ترامب يحقق انتصارا سياسيا بعد تعيين كافانو عضوا بالمحكمة العليا
الرئيس الأمريكي يريد تعزيز موقع الجمهوريين قبل نحو شهر من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.
صادق مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيين القاضي المحافظ بريت كافانو عضوا في المحكمة العليا، لتنتهي بذلك أسابيع من السجالات والمواجهات السياسيّة الشرسة التي تخلّلتها اتهامات للقاضي بارتكاب اعتداء جنسي عندما كان شابا.
وحصل كافانو الذي نفى هذه الاتهامات بشكل قاطع، على غالبيّة ضئيلة في مجلس الشيوخ بأغلبية 50 إلى 48، وقدّم بذلك انتصارًا سياسيًا مهمًا للرئيس دونالد ترامب الذي يريد تعزيز موقع الجمهوريين قبل نحو شهر من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.
وغرّد ترامب الذي دافع بشدّة عن كافانو قائلاً: "أهنّئ مجلس الشيوخ على تثبيت مرشّحنا الرائع". وأضاف أنه سيوقّع "في وقت لاحق اليوم على التعيين، وسيقسم كافانو اليمين رسميا".
وبعد تثبيته، أقسم القاضي كافانو اليمين الدستورية لينضمّ بذلك إلى أعلى محكمة في الولايات المتّحدة والتي تتحقق من دستورية القوانين وتفصل في أكثر النزاعات الشائكة في المجتمع الأمريكي مثل الحق في الإجهاض وعقوبة الإعدام وتنظيم حيازة الأسلحة النارية وحماية البيئة.
وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل عبر شبكة "فوكس نيوز": "إنه يوم عظيم لأمريكا"، مهنئاً زملاءه لأنهم "رفضوا الرضوخ لذاك الضغط الهائل".
وبوصول هذا المدافع المتحمّس عن القيَم المحافظة إلى المحكمة العليا، يُصبح القضاة اليساريون - أربعة من أصل تسعة - أقلّيةً على امتداد عقود في المحكمة العليا.
ويُشكّل هذا الأمر انتكاسةً للديمقراطيين والناشطين في مجال الحقوق المدنيّة الذين تحرّكوا منذ ترشيح كافانو في يوليو/ تموز لمنع تثبيته، فنظّموا حملات إعلامية وتظاهرات وتواصلوا مع أعضاء مجلس الشيوخ المعتدلين.
وعلى بُعد أمتار من مدخل مبنى الكابيتول حيث مقرّ الكونجرس، تجمع عدد من المتظاهرين الذين عبّروا عن رفضهم لتثبيت كافانو، على الرغم من الطوق الأمني الذي أغلق المنطقة المحيطة بالمبنى.
وهتف المتظاهرون ضدّ كافانو، رافعين لافتة ضخمة على الجهة الشرقية للمبنى المواجهة لمبنى المحكمة العليا كُتب عليها "نوفمبر اقترب"، في إشارة إلى انتخابات منتصف الولاية.
وتمكّن نحو 150 شخصًا من أصل 2000 متظاهر، معظمهم نساء، من اختراق العوائق الموضوعة خارج المبنى، فيما شوهد أكثر من 60 متظاهرا مكبّلي الأيدي بالأصفاد وهم يرفعون قبضاتهم المغلولة، تُرافقهم الشرطة.
وكان القاضي بريت كافانو ضامناً تثبيته عندما خرجت امرأة في منتصف سبتمبر/ أيلول، واتهمته بمحاولة اغتصابها خلال أمسية لطلاب مدرسة ثانوية في العام 1982.
وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ تابعها 20 مليون أمريكي، قالت كريستين بلازي فورد، وهي أكاديمية في الحادي والخمسين من العمر، إنّها "متأكدة بنسبة 100%" من أنّ كافانو هو الذي حاول اغتصابها، في حين كانت في الـ15 وكان هو في الـ17.
وطلب مجلس الشيوخ تحت ضغط أعضاء لم يحسموا موقفهم تكليف مكتب التحقيقات الفيدرالي إجراء تحقيق إضافي، وقدّم الإف بي آي الأربعاء الماضي، تقريرًا أيّد موقف الجمهوريّين الذين لم يجدوا فيه "شيئاً" يدين القاضي وباشروا على الفور المرحلة النهائية من عملية التثبيت.
إلا أنه ورغم ذلك تبقى معرفة مدى تأثير تعيين كافانو على الانتخابات المقررة في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني مجهولا، فهل سيدفع النساء للتصويت لصالح الديمقراطيين؟، وهل سيبدي المحافظون امتنانهم للجمهوريين أم تتراجع حماستهم بعدما نالوا ما كانوا يريدونه؟. ستأتي الإجابة بعد شهر.