قمة ترامب-بوتين.. اللقاء ثنائي والمصالح رباعية

قد تضبط أجندات اللقاءات الرفيعة محاور المباحثات لكن تفلت منها تطلعات كل طرف حيث تعبر المصالح حدود الأشخاص لجدول أوسع يسمى الدبلوماسية.
وفي وقت لاحق من اليوم الجمعة، يعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قمة في ولاية ألاسكا، تتمحور بشكل رئيسي حول الحرب في أوكرانيا.
وستكون القمة، وهي الأولى بين رئيسين أمريكي وروسي منذ أكثر من أربعة أعوام، محط متابعة أطراف عدة تتقدمها كييف وحلفاؤها الأوروبيون الذين يخشون إبرام أي تسوية على حساب أوكرانيا، في غياب رئيسها فولوديمير زيلينسكي غير المدعو لحضور اللقاء الذي يعقد في قاعدة أمريكية بألاسكا.
وفي ما يلي عرض لأبرز ما يتطلع كل طرف لتحقيقه من هذا اللقاء الذي يمثّل أيضا أول زيارة لبوتين الى بلد غربي منذ بدء حرب أوكرانيا عام 2022، بحسب فرنس برس.
روسيا
بعدما أعوام من العزلة الغربية، يرى بوتين في القمة فرصة للضغط لتحقيق مطالب روسيا المتصلّبة لإنهاء النزاع.
وفي مسودة خطة سلام نشرت في يونيو/حزيران الماضي، طالبت روسيا أوكرانيا بسحب قواتها من أربع مناطق أعلنت ضمّها إلى أراضيها على رغم عدم سيطرتها عليها بالكامل، وهي خيرسون، لوغانسك، زابوريجيا ودونيتسك. ولاقى هذا الطرح رفض أوكرانيا.
كما دعت روسيا أوكرانيا إلى وقف التعبئة في الجيش، والتخلي عن طموح الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ووقف شحنات الأسلحة من الدول الغربية فورا.
وإضافة إلى الأراضي، تريد روسيا أن تضمن أوكرانيا "حقوق وحريات" السكان الناطقين بالروسية، وأن تحظر ما تعتبره موسكو "تمجيدا للنازية".
ورفضت أوكرانيا أي مزاعم روسية بهذا الشأن، مؤكدة أنها تضمن بالفعل حقوق الناطقين بالروسية.
كما ترغب موسكو في رفض العقوبات الغربية التي فرضت عليها بعد الحرب.
أوكرانيا
شدد زيلينسكي على أن أي حل أو اتفاق سلام محتمل بشأن أوكرانيا لا يمكن اتخاذه من دون تمثيل كييف، معتبرا أن القمة في ذاتها تشكّل مكافأة لبوتين.
وتطالب أوكرانيا منذ أشهر بوقف غير مشروط لإطلاق النار في البر والبحر والجو كشرط مسبق لبدء محادثات السلام.
ودعت لإطلاق أسرى الحرب من الجانبين، وطالبت بعودة آلاف من الأطفال الأوكرانيين تقول إن روسيا خطفتهم ونقلتهم قسرا إلى المناطق التابعة لها منذ بدء الحرب، وغالباً ما تبنتهم أسر روسية ومنحتهم الجنسية الروسية.
وبينما تنفي روسيا مزاعم الخطف، تقرّ بأن آلاف الأطفال موجودون على أراضيها.
وتشدد أوكرانيا على وجوب أن يرفق أي اتفاق بضمانات أمنية لمنع روسيا من مهاجمتها مجددا، وعدم فرض قيود على العديد من القوات التي يمكن لها أن تنشرها على أراضيها.
كما تعتبر أن العقوبات على روسيا لا يجب أن تُرفع سوى تدريجيا، وأن تتاح إعادة فرضها في حال دعت الحاجة.
الولايات المتحدة
تعهد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا في غضون "24 ساعة" من عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي.
ولكن بعد مرور ثمانية أشهر، واتصالات متكررة مع بوتين وزيارات لروسيا أجراها مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، فشل ترامب في انتزاع أي تنازلات رئيسية من الكرملين.
وستكون قمة الجمعة الفرصة الأولى لترامب لإبرام اتفاق بشكل مباشر.
وحذّر ترامب الأربعاء من أن موسكو ستواجه عواقب وخيمة ما لم توقف هجومها.
وبعدما ألمح إلى إمكانية حصول "تبادل للأراضي" بين روسيا وأوكرانيا، بدا كأنه تراجع عن هذا الموقف بعد التحدث مع قادة أوروبيين الأربعاء، ورفض زيلينسكي العلني لهذا الأمر.
وأعرب ترامب عن رغبته في رؤية وقف لإطلاق النار "بسرعة كبيرة للغاية".
وفي حين لم يدعُ ترامب زيلينسكي إلى قمة الجمعة، ألمح ترامب الخميس إلى إمكانية أن يليها لقاء ثلاثي سريعا، قائلا إن "اللقاء الثاني سيكون مهما للغاية، لأنه سيكون اللقاء الذي يبرمان اتفاقا خلاله".
أوروبا
رغم تقديم الدعم العسكري لكييف واستضافة ملايين الأوكرانيين الفارين من الحرب، تم تهميش القادة الأوروبيين من محادثات السلام التي قد يكون لها تأثير بالغ على مستقبل المنظومة الأمنية في القارة العجوز.
ولم يدع المسؤولون الأوروبيون كذلك إلى اجتماعات عقدها وفدان روسي وأوكراني في إسطنبول.
والأسبوع الماضي، حذر قادة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبولندا وفنلندا والمفوضية الأوروبية من أنه لا يمكن تحقيق سلام دون مشاركة أوكرانيا.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد حديثه مع ترامب الأربعاء إن المسائل المتعلقة بأراضي أوكرانيا سيفاوض بشأنها زيلينسكي حصرا.
وسبق لماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن أعربا عن استعدادهما لنشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا بمجرد انتهاء القتال، وهي فكرة رفضتها روسيا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز