إجراءات تأمين غير مسبوقة تسبق قمة ترامب وكيم بسنغافورة
الأولوية القصوى للمسؤولين الكوريين الشماليين المسافرين إلى سنغافورة تنحصر في حماية زعيمهم كيم.
سنغافورة على موعد مع قمة مرتقبة تجمع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
القمة التي ينتظرها العالم ستركز في موضوعها الرئيسي على نزع سلاح كوريا الشمالية النووي، الثلاثاء المقبل.
لكن الأولوية القصوى للمسؤولين الكوريين الشماليين المسافرين إلى سنغافورة تنحصر في حماية زعيمهم كيم.
وشُددت الاجراءات الأمنية، الأحد، في فندق كابيلا الفاخر بجزيرة سنتوسا في سنغافورة، حيث ستعقد القمة التاريخية بين ترامب وكيم، الثلاثاء المقبل.
فيما أُقيمت نقاط تفتيش عند مداخل الفندق، ولا يُسمح إلا بدخول النزلاء أو الأشخاص الذين يحملون تصاريح دخول.
وكانت سنغافورة أعلنت الأسبوع الماضي أنها خصصت منطقة للقمة بوسط المدينة توجد فيها وزارة الخارجية والسفارة الأمريكية وعدد من الفنادق، لتصبح منطقة خاصة في الفترة من 10 إلى 14 يونيو/ حزيران، وضمت لها جزيرة سنتوسا السياحية الجنوبية في وقت لاحق.
خبراء ومحللون قالوا لوكالة أنباء رويترز إنه من المتوقع اتخاذ إجراءات غاية في الشدة لتأمين كيم في أول اجتماع يعقده مع ترامب.
كما رجحوا أن تفوق التدابير ما اتخذ من إجراءات في القمة التي عقدتها الكوريتان في 27 أبريل/نيسان الماضي.
ماذا حدث في قمة كيم ومون؟
في أواخر أبريل/نيسان الماضي، احتل 12 حارسا شخصيا من ذوي الطول الفارع عناوين الصحف العالمية، بعد أن أحاطوا في موكب بشري بالسيارة المرسيدس، التي أقلت كيم إلى كوريا الجنوبية لمقابلة رئيسها مون جيه إن، وظلوا يهرولون بجانبها لدى عبورها الحدود الفاصلة بين البلدين جيئة وذهابا.
وربما كان هذا المشهد حينها مجرد استعراض أمام شاشات التلفزيون خلال البث المباشر. لقمة كيم ومون.
قبل قمة كيم ومون في أبريل/نيسان، مسح مسؤولو الأمن الكوريون الشماليون المقعد الذي سيجلس عليه كيم بمواد مطهرة بحرص بالغ أثناء التوقيع في دفتر الزائرين في بيت السلام داخل قرية بانمونجوم الحدودية.
المسؤولون كرروا الأمر نفسه بمسح الدفتر بل والقلم الذي لم يستخدمه كيم.
فيما شوهد أفراد أمن آخرون يستخدمون معدات لمسح الغرفة بحثا عن المتفجرات أو أجهزة التسجيل.
وقال تشو سونج ريول الزميل الباحث بمعهد استراتيجية الأمن الوطني: "ربما نشهد من كوريا الشمالية مستوى مماثلا من أفراد الأمن ومن إجراءات السلامة مثل ما شهدناه في أبريل/ نيسان لكنهم سيتلقون مساعدة أيضا من سنغافورة مثل العربات الخاصة والضباط".
وقال دبلوماسيون مطلعون على تأمين زيارات الشخصيات المهمة في سنغافورة إن مقر القمة والطرق والفنادق ستتولى تأمينه وحدة جوركا الخاصة في الشرطة السنغافورية.
وقد أضيفت جزيرة سنتوسا السياحية الجنوبية التي ستعقد فيها القمة إلى قائمة "مناطق الحدث الخاصة" التي حددتها حكومة سنغافورة خلال أسبوع القمة.
ونتيجة لذلك، ستفرض الشرطة إجراءات فحص أكثر تشددا على المواطنين والممتلكات الخاصة، وسيمنع استخدام أشياء مثل نظم مخاطبة الجماهير والطائرات بلا طيار في المناطق المعنية.
وقال تشو إن سنغافورة لن تجد صعوبة في توفير موقع آمن لمسؤولي كوريا الشمالية، مشيرا إلى أنه كثيرا ما يطلق عليها أكثر بلاد العالم أمنا.
وقالت مذكرة للطيارين نشرتها سلطات الطيران يوم الأربعاء الماضي إنه سيتم تقييد الحركة في مجال سنغافورة الجوي خلال القمة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تأخر رحلات في واحد من أكثر مطارات آسيا حركة.
أما الآن ففي حكم المؤكد، حسبما قال كيم دو-هيون أستاذ سياسات الحماية في جامعة كوريا الرياضية الوطنية، أن يحاول مسؤولو كوريا الشمالية التركيز على الحيلولة دون وقوع أي عثرات مفاجئة في أول زيارة يقوم بها كيم لدولة أجنبية غير الصين وكوريا الجنوبية منذ تولى السلطة.
الأستاذ الجامعي، الذي كان أول أكاديمي يقيم جامعة كبرى متخصصة في الحراسة والحماية في كوريا الجنوبية، قال: "بما أن مكان انعقاد القمة وتوقيتها معلنان، فسيكون أمن كيم جونج أون مشددا أكثر منه لأي شخصية مهمة أخرى".
وقال إنه بالإضافة إلى استخدام السيارات الواقية من الرصاص فإن وحدة الأمن الكورية الشمالية ستستخدم على الأرجح مستويات مختلفة من الحماية وتحاول صرف الأنظار عن سيارة كيم كلما تحرك.
وبالإضافة إلى حماية كيم، قال أهن تشان-إل المنشق الكوري الشمالي والرئيس الحالي للمعهد العالمي لدراسات كوريا الشمالية إن الوفد الكوري الشمالي ربما يجري تعديلا في مفرزته الأمنية بحث تعكس صورة معينة للزعيم.
وأوضح أهن "ربما يأتي كيم جونج أون بحارسات حسناوات" لتحسين صورته.
تشاي كيو تشير الرئيس التنفيذي لشركة توب جارد، وهي من شركات الأمن والحماية البارزة في كوريا الجنوبية قال: "سنشهد على الأرجح مستوى غير مسبوق من الحماية في البر والبحر والجو لأن هذه القمة هي أكبر حدث في العالم الآن".
وتابع "كيم جونج أون مبجل في بلاده كأنه شبه إله، في حين أنه خارج الشمال موضع عداء بسبب الطريقة التي يدار بها نظامه، وهذا كاف لإثارة هواجس تتعلق بالسلامة لدى مسؤوليه".
ورأى أنه من المرجح أن يتناول كيم طعاما من صنع طاه من بلاده يرافق الوفد.
وقد شوهد كبير موظفي الرئاسة في بكين الأسبوع الماضي بعد اختتام محادثات مع مسؤولين أمريكيين في سنغافورة تناولت مباحثات أمنية.
وخلال الرحلة إلى سنغافورة صورت قناة تي.بي.إس اليابانية كيم تشانج سون وهو يتفحص وثائق جاء فيها "من أجل ضمان نجاح القمة (بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية) ستكون الأولويتان الأولى والثانية ضمان سلامة الزعيم كيم جونج أون".