«جزر منعزلة» أفشلت منع محاولة اغتيال ترامب
لا تزال الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة تتبادل الاتهامات، بشأن التقصير في مهمة حماية المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وبحسب شبكة إن بي سي الإخبارية الأمريكية فقد أرسل ضابط في الشرطة المحلية بولاية بنسلفانيا، تحذيراً عبر جهاز الاتصال اللاسلكي قبل 30 ثانية فقط من إطلاق النار على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الشهر الماضي.
وذكر الشرطي أنه رصد مسلحاً في المكان، لكن هذه المعلومات لم تصل إلى جهاز الخدمة السرية، لأن عملاءه كانوا متمركزين في مركز قيادة مختلف عن الخاص بشركائهم المحليين، ولم يكن لديهم إمكانية الوصول إلى نفس الموجات اللاسلكية، كأنهم بـ«جزر منعزلة».
ونقلت الشبكة، في تقرير نشرته عن رونالد رو جونيور، القائم بأعمال مدير جهاز الخدمة السرية، قوله، يوم الجمعة: "يتعين علينا إعادة النظر في أماكن وضع غرف الأمن الخاصة بنا، وهو ما نقوم به بالفعل الآن".
وأشارت الشبكة إلى أن هذه المعلومات تجيب عن أحد الأسئلة الرئيسية التي أُثيرت في أعقاب محاولة الاغتيال في 13 يوليو/تموز الماضي، والتي تتعلق بسبب عدم إبعاد ترامب من المنصة، بعد رصد الشرطة مسلحاً على سطح مبنى يبعد أقل من 150 ياردة فقط.
وفتح توماس ماثيو كروكس، البالغ من العمر 20 عاماً، النار بعد دقائق من بدء خطاب ترامب، مما أدى إلى إصابة الجزء العلوي من أذن الرئيس السابق، وقتل شخص واحد من الحضور، وإصابة اثنين آخرين.
وواجهت الخدمة السرية انتقادات واسعة في أعقاب الحادث، وتركزت الانتقادات الأولية على فشلها في تأمين المبنى الذي استخدمه المسلح، فيما ألقى الجهاز باللوم في البداية على رجال الشرطة المحليين، لكن الجهاز اعترف لاحقاً بأن مسؤولية ضمان تأمين المبنى كانت تقع على عاتقه.
ووفقا للشبكة، ففي الساعة 5:45 مساءً، قبل حوالي 15 دقيقة من صعود ترمب إلى المنصة، أرسل قناص في مقاطعة بتلر رسالة نصية إلى نظيره في الخدمة السرية تحتوي على صورتين لرجل مشبوه، تم التأكد لاحقاً من أنه كان كروكس، وبعد 8 دقائق، تم إبلاغ قناصي الخدمة السرية أن شخصاً مشبوهاً كان يتجول حول المبنى الذي تسلقه كروكس في النهاية.
ونظرا لأن أفراد الخدمة السرية الذين كانوا متواجدين على الأرض وفي مركز القيادة، لم يكن لديهم إمكانية الوصول إلى إشارات جهاز الاتصال اللاسلكي الخاصة بالشرطة المحلية، فإنه لم يكن لدى القناصة الجهاز، ولا أفراد فريق الحماية أي عِلم بوجود مسلح على سطح المبنى المجاور حتى بدأ في إطلاق النار".
وأكد رونالد رو جونيور، القائم بأعمال مدير جهاز الخدمة السرية أنه وجَه جميع العملاء المسؤولين عن المكاتب الميدانية في جميع أنحاء الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم مكان غرف القيادة الخاصة بجهاز الخدمة السرية، قائلاً: "إذا أنشأت ولاية أو جهة محلية مركز قيادة موحد، فإننا قد نحتاج إلى التواجد في تلك الغرفة أيضاً".
واستقالت مديرة الخدمة السرية كيمبرلي شيتل الشهر الماضي في أعقاب محاولة اغتيال ترمب، وبعد جلسة استماع مثيرة للجدل في مجلس النواب حول الحادث، ولا يزال المحققون يعملون لتحديد دوافع كروكس.