيين تستغرق شهورا للتخطيط لها, ومع ذلك فإن الرئيس الصيني يريد التأكيد على حسن نية لذا فقد يبعث أحد كبار المسؤولين مثل نائب الرئيس هان تشنغ ووزير الخارجية وانغ يي.
وسيحضر وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار حفل التنصيب، في حين أكد وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا أيضًا خططه للحضور.
كما وجه فريق ترامب دعوات إلى رئيس السلفادور نجيب بوكيلة ورئيس الإكوادور دانييل نوبوا، اللذين سيحضران الحفل خلال زيارة قصيرة إلى واشنطن.
كما تلقى الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو دعوة، لكنه لن يتمكن من الحضور بعد إلغاء جواز سفره وسط تحقيق.
وإلى جانب الملياردير إيلون ماسك، ومؤسس أمازون جيف بيزوس ورئيس ميتا مارك زوكربيرج، سيحضر الحفل أيضًا أباطرة التكنولوجيا من جميع أنحاء العالم مثل الملياردير الفرنسي ورائد الأعمال في مجال التكنولوجيا كزافييه نيل مع زوجته.
كما دعا فريق ترامب السفيرة البريطانية لدى الولايات المتحدة كارين بيرس وزعيم حزب الإصلاح نايجل فاراج وذلك رغم الخلاف العلني بينه وبين حليف ترامب المقرب إيلون ماسك.
كما أرسل فريق ترامب دعوة إلى زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا من أقصى اليمين أليس فايدل، لكن مكتبها ذكر أنها لن تتمكن من الحضور بسبب جدول الحملة المزدحم قبل الانتخابات الألمانية المقررة الشهر المقبل، وسيشارك بدلا منها الزعيم المشارك للحزب تينو شروبالا.
وتلقى سانتياغو أباسكال، زعيم حزب فوكس القومي المتطرف في إسبانيا، دعوة بصفته رئيس حزب الوطنيين الأوروبيين من أقصى اليمين وتمت أيضا دعوة أندريه فينتورا، رئيس حزب تشيجا الشعبوي اليميني البرتغالي.
في المقابل، لم تتلق فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، دعوة كما لم تتم دعوة مارين لوبان زعيمة حزب التجمع الوطني الذي يمثل أقصى اليمين الفرنسي ولا تلميذها جوردان بارديلا.