القدس في مرمى التهويد.. وعد ترامب يفجر المخاوف الفلسطينية
خبراء فلسطينيون يبدون مخاوف جدية من إقدام الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، على تنفيذ وعده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
يبدي خبراء فلسطينيون مخاوف جدية من إقدام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على تنفيذ وعده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ليشكل محطة جديدة في الانحياز الأمريكي لصالح إسرائيل.
فرغم إقرار الدكتور عثمان عثمان، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة النجاح الوطنية بالضفة الغربية، بأن الرؤساء الأمريكيين السابقين وعدوا بنقل السفارة الأميركية للقدس ولم ينفذوا ، إلا أنه يعتقد أن ترامب مختلف عنهم.
وعد وواقعية التنفيذ
وقال عثمان، لبوابة "العين": "أتوقع أن ترامب سوف يقدم على هذه الخطوة (نقل السفارة)، ويضرب بعرض الحائط بالعلاقات مع العرب والفلسطينيين؛ لأن له موقف عدائي وعنصري واضح منهم".
وأضاف "هو يعتبر التحالف مع إسرائيل أهم تحالف في العالم وفق برنامجه الذي أعلن فيه العداء للجميع من الأوروبيين للعرب، لذلك يعد نقل السفارة جزءا من سد الدين لليهود".
وكان ترامب وعد، خلال حملته الانتخابية، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأكد مستشاره ديفيد فريدمان عقب الفوز أنه يعتزم الوفاء بتعهداته بنقل مقر السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس.
وقال فريدمان، في حديث لصحيفة "جيرزاليم بوست" الإسرائيلية، إن "مستوى التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل سيكون أوثق وأقوى من أي وقت مضى".
ويعد نقل السفارات وتعيين السفراء من صلاحيات الرئيس الأمريكي التي لا تؤثر فيها بقية المؤسسات الأمريكية الفاعلة في اتخاذ القرار بواشنطن، فضلا عن أن الكونجرس فاز فيه أغلبية جمهورية مؤيدة لسياسة نقل السفارة الى القدس، بحسب الخبير عثمان.
التعصب والعدائية
بدوره، يرى الدكتور كمال الأسطل، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، أن ترامب في أمريكا يشبه من حيث التعصب والعنصرية وروح العدائية أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي هدد الفلسطينيين وقطاع غزة تحديدا مرات عدة لكنه عندما وصل لسدة الحكم لم يفعل شيئا وأصبح أكثر واقعية.
وذهب الأسطل، في حديثه لـ"بوابة العين"، أن ترامب قد يطبق جزءا من برنامجه الانتخابي ويفشل في تطبيق بقية الأجزاء كعادة السياسيين من النواب والرؤساء في العالم.
وأضاف "قد يفشل في تطبيق وعوده بشأن القدس، لخطورة الموقف، ولأن القدس الشرقية لم تكن للشعب اليهودي وفق الشرعية الدولية التي رسمت حدود القدس الشرقية بدقة".
ويقول الأسطل إن المنطقة ليست مؤهلة لعمل أي شيء حال نقل السفارة أو اتخاذ أي موقف عدائي تجاه القدس، سوى تصدير بيانات الشجب والاستنكار ، لأن المنطقة تعيش فوضى عارمة والعالم يخشى التصدي لترامب.
ضوء أخضر للتهويد
أما عبدالحميد صبري، الكاتب المختص في شؤون القدس، فيذهب إلى أن فوز ترامب أعطى دولة الاحتلال والقيادات اليمينية المتطرفة فرصة في إخراج المخططات المرعبة من الأدراج.
وقال صبري، لبوابة "العين": "الأمر لا يتعلق بنقل السفارة، بل بدعم إجراءات على الأرض في المدينة المقدسة وفي البلدة القديمة قلب مدينة القدس، وطرد المقدسيين"، لافتاً إلى أن ترامب يعد مقاومة الفلسطينيين إرهابا وأن القدس عاصمة دولة إسرائيل، ومن حق إسرائيل الدفاع عن أمنها ووجودها.
ورأى أن خلاصة ذلك "تغول إسرائيلي جديد والإسراع في تنفيذ ما يسمى بمخطط الهيكل المزعوم وتغيير الواقع التاريخي في المسجد الأقصى".
الوحدة للمواجهة
ويرى الخبراء الفلسطينيون أنه ليس أمام الفلسطينيين إلا التوحد لمواجهة أية تحديات ومخططات جديدة تستهدفهم.
وقال عثمان: "مطلوب موقف فلسطيني من القيادة بمستوى التحديات المقبلة، غير التهديد بالانسحاب من عملة السلام وعدم تحمل النتائج".
أما الأسطل، فأكد أن "المطلوب من الفلسطينيين الوحدة بين جناحي المقاومة والدبلوماسية؛ لأن المقاومة دون دبلوماسية غير مجدية وكذلك الأخيرة دون المقاومة لن تحقق شيئا".
ورأى أن وحدة الفلسطينيين تحد من حدة التطرف الإسرائيلي والأمريكي ضد القدس والمقدسات والحقوق الفلسطينية عموما.
aXA6IDE4LjIxNy4xMzIuMTA3IA== جزيرة ام اند امز