ورقة التسريح الجماعي.. تهديد ترامب الأخير لتفادي الإغلاق الحكومي

حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تسريحات واسعة النطاق للموظفين في حال إغلاق الحكومة الفيدرالية هذا الأسبوع، إذا لم يوافق الكونغرس على اتفاق لتجنب الإغلاق.
وقال ترامب يوم الأحد لشبكة إن بي سي نيوز: "سنسرّح عددًا كبيرًا من الموظفين الذين نستطيع تسريحهم بشكل دائم".
وأضاف في مقابلة حصرية للشبكة: "أفضّل عدم القيام بذلك".
ويُضاعف البيت الأبيض تحذيراته من أن آلاف الوظائف الحكومية قد تكون على المحك في حال إغلاق الحكومة منتصف ليل الثلاثاء.
وأبلغت إدارة ترامب الأسبوع الماضي الوكالات الفيدرالية بالبدء في الاستعداد لعمليات تسريح جماعية إذا لم يوافق الكونغرس على اتفاق لتجنب الإغلاق.
وإذا نفّذ البيت الأبيض تهديده، فسيكون ذلك بمثابة كسر للسابقة، حيث عادةً ما يُسرّح الموظفون الفيدراليون مؤقتًا في مثل هذه الحالات.
وعلى سبيل المثال، عندما حدث إغلاق حكومي كامل في عام 2013، تم تسريح حوالي 850 ألف موظف مؤقتًا، وفقًا للجنة من أجل ميزانية فيدرالية مسؤولة.
ومثّل التحذير من عمليات تسريح جماعي محتملة - والذي صدر عبر مذكرة صادرة عن مكتب الإدارة والميزانية - تصعيدًا ملحوظًا للضغط على المشرعين في الكونغرس لتفادي الإغلاق الحكومي.
ومع ذلك، مع بقاء أقل من ساعات على الموعد النهائي لتمويل الحكومة، لا يزال المشرعون متباعدين في المفاوضات، مما يزيد من احتمالات الإغلاق الحكومي.
وذكر موقع أكسيوس، أن قادة الكونغرس غادروا يوم أمس الإثنين اجتماعًا في البيت الأبيض مع الرئيس ترامب دون التوصل إلى اتفاق لتجنب إغلاق الحكومة قبل انتهاء التمويل الحكومي في غضون 24 ساعة.
وتأتي أهمية هذا الأمر، في أنه لا يزال كل من الجمهوريين والديمقراطيين متمسكين بمواقفهم، وما لم يحدث تقدم أخير، فإن احتمال الإغلاق يتزايد.
وصرح زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز (ديمقراطي عن ولاية نيويورك)، للصحفيين بعد الاجتماع بأن "اختلافات جوهرية لا تزال قائمة" بين الجانبين.
وصرح نائب الرئيس، جيه. دي. فانس، للصحفيين، "نعتقد أن الشعب الأمريكي سيعاني لأن هؤلاء (الديمقراطيين) لن يفعلوا الصواب".
ويطالب الديمقراطيون الجمهوريين بالموافقة على تنازلات في مجال الرعاية الصحية، ويعتزم الحزب الجمهوري تمديد التمويل لمدة سبعة أسابيع دون أي شروط.
ولكن مع بقاء أقل من 24 ساعة، يصرّ كلّ من الحزبين على موقفه مع تزايد مخاطر الإغلاق.
ويلوّح البيت الأبيض بتسريح أعداد كبيرة من الموظفين المدنيين، بدلا من المقاربة المعتادة المتمثلة بتعليق رواتبهم حتى يتم التوصل إلى اتفاق.
واقترح الجمهوريون تمديد التمويل الحالي حتى أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، بانتظار إجراء مفاوضات بشأن خطة إنفاق أطول أمدا.
لكنّ الديموقراطيين الذين لا يتمتعون بغالبية في أي من مجلسي الكونغرس (النواب والشيوخ)، يحاولون انتزاع بعض التنازلات، وخصوصا أن إقرار تشريعات الميزانية يتطلب موافقة 60 من الأعضاء المئة في مجلس الشيوخ.
ويسعى الحزب لاستعادة تمويل بمئات مليارات الدولارات لقطاع الرعاية الصحية، خصوصا في برنامج الضمان الصحي الخاص "أوباما كير" للأسر المحدودة الدخل والذي تخطط إدارة ترامب لإلغائه بموجب مشروع الميزانية الذي تمت المصادقة عليه في يوليو/تموز.