اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل .. دعاية انتخابية
خبراء فلسطينيون يرون اعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، مجرد دعاية انتخابية لاستقطاب اللوبي اليهودي.
اعتبر خبراء فلسطينيون أن اعتراف المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب بمدينة القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، مجرد دعاية انتخابية لاستقطاب دعم اللوبي اليهودي، ورغم استشعارهم خطورة هذا الموقف، فإنه لا يغير عن حقيقة الحق الفلسطيني الثابت بالمدينة المحتلة.
ورأى خليل تفكجي، خبير الخرائط والاستيطان في القدس المحتلة، أن الأمريكيين لا يمكن ولو للحظة واحدة أن يتخذوا قرارا بالاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، مشيرا إلى وجود قرار لديهم بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس لكنه مجمد إلى اليوم، ما يترك لهم قنصلية واحدة في القدس الشرقية والأخرى في الغربية.
مزايدة انتخابية
وأعرب تفكجي في حديثه لبوابة "العين" الإخبارية، عن قناعته بأن تصريحات ترامب تأتي في إطار "المزايدات السياسية مع منافسته هيلاري كلنتون ليس إلاّ"، لافتا إلى أن كثيرين من المرشحين الأمريكيين سبقوه في تلك المزايدة.
وقال ترامب خلال اجتماعه بداية الأسبوع الجاري مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "القدس عاصمة أبدية للشعب اليهودي منذ 3000 عام".
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وهي مصنفة وفق قرارات الأمم المتحدة كأرض محتلة، وفيما تعلن إسرائيل أن القدس (بشقيها الغربي والشرقي) عاصمة لها، لا تقبل بذلك معظم الدول، ولذا توجد سفارات معظم الدول في مدينة تل أبيب.
وقال تفكجي إن إسرائيل تستخدم قضية الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة كورقة سياسية ضاغطة، مؤكدا أنه "لو حدث ذلك الاعتراف فإنه لن يغير من واقع القدس شيئا، لأن إسرائيل فرضت أمرا واقعا عبر الاستيطان المتواصل ليل نهار في المدينة بشطريها".
وأضاف الخبير الفلسطيني أن "مشكلة إسرائيل في القدس ليس في الاعتراف الأمريكي فقط، وإنما في الوجود العربي الفلسطيني في قلب القدس الشرقية، وخصوصا البلدة القديمة".
وتنتهج سلطات الاحتلال سياسة تهويد ممنهجة للمدينة لتغيير طابعها العربي الإسلامي وواقعها الديموجرافي.
مطلوب موقف حازم
واتفق الكاتب والمحلل المقدسي راسم عبيدات، بشأن تسابق الكثير من المرشحين الأمريكيين للرئاسة خلال فترات الدعاية الانتخابية لكسب الصوت اليهودي، مشيرا إلى أنهم "يتبارزون على إرضاء إسرائيل من بوابة الاعتراف بالقدس عاصمة".
وشكك عبيدات خلال حديثه لبوابة "العين"، في تحويل هذا الوعد إلى واقع، قائلا: "لا أعتقد أن يقدم ترامب حال فوزه رغم كل مواقفه المتشنجة على ذلك؛ لأن الأمريكيين يدركون تداعيات الأمر على المنطقة ".
وشدد عبيدات على أن "حالة الضعف الفلسطيني والعربي هي التي أوصلت المرشحين الأمريكيين لمرحلة الاستهتار بالحق الفلسطيني في القدس".
وقال أيضا إن التصدي لتلك التصريحات الأمريكية يتطلب موقفا فلسطينيا وعربيا فوريا للتصدي لوضع حد له (ترامب) ولغيره، محذرا بأنه إن لم يحدث ذلك فإن الموقف سيكون صعبا.