أوكرانيا تقفز بـ«بحر الرمال».. تحصينات «متأخرة» تحرك رياح «القلق»
في عالم المسيرات والضربات الموجهة بالليزر، لا تزال أنماط دفاع تستخدم منذ قرنين، صامدة، بل ضرورية في المواجهات العسكرية الكبرى.
ومثلما كانت تدافع الجيوش في القرنين التاسع عشر والعشرين، عبر الخنادق والسواتر الرملية، تجد الجيوش الذكية في الألفية الثالثة نفسها، مضطرة إلى نفس هذه الأنماط في مواجهة هجمات الخصوم.
- روسيا تضرب بقوة في أوكرانيا.. وبولندا ترفع حالة التأهب
- «ثغرة» في هجوم موسكو.. هل تضع أوكرانيا تحت مقصلة روسيا؟
وهذا ينطبق على وضع أوكرانيا التي تواجه هجوما روسيا واسعا على خطوط جبهة القتال، في الوقت الحالي، وتجد نفسها مضطرة إلى حفر المزيد من الخنادق، لتقوية خطوط دفاعها، وإن كانت هناك شكوك حول تأخرها في هذه الخطة، وفق صحيفة بولتيكو الأمريكية.
ويخشى المشرعون الأوكرانيون أن الجيش والسلطات المحلية لا يقومون بالحفر بالسرعة الكافية أو بناء تحصينات دفاعية هائلة بما يكفي لمقاومة الهجوم الروسي المتوقع أن يزداد حدة في شمال شرق وجنوب شرق البلاد.
وقال النائب المعارض روستيسلاف بافلينكو لصحيفة بوليتيكو: "لقد حذرنا منذ الصيف الماضي من أنه يتعين عليك بناء تحصينات دفاعية، من خلال الجمع بين الوزراء المناسبين والإدارات العسكرية المحلية لبناء خطوط دفاعية بسرعة وجعلها قوية للغاية".
وفي الخريف، أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء دينيس شميهال بأن الهياكل الدفاعية القديمة ستحتاج إلى تجديد وإضافة تحصينات جديدة على الخطوط الأمامية في أعقاب الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في الصيف، ولم يسفر سوى عن مكاسب إقليمية هامشية بعد أشهر من القتال.
وفشل الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في تحقيق الآمال جزئياً لأن القوات الروسية كانت متحصنة بشكل جيد، وكان الجيش الأوكراني غير قادر على اختراق ثلاثة خطوط من الدفاعات الهائلة والمصممة جيدا.
وكان المحللون العسكريون في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا (RUSI)، تحدثوا قبل الهجوم المضاد عن هذا السيناريو، محذرين في تقرير صدر في مايو/أيار 2023 من أن "وحدات الهندسة أثبتت أنها واحدة من أقوى فروع الجيش الروسي، والدفاعات التي تم بناؤها الآن، والتي تتكون من عوائق معقدة وتحصينات ميدانية، ستشكل تحديًا تكتيكيًا كبيرًا للعمليات الهجومية الأوكرانية".
وفي الوقت الحالي، وبعد أن أصبح الأوكرانيون يواجهون احتمالات شن هجوم روسي أقوى ومنسق، فإن السؤال المزعج هو ما إذا كانت خطوطهم الدفاعية ستكون جيدة مثل الخطوط الروسية، وما إذا كان لديهم القليل من الوقت لبناء تحصينات قوية.
وقالت إيفانا كليمبوش-تسينتسادزه، النائبة المعارضة ونائبة رئيس الوزراء السابقة في إدارة الرئيس السابق بيترو بوروشينكو: “لقد بدأوا بالفعل الشهر الماضي.. لكن هذا متأخر".
فيما قال أوليه سينيهوبوف، حاكم منطقة خاركيف، لصحيفة "بوليتيكو": "لقد بدأنا في بناء وتجديد التحصينات الدفاعية فقط في الأول من مارس/آذار"، قبل أن يتابع أنه "لا يستطيع أن يقول متى سيتم الانتهاء منها".
وأضاف أن "التحصينات لها غرض معقد وستتكون من حواجز قادرة على إيقاف المدرعات وحقول الألغام".
هنا أثار قائد ميداني سابق لم يرد ذكر اسمه، مخاوف كبيرة، وقال لصحيفة بوليتيكو إنه يشعر بالقلق من أن أوكرانيا ليس لديها ما يكفي من الألغام المتاحة للتحصينات الجديدة، ولا ما يكفي من الجنود لتشغيلها بشكل صحيح.
لكن أوكرانيا بحاجة لدفاعات شديدة القوة وليس فقط تحصينات عادية، لأن روسيا تستخدم حاليا قنابل انزلاقية قوية تسبب أضرارا جسيمة على الخطوط الأمامية، ما يهدد التوازن العسكري.
وتعتبر القنبلة "FAB-1500" التي تزن 1.5 طن بمثابة تطوير لسلاح قديم من الحقبة السوفياتية. ويتم إطلاقها بواسطة طائرات مقاتلة على بعد حوالي 70 كيلومترًا من الهدف، ثم يتم توجيهها بواسطة نظام توجيه وتستخدم أجنحة منبثقة للانزلاق نحو الهدف.
aXA6IDUyLjE1LjM3Ljc0IA== جزيرة ام اند امز