ترامب وأحكام القضاء.. معركة قانونية تلوح في الأفق
![الرئيس الأمريكي دونالد ترامب](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/09/204-121127-trump-musk-defy-court-ruling-constitution_700x400.jpg)
في ظل المشهد السياسي المتوتر في الولايات المتحدة، يبرز التفاعل بين السلطة التنفيذية والقضاء الفيدرالي كأحد أكثر القضايا إثارة للجدل.
ويواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة من الأحكام القضائية التي تعيق بعض سياساته، إلا أن التساؤلات تتزايد حول مدى التزامه بهذه الأحكام واستعداده لتنفيذها.
ومع وجود سوابق تاريخية تشير إلى تجاهل بعض الرؤساء لقرارات القضاء، تُطرح تساؤلات حول ما إذا كان ترامب سيتبع النهج ذاته لمواجهة التحديات القانونية التي تعترض طريقه.
يقول أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة كورنيل، مايكل دورف، لموقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي: "الرئيس لديه قوة أكبر بكثير مقارنة بالمحاكم"، فعلى سبيل المثال، على الرغم من أمر المحكمة الفيدرالية يوم الإثنين الماضي بمنع تجميد الإنفاق الذي فرضته الإدارة، لا تزال العديد من برامج وكالة حماية البيئة غير متاحة للمستفيدين منها.
وبحسب القاضي جون ماكونيل، قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية، فأن الوكالات الحكومية لديها "مخاوف مشروعة" بشأن عدم تمكنها من الوصول إلى بعض البرامج.
ويحذر خبراء القانون الدستوري من أنه إذا اختار الرئيس ترامب تحدي أوامر المحكمة، فلن يكون لدى القضاة سوى خيارات محدودة لمواجهته.
وقال مايكل جيرهارت، أستاذ القانون الدستوري في كلية الحقوق بجامعة نورث كارولاينا في تشابل هيل، إن العواقب ستقع على المسؤولين ذوي الرتب الأدنى، وليس على الرئيس نفسه.
وأضاف جيرهارت لموقع "بيزنس إنسايدر": "على الأقل، قد يكون هناك استدعاء بتهمة ازدراء المحكمة موجَّه إلى مسؤول معين لرفضه الامتثال لأمر المحكمة".
وتابع قائلا إنه: "إذا أوضح هذا المسؤول أنه يتحدى الأمر بناءً على تعليمات الرئيس، فإن المحكمة ستدرج الرئيس في استدعاء ازدراء المحكمة"، لكن حتى تنفيذ ذلك سيقع على عاتق وزارة العدل، التي تخضع لسيطرة ترامب.
وأشار جيرهارت إلى أمثلة حديثة على تجاوز ترامب للحدود القانونية، مثل طرده لمفتشين عامين دون تقديم الإخطار القانوني المطلوب للكونغرس أو تبرير أسباب الفصل.
مواجهة القضاء مباشرة
لطالما دعا بعض المقربين من ترامب إلى تحدي القضاء بشكل مباشر، إذ صرّح نائب الرئيس، جي دي فانس، قبل فترة طويلة من فوز ترامب في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بأن الرئيس يجب أن يمضي قدمًا في اتخاذ إجراءات جريئة ويتحدى القضاة الفيدراليين الذين يحاولون عرقلته.
وقال فانس في بودكاست عام 2021: إن "ما يجب أن يفعله ترامب، إذا كنت سأقدم له نصيحة واحدة، هو طرد كل الموظفين متوسطي المستوى، وكل موظف مدني في المنظومة الإدارية، واستبدالهم بأشخاص موالين.. وعندما يأخذونك إلى المحكمة، وعندما يحاولون إيقافك، قف أمام الشعب كما فعل أندرو جاكسون وقل: 'لقد أصدر رئيس المحكمة العليا قراره.. فليحاول الآن تنفيذه'". (يعتقد العديد من المؤرخين أن جاكسون لم يقل ذلك أبدًا).
وعلى الرغم من أن الرؤساء الأمريكيين عبّروا عن استيائهم من قرارات المحاكم، إلا أن تجاهل أمر قاضٍ فيدرالي يعد خطوة مختلفة تمامًا.
استراتيجية مقصودة
قال ميشيل باراديس، أستاذ القانون الدستوري بجامعة كولومبيا، إن القضاة قد ينظرون بشكل سلبي إلى أي محاولات متعمدة لتحدي أحكامهم.
وأضاف: "إلى الحد الذي يتم فيه النظر إلى تصرفات الإدارة على أنها مرتجلة أو متقلبة أو تدفع الحدود القانونية السابقة بطريقة عشوائية، فإن ذلك سيجعل أي قاضٍ عادي - بغض النظر عن توجهاته السياسية - متشككًا".
ويرى جيرهارت أن ما يبدو على السطح كفوضى هو في الواقع جزء من استراتيجية متعمدة. وقال: "جزء من استراتيجية ترامب هو إظهار هذا التحدي بطرق متعددة، بحيث يصبح من الصعب جدًا تتبعها جميعًا".
وأضاف: "نحن لا نتحدث فقط عن شيء واحد، بل عن أشياء كثيرة، وأحد أسباب تعددها هو إرباك النظام".
aXA6IDMuMTMxLjM3LjIzNiA= جزيرة ام اند امز