زلزال في إسرائيل.. «اتصالات» واشنطن وحماس تثمر إطلاق رهينة

تجاوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكن هذه المرة باتفاق مع "حماس".
ويقضي الاتفاق الذي توسط فيه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بإطلاق الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر.
ومثلت التسريبات التي صدرت عن الجانب الأمريكي أولا ثم تأكدت بإعلان رسمي من حركة "حماس" زلزالا قويا في إسرائيل على نتنياهو وحكومته.
وقالت حركة "حماس" في بيان: "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء لوقف إطلاق النار، أجرت حركة حماس اتصالات مع الإدارة الأمريكية خلال الأيام الماضية، حيث أبدت الحركة إيجابية عالية، وسوف يتم إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة".
وأضافت: "تؤكد الحركة استعدادها للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة، وبذل جهود جادة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب، وتبادل الأسرى بشكل متفق عليه، وإدارة قطاع غزة من قبل جهة مهنية مستقلة، بما يضمن استمرار الهدوء والاستقرار لسنوات طويلة، إلى جانب الإعمار وإنهاء الحصار".
وكان والد الجندي ألكسندر أشار إلى أن المبعوث الأمريكي ويتكوف اتصال مع العائلة وأبلغهم مسبقا بإعلان حماس المرتقب.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن ويتكوف سيصل إلى إسرائيل غدا من أجل وضع اللمسات الأخيرة على إطلاق ألكسندر.
وبحسب القناة ذاتها فإنه سيتم إطلاق ألكسندر خلال الساعات ال 48 القادمة دون تفاصيل.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اتفاق مع "حماس" من جانب الولايات المتحدة مباشرة دون إسرائيل.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: "يمكننا أن نقول بحذر إن هذا اتفاق أميركي حماساوي، وهنا أيضاً كانت إسرائيل لاعباً ثانوياً".
وأضافت: "على النقيض من الاتفاقات مع الحوثيين والإيرانيين، يوجد هنا مواطنون إسرائيليون تعتمد حياتهم على ذلك بشكل مباشر".
وتساءل مراسل القناة 12 الإسرائيلية عميت سيغال: "ما الذي حصلت عليه حماس في المقابل؟ ما هو الضرر طويل المدى من كون الولايات المتحدة هي من تُحرر الرهينة وليس إسرائيل؟ هل يُمنح حاملو جوازات السفر الأجنبية (من بين الرهائن) الأولوية على حاملي جوازات السفر الإسرائيلية؟".
ولم يتضح ما ستحصل عليه "حماس" بالمقابل أو إذا كانت الخطوة مجرد بادرة حسن نية تجاه ترامب الذي يصل المنطقة الثلاثاء.
ولكن الخطوة أحدثت زلزالا قويا في أوساط عائلات الرهائن الإسرائيليين.
وقالت عيناف تسينغاوكر، والدة الجندي ماتان، في شريط مسجل: "ماتان، مواطن مريض اختُطف من فراشه، محتجز مع عيدان ألكسندر. كلاهما في نفق مظلم واحد دون أي رهائن آخرين".
وأضافت: "إذا بقي ماتان وحده في النفق، فسيقرر نتنياهو قتل طفلي. بدلاً من إطلاق سراح جميع الرهائن، يتم ترك ملاكي الشخصي للموت".
وتابعت: "عزيزي ماتان، لقد قرر رئيس الوزراء التضحية بك مع رهائن آخرين، هذا انتقامه الشخصي مني. لقد فشل في إعادتك، لن أتركك تتعفن هناك، سأقاتل من أجلك كل ثانية وكل لحظة لإخراجك من هذا الجحيم. سألاحق رئيس الوزراء بسبب المعاناة التي يسببها لكم، وبسبب الإساءة التي يرتكبها ضدنا نحن العائلات. وسوف يحاسب على هذا! "انتظر يا ماتان".
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "لم تكن إسرائيل على علم بالمفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس".
وأضافت: "تقدر المصادر الإسرائيلية أن الإفراج عن ألكسندر لا يغلق الباب أمام إمكانية التوصل إلى صفقة مختطفين جزئية. ومع ذلك، أعربت المصادر نفسها عن قلقها من الضغط الذي سيمارس على إسرائيل للموافقة على صفقة بشروط سيئة".
