ترامب يغازل «الرئاسة» بخطة سلام بأوكرانيا.. والكرملين يلتقط الخيط
وسط تعثر التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا، دخل المرشح للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، على خط الحرب التي بدأت قبل عامين ونصف العام، بمقترح علق عليه الكرملين.
وذكرت «رويترز» اليوم الثلاثاء أن اثنين من كبار مستشاري ترامب طرحا عليه خطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا لينفذها في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، وتتضمن عدم تزويد كييف بأسلحة أمريكية إلا إذا دخلت في محادثات سلام.
المقترح علق عليه المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قائلا إن «قيمة أي خطة للسلام تكمن في مراعاة التفاصيل الدقيقة والوضع الفعلي على الأرض.. ونحن لا نعرف بعد طبيعة الخطة أو تفاصيلها».
وأضاف: «قال الرئيس بوتين مرارا إن روسيا كانت وستظل منفتحة على المفاوضات مع الأخذ في الاعتبار الأوضاع الفعلية على الأرض.. نحن منفتحون على المفاوضات، ومن أجل تقييم الخطة، يجب أن نعرف تفاصيلها»، مشيرًا إلى أن «الغرب وأوكرانيا لم يقبلا أحدث مقترحات طرحها بوتين للسلام».
وأردف: «تعلمون أن بوتين طرح في الآونة الأخيرة مبادرة للسلام لكن للأسف لم يقبلها الغرب ولا الأوكرانيون أنفسهم».
لكن ماذا نعرف عن خطة ترامب للسلام؟
قدم اثنان من كبار مستشاري دونالد ترامب له خطة لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا - إذا فاز في الانتخابات الرئاسية - والتي تتضمن إخبار أوكرانيا بأنها لن تحصل على المزيد من الأسلحة الأمريكية إلا إذا دخلت في محادثات السلام.
وقال اللفتنانت جنرال المتقاعد كيث كيلوج، أحد مستشاري ترامب للأمن القومي، في مقابلة إن الولايات المتحدة ستحذر موسكو في الوقت نفسه من أن أي رفض للتفاوض سيؤدي إلى زيادة الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
وبموجب الخطة التي وضعها كيلوج وفريد فليتز، اللذين شغلا منصبي رئيس الأركان في مجلس الأمن القومي التابع لترامب خلال رئاسته 2017-2021، سيكون هناك وقف لإطلاق النار على أساس خطوط المعركة السائدة خلال محادثات السلام.
وقال فليتز إنهم قدموا خطتهم إلى ترامب، واستجاب الرئيس السابق بشكل إيجابي. قائلا: «لا أدعي أنه وافق عليها أو وافق على كل كلمة فيها، لكننا سعداء بتلقي التعليقات التي تلقيناها».
ومع ذلك، قال المتحدث باسم ترامب، ستيفن تشيونغ، إن البيانات التي أدلى بها ترامب أو الأعضاء المصرح لهم في حملته هي فقط التي يجب اعتبارها رسمية.
والاستراتيجية التي حددها كيلوج وفليتز هي الخطة الأكثر تفصيلاً حتى الآن من قبل شركاء ترامب، الذي قال إنه يستطيع تسوية الحرب في أوكرانيا بسرعة إذا فاز على الرئيس جو بايدن في انتخابات 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ماذا يعني الاقتراح؟
يمثل تحولا كبيرا في موقف الولايات المتحدة بشأن الحرب، إلا أنه سيواجه معارضة من الحلفاء الأوروبيين وداخل الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب.
وقال الكرملين إن أي خطة سلام تقترحها إدارة ترامب المستقبلية المحتملة يجب أن تعكس الواقع على الأرض، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يظل منفتحًا على المحادثات.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لـ«رويترز»: «قيمة أي خطة تكمن في الفروق الدقيقة وفي الأخذ في الاعتبار الوضع الحقيقي على الأرض»، مشيرًا إلى أن «الرئيس بوتين قال مرارا وتكرارا إن روسيا كانت وستظل منفتحة على المفاوضات، مع الأخذ في الاعتبار الوضع الحقيقي على الأرض. نحن منفتحون على المفاوضات».
عضوية الناتو معلقة
وقال كيلوج إنه سيكون من الضروري جلب روسيا وأوكرانيا إلى طاولة المفاوضات بسرعة إذا فاز ترامب في الانتخابات، مضيفًا: «نقول للأوكرانيين: عليكم أن تجلسوا إلى الطاولة، وإذا لم تأتوا إلى الطاولة، فسوف ينضب دعم الولايات المتحدة. وأنت تقول لبوتين: عليه أن يأتي إلى الطاولة، وإذا لم تأت إلى الطاولة، فسنعطي الأوكرانيين كل ما يحتاجونه لقتالك في الميدان».
ووفقاً لورقتهم البحثية، سيتم إقناع موسكو أيضاً بالجلوس إلى الطاولة مع تأجيل وعد أوكرانيا بعضوية الناتو لفترة طويلة.
وبحسب فليتز، فإن أوكرانيا ليست بحاجة للتنازل رسميًا عن الأراضي لروسيا بموجب خطتها، إلا أنه مع ذلك، قال إنه من غير المرجح أن تستعيد أوكرانيا سيطرتها الفعلية على جميع أراضيها في المدى القريب.
وتابع: «ما يقلقنا هو أن هذه الحرب أصبحت حرب استنزاف ستقتل جيلا كاملا من الشباب».
aXA6IDE4LjIyNC41NS4xOTMg جزيرة ام اند امز