صحيفة: مداهمة منزل ترامب كشفت عمق خلافات الجمهوريين
كشفت مداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالي لمنزل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، عن خلافات واضحة بين أعضاء الحزب الجمهوري.
وذكر صحيفة "نيويورك تايمز" أنه في الوقت الذي يواصل فيه الكثير من الجمهوريين دفاعهم عن ترامب بعد عملية التفتيش غير المسبوقة لمقر إقامته في فلوريدا، ظهرت انقسامات عميقة داخل صفوف الحزب حول دعم وكالات إنفاذ القانون، وسط تحقيق فيدرالي في طريقة تعامل الرئيس السابق مع وثائق سرية بارزة.
وعقب انتهاء المداهمة، رد الجمهوريون في الكونجرس، بما في ذلك قيادات الحزب، بغضب عارم، وشنّوا هجوما على أعلى وكالات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة، ووصل الأمر لمطالبة بعضهم بقطع التمويل، أو تفكيك مكتب التحقيقات الفيدرالي، بينما شبه آخرون عناصر المكتب بالشرطة النازية السرية إبان عصر أدولف هتلر، واستخدموا كلمات مثل "الجوستابو"، و"الطغاة".
في المقابل، قامت الأصوات المعتدلة داخل الحزب الجمهوري بتوبيخ زملائهم لهجومهم العنيف على وكالات إنفاذ القانون، وكانوا أكثر تحفظا في الدفاع عن ترامب.
وطالب العديد من أعضاء الحزب الجمهوري بالكشف عن الدليل الذي يدعم إذن التفتيش، والدليل الذي أقنع القاضي بوجود سبب للتفتيش، وما يمكن أن يؤدي من خلاله إلى كشف دليل على وجود جرائم. لكن مثل هذه الوثائق لا يتم الكشف عنها عادة قبل أن يتم توجيه الاتهامات رسميا.
ويقول برايان فيتزباتريك، النائب الجمهوري في الكونجرس عن بنسلفانيا، والذي خدم في وقت سابق لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي: "هذا أمر غير مسبوق يجب أن يكون مدعوما بمبرر غير مسبوق أيضا، ولكنني في الوقت نفسه أطالب زملائي بالتروي في تصريحاتهم."
وتشير الصحيفة إلى أن "التروي في إطلاق التصريحات من جانب بعض النواب الجمهوريين يأتي في الوقت الذي تصاعدت فيه التهديدات الموجهة ضد وكالات إنفاذ القانون، كما هو الحال في الهجوم الذي نفذه مسلح يوم الخميس ضد أحد أفراد مكتب التحقيقات الفيدرالي في سينسيناتي".
بالإضافة إلى تحذير إدارة الأمن الداخلي من تصاعد حدة هذه التهديدات وأعمال العنف، المسلحة أحيانا، ضد أجهزة إنفاذ القانون والقضاء وأفراد في الحكومة الأمريكية في أعقاب مداهمة منزل ترامب.
وقال البيان "لاحظ مكتب التحقيقات الفيدرالي وإدارة الأمن الداخلي زيادة في التهديدات العنيفة المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي ضد المسؤولين والمرافق الفيدرالية، بما في ذلك التهديد بوضع ما يسمى بالقنبلة القذرة أمام مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وتحدث البيان الذي حصلت عليه صحيفة "نيويورك تايمز"، عن إصدار دعوات عامة لـ "الحرب الأهلية" و"التمرد المسلح".
نيويورك تايمز أشارت إلى أن الجمهوريين جاهدوا من أجل الالتفاف حول إستراتيجية موحدة للرد على عملية المداهمة والبحث التي قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالي لمنزل ترامب في فلوريدا، وسط تطورات يومية متسارعة، وتفسيرات متغيرة، وأعذار واتهامات من قبل الرئيس السابق.
وزعم ترامب وحلفاؤه بأن الرئيس الأسبق باراك أوباما أساء أيضًا التعامل مع الوثائق (وهو ادعاء سرعان ما رفضه الأرشيف الوطني باعتباره زائفًا)؛ وأن القاضي الذي وقع على مذكرة التفتيش كان متحيزًا؛ وأن مكتب التحقيقات الفيدرالي ربما يكون قد زرع الأدلة.
وقالت الصحيفة إن التفسيرات المتغيرة من جانب ترامب وفريقه القانوني جعلت من الصعب على الجمهوريين، أن يكون لهم موقف دفاعي موحد؛ فهم منقسمون حول ما إذا كان يتعين الهجوم على وكالات إنفاذ القانون الأمريكية، وإلى أي مدى يمكن أن تصل شراسة تلك الهجمات.