من جهتها، نقلت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن "الإفراج المتوقع يأتي دون شراكة إسرائيلية".
وقالت: "في الأيام الأخيرة، كانت هناك مؤشرات على نية حماس إطلاق سراح عيدان ألكسندر كبادرة لترامب، لكن إسرائيل لم تكن على علم بالاتصالات التي جرت مباشرة مع الأمريكيين".
وقال موقع واللا الإخباري: "الاتفاق على إطلاق سراح عيدان ألكسندر هو إنجاز هائل للرئيس ترامب ومبعوثه ستيف ويتكوف وفشل ذريع لنتنياهو ورون ديرمر (وزير الشؤون الاستراتيجية ورئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض) والحكومة".
واعتبر يهودا، والد الجندي المختطف نمرود كوهين: "إلى جانب الارتياح الذي نشعر به بإعلان إطلاق سراح ألكسندر، نود أن نشارك الجمهور مشاعرنا الصعبة. لقد أرسلت الدولة ابننا للدفاع عنها، تمامًا مثل عيدان، ونمرود إسرائيلي ووطني، ولم نفكر قط في طلب جواز سفر أجنبي. الصفعة القوية التي تلقيناها هذا المساء تثبت أن الحكومة الإسرائيلية قد اتخذت قرارًا بالتخلي عن الرهائن لأسباب سياسية".
نفي إسرائيلي
وسارع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي للتقليل من التقارير التي قالت إن المفاوضات جرت بدون علمها مع نفي تخليها عن الرهائن في محاولة لامتصاص الغضب.
وقال في بيان: "أبلغت الولايات المتحدة إسرائيل بنية حماس إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر كبادرة حسن نية للأمريكيين، دون أي تعويض أو شروط".
وأضاف: "أبلغت الولايات المتحدة إسرائيل أن هذه الخطوة من المتوقع أن تؤدي إلى مفاوضات لإطلاق سراح الرهائن بموجب اتفاق ويتكوف الأصلي، الذي قبلته إسرائيل بالفعل".
وتابع: "تستعد إسرائيل لاحتمالية تنفيذ هذه الخطوة. ووفقًا لسياسة إسرائيل، ستُجرى المفاوضات تحت النار، مع الالتزام بتحقيق جميع أهداف الحرب".
وفي هذا البيان إشارة إلى استعداد إسرائيل للتفاوض على أساس اقتراح ويتكوف الذي دعا إلى مفاوضات لوقف الحرب وقالت إسرائيل إنها ليست مستعدة لها.
كما أن إسرائيل تطالب بنزع سلاح "حماس" وهو ما لم يرد في اقتراح ويتكوف، واستحدثته إسرائيل بعد تقديم الاقتراح، وإن كانت واشنطن لم تعارضه.
ورجح الاعلام الإسرائيلي إطلاق عيدان ألكسندر يوم الثلاثاء بعد إتمام الترتيبات اللازمة في غزة بالتنسيق مع الأمريكيين.
ونقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن مصدر مطلع على التفاصيل قوله إن "إسرائيل لن يُطلب منها إطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل إطلاق سراح عيدان ألكسندر، لكنها ستحتاج إلى الموافقة على وقف مؤقت لإطلاق النار ووقف تحليق الطائرات بدون طيار فوق غزة لفترة زمنية معينة للسماح بإخراج ألكسندر بأمان من قطاع غزة".
ترحيب أمريكي
من جانبه، قال المبعوث الأمريكي الخاص آدم بولر اليوم الأحد إن الخطة التي أعلنتها حماس لإطلاق سراح آخر رهينة أمريكي على قيد الحياة في قطاع غزة هي خطوة إيجابية إلى الأمام.
وقال بولر لـ"رويترز": "إنها خطوة إيجابية إلى الأمام وسنطلب أيضا من حماس الإفراج عن جثامين أربعة أمريكيين آخرين تم اختطافهم".
وأضاف أن زيارة الرئيس دونالد ترامب للشرق الأوسط هذا الأسبوع أسهمت في تحفيز هذه الخطوة.
وتابع "زيارة الرئيس للمنطقة مفيدة، وكذلك العمل الذي قام به وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف في هذا الشأن".
aXA6IDE4LjE4OS4xODUuMTAwIA== جزيرة ام اند امز