ترامب يصدم الحلفاء.. لا عقوبات على روسيا إلا إذا توقف الناتو عن شراء النفط

أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم السبت، أنه لن يفرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا إلا إذا توقفت هذه الدول عن شراء النفط الروسي.
وكتب في منشور مطوّل على مواقع التواصل الاجتماعي، وصفه بأنه رسالة موجهة إلى جميع دول الناتو وبقية العالم: "أنا مستعد لفرض عقوبات كبيرة على روسيا عندما توافق جميع دول الناتو وتبدأ في فعل الشيء نفسه، وعندما تتوقف جميع دول الناتو عن شراء النفط من روسيا".
ويتعرض ترامب لضغوط من بعض أعضاء حزبه لزيادة العقوبات على روسيا بعد تعثّر جهوده الدبلوماسية. وفي غضون ذلك، صعّدت روسيا من حربها، بما في ذلك هذا الأسبوع، عندما دخلت عدة طائرات روسية مسيّرة المجال الجوي لبولندا، العضو في الناتو.
أسقطت مقاتلات الناتو الطائرات المسيّرة، وكان رد فعل ترامب هادئاً نسبياً، وألمح إلى أن التوغّل ربما كان حادثاً عرضياً، لكنه شدّد على أن صبره على روسيا ينفد.
وضاعف ترامب الشهر الماضي الرسوم الجمركية على البضائع الهندية إلى 50% بسبب استمرار الهند في شراء الطاقة الروسية، كما أجرى محادثات مع القادة الأوروبيين بشأن النفط الروسي الأسبوع الماضي.
ووفقاً لهيئة الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية (NPR)، فقد أبلغ ترامب القادة الأوروبيين سراً، خلال مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي، بضرورة وقف شراء النفط الروسي لزيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب، حسبما ذكر مسؤول في البيت الأبيض طلب عدم الكشف عن هويته لوصف المحادثة الخاصة. وقد عزّز منشور ترامب يوم السبت هذه التوجهات.
وقال ترامب في منشوره: "كما تعلمون، كان التزام الناتو بتحقيق النصر أقل بكثير من 100%، وشراء النفط الروسي، من قبل البعض، كان صادماً! إنه يضعف موقفكم التفاوضي وقدرتكم على المساومة بشكل كبير مع روسيا".
وأضاف: "على أي حال، أنا مستعد للانسحاب عندما تكونون مستعدين لذلك. فقط قولوا متى؟"
وقد توخّت الولايات المتحدة وحلفاؤها الحذر في ما يخص القيود المفروضة على تجارة الطاقة الروسية، خشية تأثيرها على الاقتصاد العالمي.
وكان الاتحاد الأوروبي يعتمد اعتماداً كبيراً على الطاقة الروسية قبل حرب موسكو في أوكرانيا. وقد اتخذ خطوات لتقليص تلك المشتريات، لكنها لم تختفِ تماماً، وفقاً لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، وهي منظمة فنلندية غير ربحية ترصد هذه المشتريات. كما أن العديد من دول الاتحاد الأوروبي أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ويُعد الاتحاد الأوروبي أكبر مشترٍ للغاز الطبيعي المسال الروسي والغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب، بينما تُعتبر تركيا، العضو في حلف الناتو، مشترياً رئيسياً للطاقة الروسية.
ويريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضاً من أعضاء الناتو فرض رسوم جمركية على الصين.
كما صرّح ترامب في منشوره بأنه يريد من دول الناتو فرض رسوم جمركية تتراوح بين 50% و100% على البضائع الصينية. وقد برزت الصين كأكبر مشترٍ للنفط الروسي منذ حرب روسيا في أوكرانيا عام 2022.
وقال ترامب: "تتمتع الصين بسيطرة قوية، بل وقبضة محكمة، على روسيا، وهذه الرسوم الجمركية القوية ستكسر هذه القبضة."
وقد تحدث وزير الخزانة، سكوت بيسنت، والممثل التجاري الأمريكي، جيميسون غرير، مع وزراء مالية مجموعة السبع يوم الجمعة، وحثّوهم على فرض رسوم جمركية على الدول التي تشتري النفط الروسي. وفي بيان مشترك قالا إن "جهداً موحّداً" فقط لقطع الإيرادات الروسية كفيل بإنهاء الحرب.
ويواصل بعض زملاء ترامب الجمهوريين الضغط عليه لتكثيف الإجراءات الاقتصادية ضد روسيا. فقد قدّم السيناتور الجمهوري عن ولاية كارولاينا الجنوبية، ليندسي غراهام، حزمة عقوبات في يوليو/تموز، بالتعاون مع السيناتور الديمقراطي عن ولاية كونيتيكت، ريتشارد بلومنثال. وبعد إسقاط الطائرات الروسية المسيّرة فوق بولندا هذا الأسبوع، نشر غراهام على مواقع التواصل الاجتماعي يحث ترامب على دعم هذه الحزمة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA== جزيرة ام اند امز