قطارات الاحتلال الإسرائيلي.. خطة جديدة تجاه "القدس الكبرى"
خطط إسرائيلية لتدشين قطارين حول القدس، بهدف تعزيز تواجد المستوطنين، في خطوة أخرى تجاه "القدس الكبرى".
ينظر الفلسطينيون إلى مصادقة سلطات الاحتلال الاسرائيلي على إقامة قطارين جديدين يربطان القدس المحتلة، بتل أبيب، والمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية، على أنه "فرض وقائع تؤسس للقدس الكبرى".
وقال خليل تفكجي، الخبير في شؤون الاستيطان والخرائط، لبوابة "العين" الإخبارية، إن قرارات الاحتلال الأخيرة تأتي في إطار رؤية إسرائيل إلى "القدس الكبرى"، التي لا تقتصر مساحتها على 1.2% من مساحة الضفة، إنما تصل إلى 10 % من مساحتها.
ورأى الخبير الفلسطيني أن إسرائيل تسير وفق رؤية ومخططات متكاملة، تقضي بتوسيع القدس عبر المستوطنات المقامة خارجها؛ لذلك يجري إقامة البنية التحتية اللازمة لهذا الغرض.
وصادق وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على خطة إسرائيلية لربط القدس بمستوطنات في الضفة الغربية عبر القطار الخفيف، مبررا المصادقة على خطة ربط القدس بمستوطنات مقامة على أراض مسلوبة في الضفة، بـ"تقديم خدمة نقل وسفر متساوية لجميع الإسرائيليين في أماكن سكنهم".
اقرأ أيضا:
انهيار الأقصى.. تخوف فلسطيني على وقع تصاعد الحفريات الإسرائيلية
محللون لـ"العين": إسرائيل متخوفة من رحيل "أبومازن" وأوباما
وأوضح تفكجي أن هذا القرار يأتي بالتوازي مع إقرار مسار للقطار من القدس إلى تل أبيب؛ بهدف تحويل القدس لتكون جاذبة للإسرائيليين، محذرا من أن الخطط الإسرائيلية تقضي على الآمال الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية مترابطة عاصمتها القدس.
وعلى الصعيد الفلسطيني الرسمي، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن إسرائيل استبدلت قطار السلام بقطارات التهويد والاستيطان، مضيفة في بيان: "وزراء وأركان اليمين الحاكم في إسرائيل يتسابقون على وضع الخطط وتنفيذ المشاريع الاستعمارية التي تهدف إلى سرقة المزيد من الأرض الفلسطينية المحتلة وتخصيصها لصالح التوسع الاستيطاني".
وأشارت الوزارة إلى خطة إسرائيلية لمحاصرة الوجود الفلسطيني في كانتونات معزولة عن بعضها البعض، تحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق وتغلق الباب نهائيا أمام أي فرصة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة جغرافيا وذات سيادة.
ووفق المخطط الذي صادق عليه كاتس، سيربط القطار وسط إسرائيل بالبلدة القديمة في القدس وبشكل خاص بحائط البراق، عن طريق نفق عمقه 80 مترا تحت الأرض، فضلا عن التخطيط لإقامة 4 مسارات جديدة للقطار الخفيف، تربط القدس الشرقية المحتلة بالتجمعات الاستيطانية، بالإضافة الى خط خامس من المقرر أن يربط القدس المحتلة بمستوطنة "مفسيرت تسيون".
واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن هذه المشاريع إعلان إسرائيلي لضم تدريجي لمناطق واسعة من الضفة الغربية، متهمة الحكومة الإسرائيلية تسعى لفصل القدس عن محيطها الفلسطيني، وتغيير معالمها وطمس هويتها وتدمير آثارها الفلسطيني.
كما أشارت إلى أنه سيؤدي أيضا إلى جذب المزيد من المستوطنين للسكن في مستوطنات الضفة الغربية خاصة المحيطة بالقدس، ويعزز المخطط الإسرائيلي المسمى "القدس الكبرى"، الذي يحوّل المواطنين المقدسيين إلى أقلية ضئيلة في بحر من المستوطنين.
aXA6IDMuMTYuNzUuMTU2IA== جزيرة ام اند امز