لهذا هم يراهنون على سقوط ترامب رغبة منهم في عودة أمثال أوباما وكيري لإكمال التوسع والسيطرة على العواصم العربية.
يبدو أن العالم يجب عليه أن يعتاد على خطابات ترامب الشعبوية والمدغدغة لمشاعر الأمريكيين، والتي بدأت منذ بدء انتخاباته الرئاسية، والآن يجدد خطابه الشعبوي لكسب جماهيرية خاصة لأنه مقبل على تجديد ولايته الثانية والانتخابات النصفية، وهو دائماً يتحدث عن المساعدات التى تقدمها بلاده للعالم ويطالبهم بالدفع مقابل هذه المساعدات وهذه الحماية كما يقول.
هم يراهنون على سقوط ترامب رغبة منهم في عودة أمثال أوباما وكيري لإكمال التوسع والسيطرة على العواصم العربية، فكل المؤشرات تؤكد أن فترة حكم ترامب قد تجعل إيران وحلفاءها يترحمون على فترة أوباما وكيري بمواقفهما المتواطئة مع المشروع الإيراني.
هذا الخلط الذي أصاب ترامب أوقعه في المحظور، فهو يرى أن السعودية هي من تتحكم في أوبك وهي من تسببت في رفع أسعار الطاقة، لهذا حديثه لم يكن مقبولاً وغير منطقي، بل إن أقواله وأفعاله تعتبر جزءاً رئيسياً من موجة ارتفاع أسعار النفط.
السعودية التي عُرف عنها الأفعال لا الأقوال تعلم الأسباب الحقيقية لارتفاع أسعار النفط، لذا هي لن تلبي رغبة ترامب بزيادة إنتاج النفط لخفض الأسعار إلا وفق سياسة المنظمة الدولية.
حين كثر الكلام عن عزل ترامب إعلامياً في القنوات الإخوانية والإعلام القطري وأذناب إيران (أيتام أوباما) ومن تابع قناة الجزيرة وبقية الإعلام الناطق بالعربية كان يتوقع أن قطر أعلنت الحرب على أمريكا وعلى ترامب، بينما الواقع والحقائق والوثائق تقول عكس ذلك تماماً، بل كانوا يحاولون استرضاءه عبر التقرب من إسرائيل، وقدموا مبالغ باهظة لشركات وأشخاص للتأثير عليه، حينها وضحنا أن ما يحدث منهم كان مجرد تمنيات وآمال لن تتحقق لهم، وقلنا حينها إن ترامب باق ولن يُعزل وسيُكمل ولايته القانونية وربما تزيد أربع سنوات أخرى وعليهم الرجوع للدستور الأمريكي إن كانوا يعقلون، وظنوا أننا ننافح ونتشنج للدفاع عنه، ولم يذكروا أننا كنا نسرد حقائق ووقائع نكتبها من واقع إعلامي بحت خالٍ من الكذب والدجل على العامة، لأننا نعلم أن ترامب استطاع التأثير على الناخب الأمريكي وعلى تحسين اقتصاد بلاده وهذا ما يهم الشعب.
لهذا نجد أن (أيتام أوباما) سعداء بما حدث من تصريحات من ترامب نحو المملكة ويتمنون سقوط وتدهور العلاقة بينهما، من أجل التقاط الأنفاس في ظل الضغط الأمريكي المتوالي عليهم وعلى توسعاتهم وتوجهاتهم وضد مشروعهم، والتي كان الرئيس السابق أوباما راعياً وداعماً لها ولدولة الإرهاب إيران الراعية لداعش ومليشيات الحشد الشعبي وحزب اللَّات، وكان ضد كل ما هو عربياً وإسلامياً، وأصبحت عداوته شبه معلنة لنا، ووصلوا في عهده للذروة، ولم يبقَ شيء في المنطقة إلا وأضاعه من أجل تحقيق حلم الاتفاق النووي، وكانت فترته الرئاسية هي من أكلت الأخضر واليابس في الوطن العربي ومكّن فيها محور الشر في المنطقة أيما تمكين.
لهذا هم يراهنون على سقوط ترامب رغبة منهم في عودة أمثال أوباما وكيري لإكمال التوسع والسيطرة على العواصم العربية، فكل المؤشرات تؤكد أن فترة حكم ترامب قد تجعل إيران وحلفاءها تترحم على فترة أوباما وكيري بمواقفهما المتواطئة مع المشروع الإيراني.
فنحن لا نريد رداً علنياً على خطابات ترامب الشعبوية التي يخاطب بها شعبه، ولا نريد مواجهة مع دولة عظمى لنا معها علاقات استراتيجية والتضحية بِهَا من أجل انتصارات إعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا نريد أن تتخندق أمريكا من جديد مع أعدائنا، بل يجب علينا التعلم من التاريخ، وعدم الدخول في الأخطاء عبر شعارات خداعة ومزيفة كما يفعل البعض، عبر شعارات المقاومة وإقامة الخلافة والقومية وغيرها بهدف المتاجرة بها وللهروب من واقعهم الأليم بينما يعيشون الخضوع والخنوع والذل، نحن لا نريد سوى خوض طريق السلام ومسايرة الواقع واحترام الظروف وإصلاح الحال والشأن الداخلي، فالأمر سياسي بحت، والحكمة وبُعد النظر والتعامل مع الواقع ومعرفة قوتك وقوة عدوك هو المعيار الصحيح، للانطلاق نحو مستقبل مشرق يجعلنا أكثر قوة وأكثر أماناً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة