مزاح بين ترامب ومحمد بن سلمان بشأن «أفضل رئيس لأمريكا»
في المكتب البيضاوي، حيث تُصنع الرسائل بقدر ما تُلتقط الصور، جلس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى جوار الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، في مشهد بدا هادئًا من الخارج، لكنه كان حافلًا بالإيحاءات بين السطور.
فخلال الدقائق الأولى من الحوار أمام الصحفيين، حاول ترامب بوضوح أن يدفع ولي العهد إلى جملة يريدها، أن يعلن أمام الكاميرات أنه كان «أفضل رئيس» للعلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، كمن ينتظر إطراءً تاريخيًا.
لكن ردّ ولي العهد جاء على طريقته، لم ينجرف خلف اللحظة، بل قدّم إجابة محسوبة بدقة، حافظ فيها على تحفظه الدبلوماسي، واتجه بخفة إلى استحضار أسماء ثقيلة من الذاكرة السياسية الأمريكية، مستعيدًا دور الرئيس فرانكلين روزفلت -«وهو ديمقراطي»- والرئيس رونالد ريغان، ليذكّر بأن علاقات الرياض وواشنطن لا تُختزل في رئيس بعينه، بل تقوم على إرث ممتد لثمانية عقود منذ لقاء روزفلت والملك عبدالعزيز آل سعود.

لم تنجح المحاولة الأولى، فغيّر ترامب مسار الحديث سريعًا، محاولًا استعادة زمام الأجواء عبر لمسة شخصية؛ وأخذ يسخر من المصافحة الشهيرة التي قام بها خلفه الرئيس جوزيف بايدن عام 2022 حين اكتفى بقبضة اليد مع الأمير محمد بن سلمان.
وكان استقبال حافل حظي به الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض، عكس عمق العلاقة التي تجمع البلدين منذ عقود، حيث كان ترامب في مقدمة المستقبلين، في حفاوة تؤكد استمرار الشراكة الراسخة بين البلدين، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التنسيق في ظل تحولات المنطقة والعالم.

وفور وصوله، في زيارة عمل رسمية استجابة لدعوة من الرئيس ترامب وبناءً على توجيهات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أُجريت له مراسم استقبال رسمية.

ونفذت مقاتلات أمريكية عروضاً عسكرية لدى وصوله، وعقب الاستقبال الحافل أجرى ترامب مع ولي العهد السعودي جولة في البيت الأبيض تفقدا خلالها بعض الصور التاريخية والأجنحة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز