واشنطن تبحث استراتيجية "ما بعد داعش" في سوريا والعراق
البيت الأبيض يعمل على وضع استراتيجية للتعامل مع الأوضاع في سوريا والعراق بعد هزيمة داعش خلال الفترة المقبلة.
ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، أن البيت الأبيض لم يحدد بعد استراتيجية الخطوة التالية لإعادة الاستقرار في العراق وسوريا، رغم أن القوات البرية المدعومة من الولايات المتحدة على وشك الانتهاء من استعادة الموصل في العراق والرقة في سوريا، العاصمتين الفعليتين لتنظيم داعش، بعد قتال استغرق 3 سنوات.
- بعد استرداد الموصل والرقة.. أين ستكون المعركة القادمة ضد داعش؟
- إنفوجراف.. قطر في سوريا.. دعم للإرهاب تحت ستار المساعدات الإنسانية
وقالت الصحيفة إن الإدارة الأمريكية لم تحدد بعد استراتيجيتها التي تتضمن قرارات رئيسية بشأن المناطق الآمنة وإعادة الإعمار وتخفيف التوترات الطائفية والتزام القوات الأمريكية.
وأوضحت أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تضع سياسة تحدد كيفية مواجهة القوات الإيرانية والروسية المتغلغلة في سوريا، والتي تمثل القوتين اللتين حصلتا على المكسب الأكبر في الصراع المرير الجاري على الأرض السورية، وتأملان الآن في جمع الغنائم وتوسيع نفوذهما.
ولفتت إلى أن إيران تسعى بشكل خاص إلى تأمين ممر بري من حدودها الغربية عبر العراق وسوريا وحتى لبنان؛ حيث تدعم قوات حزب الله، ما يعطيها نفوذا أكبر في قلب المنطقة المضطربة بالشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن مايكل يافي، وهو مبعوث سابق لوزارة الخارجية الأمريكية بالشرق الأوسط، قوله إن "الجميع يستعد الآن لدحر داعش دون قواعد وهذا وضع خطير".
وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعهد خلال حملته الانتخابية بالقضاء على تنظيم داعش خلال أول شهر من رئاسته، ويجرى الآن نقاش كثيف بين البنتاجون ووزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض حول الخطوات التالية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، إن التخطيط العسكري والعمليات العسكرية ازدادت صعوبة في شرق سوريا؛ بسبب قرب القوات السورية والإيرانية والروسية. وأضاف "يجب أداء هذا الدور بحذر شديد، فكلما اقتربنا ازداد الأمر صعوبة".
بعد يومين، عرض مستشار الأمن القومي اتش آر ماكميستر وجهة نظر مختلفة؛ حيث قال إن الحرب ضد داعش "جزء من حملة أوسع نطاقًا"، تستهدف منع الجماعات الإرهابية من الترسخ وتعزيز تواجدها.
وأوضح ماكميستر، خلال حديثه في مركز الأمن الأمريكي الجديد، وهو مركز بحثي بواشنطن، أن إيران قوة مخربة وأن السياسة الأمريكية في فترة ما بعد داعش، ستركز على عزل طهران ومنعها من توسيع نفوذها.
وأشار إلى أعمال طهران الخبيثة التي تتضمن دعم الحوثيين في اليمن والمليشيات الشيعية في العراق، فضلًا عن حزب الله في لبنان.
وقال ماكميستر: "إيران تغذي هذه الدورة من الصراع الطائفي لإبقاء العالم العربي ضعيفًا".
وقال ديريك تشوليت، وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأمريكية، إن "سوريا ستستمر في التواجد كدولة واحدة على الخريطة، لكن يصعب تخيل أن يتم حكمها من دمشق".