«التزوير الانتخابي» يقود اليسار إلى مقاعد اليمين الأمريكي
كانت ليلة الثلاثاء قبل نحو أسبوعين كفيلة بتبديل المشهد في الولايات المتحدة الأمريكية، في لعبة كراسي موسيقية حل فيها اليسار مكان اليمين.
وغداة إعلان فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية التي جرت في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تراجعت مزاعم اليمين بشأن عمليات تزوير الاقتراع، غير أنه تم رصد بعض المنشورات على السوشيال ميديا، من قبل اليسار تشكك في مصداقية الانتخابات، حسب "فرانس برس".
- بايدن وترامب والولاية الثانية.. «رصاص صامت» يطارد «الرجل القادم»
- «مقترح أمريكي جديد؟».. إدارة بايدن تخوض سباق الأمتار الأخيرة بالسودان
وروّج بعض المستخدمين من اليسار لنظرية زائفة، مفادها أن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، صاحب منصة "إكس" واليد اليمنى لترامب، استخدم نظامه لتوفير الإنترنت بالأقمار الاصطناعية "ستارلينك" لتزوير الانتخابات والتلاعب بعملية عدّ الأصوات.
وقبل الانتخابات الأمريكية كانت المخاوف من أن يثير أنصار الرئيس السابق ترامب فوضى في البلاد في حال خسارته على غرار ما جرى في 6 يناير/كانون الثاني 2020 حينما اقتحم مبنى الكابيتول، في واقعة هزت أركان النظام الديمقراطي الراسخ في الولايات المتحدة.
كامالا لا ترضخي
لكن جاءت استجابة اليسار على نحو مشابه، ونقلت "فرانس برس" عن دان براهمي مدير شركة "سيابرا" المتخصّصة في مكافحة التضليل الإعلامي قوله "ما نلاحظه اليوم هو ازدياد مزاعم التزوير الانتخابي من جانب اليسار، لا سيّما في الأيّام التي تلت مباشرة الاستحقاق، وهي ادعاءات تزيد من انتشارها شبكة من البوتات"، وهي حسابات روبوتية تشغّلها برامج معلوماتية.
ولفت إلى أن ذلك "خير دليل على أن تقنيات التضليل الإعلامي والتلاعب ليست حكرا على عقيدة سياسية واحدة، فهي تستخدم على نطاق واسع للتأثير في الرأي العام".
وخلافا لما كان عليه الحال مع ترامب في 2020، لم يشكّك الحزب الديمقراطي في نتائج الانتخابات، إذ أقرّت كامالا هاريس بخسارتها وتعهّد الرئيس جو بايدن ببذل كلّ ما في وسعه كي يكون انتقال السلطة "سلميا ومنظّما".
غير أن الساعات التي تلت الإعلان عن النتائج شهدت انتشار وسم "كامالا لا ترضخي" أكثر من 30 ألف مرّة على "إكس"، مرفقا بكلمات مثل "احتيال" و"سرقة" و"تزوير"، وفق ما أفاد موقع "نيوزغارد".
وبحسب "سيابرا"، "حملة تضليل إعلامي منسّقة على "إكس" تروّج لفرضيات خاطئة انتشرت بداية على حسابات زائفة قبل أن تشاركها أخرى مؤثّرة.
وقد حرّف بعض المستخدمين عن قصد اسم المرشّحة الديمقراطية، كاتبين "كاميلا" بدلا من "كامالا"، للتهرّب من الرقابة التلقائية على المنصات وتأييد هذه النظريات.
ولفتت "سيابرا" إلى أن هذه الحيلة "تخفّض من احتمال إزالة المحتويات تلقائيا"، وأقرّ دان براهمي بأن "انتقال مزاعم التزوير الانتخابي في الفترة الأخيرة (من اليمين إلى اليسار) ينمّ عن هشاشة كبيرة" لدى طرفي الطيف السياسي.
الاستبداد والتعصّب
في عام 2020 اعتنق ناشطون يمينيون نظرية التزوير الانتخابي إثر هزيمة ترامب، ودفعت تلك الفرضيات أنصار الرئيس الجمهوري إلى اقتحام مبنى الكابيتول بعنف في 6 يناير/كانون الثاني 2021، وعلى الرغم من أن نتائج الانتخابات بددت مخاوف اليمينيين، فإن ذلك لا يعني أن التضليل الإعلامي لم يعد يشكّل مشكلة أو أنه اختفى فجأة بأعجوبة، وفق نورا بينافيديز المستشارة لدى منظمة "فري برس" غير الحكومية.
وأشارت إلى أن "حرب المعلومات تزداد ضراوة وعندما نترك لها الوقت كي تتجذّر، تشكّل عنصرا أساسيا للدفع قدما بالاستبداد والتعصّب".
aXA6IDE4LjE5MS4xMDMuMTQ0IA== جزيرة ام اند امز