واشنطن بوست: حكم ترامب ينذر بحرب بين الديمقراطيين والجمهوريين
واشنطن شهدت خلال شهرين من حكم ترامب حربا أهلية شرسة داخل الأحزاب الرئيسية بالولايات المتحدة.
خلال ما يزيد على الشهرين من حكم ترامب، شهدت واشنطن حربا أهلية شرسة داخل الأحزاب الرئيسية بالولايات المتحدة فيما بين المؤيدين للعقيدة السياسية المسلم بها في هذه الأحزاب وبين المرتدين على هذه العقيدة.
فعلى سبيل المثال، خرج أحد مساعدي ترامب من الحزب الجمهوري ليندد في تغريدة له على "تويتر" بأحد أعضاء الكونجرس الجمهوريين المرتدين على الحزب ومطالبته للجمهوريين الآخرين لمحاربة هذا العضو في الانتخابات البرلمانية التمهيدية القادمة.
وعلى الجانب الأخر في الحزب الديمقراطي، نجد أن جماعات دفاع ليبرالية تقدمت بعريضة لعدد من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين ضد أعضاء بالحزب الديمقراطي أعلنوا دعمهم للقاضي "نيل جورسش" الذي رشحه ترامب لرئاسة المحكمة العليا.
وخلقت هذه النزاعات أجواء سياسية لم يُشهد لها مثيل من قبل في واشنطن، حيث إن الديمقراطيين والجمهوريين الذين يعانون من الخسارة في أي انتخابات سابقة انقلبوا على أعضاء أحزابهم الذين يشتبه في ارتدادهم على قواعد الحزب التابعين له على نفس النهج الذي اتبعه ترامب نفسه بتهديده لأبناء حزبه الجمهوري المعارضين له.
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن هذه الحرب سيكون من عواقبها اختفاء الوسطية السياسية واستفحال النزعة التطرفية داخل كل حزب.
وأفات بأنه من المعروف بعد كل انتخابات رئاسية يعيش كل حزب من الحزبين الكبيرين فترة بحث عن الذات تصل لعدة أشهر للوقوف على الأخطاء التي ارتكبها كل حزب خلال فترة الانتخابات، ولكن ذلك لم يمنع انتشار التوتر الذي خلفته انتخابات 2016 في مختلف الأوساط السياسية، والذي أدى إلى ظهور صراع دعم أو عدم دعم العداء الذي ارتفعت وتيرته بين الجمهوريين، وظهور موجة جديدة من الغضب بين الديمقراطيين.
وكان السبب الرئيسي في بلورة هذه الصراعات حسب "واشنطن بوست"، نزاع الحزبين حول قانون الرعاية الصحية ودعم "نيل جورسش" مرشح ترامب لرئاسة المحكمة العليا.
ويؤكد ذلك على مدى شراسة الانتخابات التمهيدية للكونجرس في العام المقبل، إلى جانب عدد من الدلائل الأخرى مثل تغريدة الرئيس الأمريكي ترامب التي هاجم بها أعضاء تكتل الحرية "فريدوم كوكس" بالكونجرس وتهديده لهم في حالة عدم انضمامه له، وكذلك تغريدة المسؤول عن مواقع التواصل الاجتماعي بالبيت الأبيض حاليا "دان سكافينو" الذي هاجم بها زميله بالحزب الجمهوري "جاستين آماش" واتهامه بأنه يعرقل مشاريع ترامب في ولاية مشجين الأمريكية.
ولن يؤدي هذا العداء إلا للمزيد من العقبات في طريق ترامب وأجندته التي ستواجه تحديات معقدة في المستقبل على رأسها ملف إعادة هيكلة الضرائب الذي لا يقل تعقيدا عن عملية إصلاح منظومة الرعاية الصحية.
بالإضافة إلى أن ترشيح ترامب لنيل جورسش الذي لم يترك أي فرصة لإقناع أعضاء الحزب الديمقراطي لدعمه، بدافع الخوف من انقلاب النشطاء الليبراليين المناهضين لترامب ضدهم.