رهان ترامب.. دراما المحاكمة وقود لحملة "الرئاسة"
نقمة أو نعمة، خياران أمام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للتعامل مع اتهامات جنائية انطلقت اليوم بمثوله أمام محكمة جنائية بمانهاتن.
وفيما دشن ترامب حملته الرئاسية قبل نحو أسبوعين بمهرجان انتخابي من منطقة واكو في ولاية تكساس التي شهدت مواجهة بين جماعة مناهضة للحكومة والأمن الفيدرالي أوقعت قتلى في عام 1993، كان ظهوره في مقر المحكمة اليوم تحولا في مسار الرئيس المحتمل.
وفي خطوة متوقعة، عمد رجل الأعمال المثير للجدل بمشاغباته على "تويتر" قبل إغلاق حسابه على خلفية اقتحام أنصاره الكابيتول في يناير/كانون الثاني 2021، إلى تحويل القضية الجنائية إلى ملاحقة سياسية.
وفي كلمة له في أعقاب المحاكمة التي جذبت أنظار العالم قال ترامب إن "الديمقراطيين هاجموني وحاولوا النيل مني".
وفي مناورة لإعادة التموضع كمرشح أعلن ترامب بوضوح خلال الكلمة أن "الهدف من القضية المرفوعة ضدي التأثير على انتخابات 2024 ويجب إسقاطها بشكل فوري".
وتسييس القضية الجنائية قد يمنح المرشح الجمهوري الأبرز على الساحة دافعا جديدا للوصول إلى المكتب البيضاوي عبر طريق مختصر.
وعلق ترامب على التهم الموجهة ضده بالقول: "لم أتخيل أبدا أن هذا قد يحدث في أمريكا".
ويستغل الرئيس السابق على ما يبدو الجدل الذي امتد إلى خارج البلاد، وشكك في كون القضية ذات أهداف سياسية لإخلاء الساحة الجمهورية من منافسيه، باعتبار أن الأضواء باتت مسلطة عليه وحده.
وأوضح ترامب أنه "لا يمكن الوثوق بالأدلة التي قدموها ضدي في المحكمة".
وفي مغازلة للناخب الأمريكي قال ترامب إن الإدارة الحالية ارتكبت العديد من الأخطاء فيما يخص السياسة الخارجية، في إشارة على ما يبدو لدعم بلاده لأوكرانيا في حربها مع روسيا، وهي الحرب التي ألقت بظلال قاتمة على الاقتصاد الأمريكي.
وبالنظر إلى وجود رأي عام غربي مساند لدعم كييف حاول الرئيس الأمريكي السابق تجنب الإيهام بتخليه عن أوكرانيا قائلا: "لو كنت في الحكم لما أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا".
ويستخدم القادة الغربيون توصيف الغزو للإشارة إلى ما تسميه موسكو عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا.
ومثل ترامب الثلاثاء أمام المحكمة حيث وُجّه إليه رسميا الاتّهام بتزوير مستندات محاسبية، قد تفتح المجال لمحاكمته خلال أقل من عام.
وخلال الجلسة التاريخية دفع الرئيس الأميركي السابق ببراءته من كلّ التّهم الجنائية الموّجهة إليه.
وغادر ترامب مقرّ المحكمة الجنائية في مانهاتن بنيويورك بعد انتهاء الجلسة، من دون أن تفرض عليه أيّ شروط أو مراقبة قضائية.
واتهم المدعون العامون في مانهاتن ترامب، وهو أول رئيس أمريكي حالي أو سابق يواجه اتهامات جنائية، بأنه زور سجلات تجارية لإخفاء انتهاك لقوانين الانتخابات خلال حملته التي كللت بفوزه عام 2016.
والمرأتان هما ستورمي دانيالز، ممثلة الأفلام الإباحية وكارين ماكدوجال، عارضة الأزياء السابقة في بلاي بوي.
وقال المدعي العام كريس كونروي "المتهم دونالد جيه. ترامب زور سجلات تجارية في نيويورك لإخفاء مؤامرة غير قانونية لتقويض نزاهة الانتخابات الرئاسية لعام 2016 وغيرها من الانتهاكات لقوانين الانتخابات".
وصحيح أن تزوير سجلات تجارية في نيويورك يعد في حد ذاته جنحة يعاقب عليها بالسجن لمدة لا تزيد عن سنة، لكنه يصل إلى حد جناية يُعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى أربع سنوات عند اقترافها بغرض ارتكاب جريمة أخرى أو إخفائها.
وحدد القاضي الجلسة المقبلة في ديسمبر/ كانون الأول. وقال خبراء قانونيون إن المحاكمة قد لا تبدأ لمدة عام، وأن لائحة الاتهام أو حتى الإدانة لن تمنع ترامب قانونا من الترشح للرئاسة.