تصريح صادم أدلى به الرئيس الأميركي ترامب بتجمع حاشد في أوهايو، خلاصته نيته الانسحاب من سوريا، وأنه قد انتصر على داعش وأنجز المهمة.
تصريح صادم أدلى به الرئيس الأميركي ترامب بتجمع حاشد في أوهايو، خلاصته نيته الانسحاب من سوريا، وأنه قد انتصر على داعش وأنجز المهمة.
هل هذا مجرد دغدغة سياسية «شعبوية» لطبيعة الجمهور الذي كان يخاطبه، وهو جمهور جاهل بالسياسة الخارجية ومقتضيات الأمن القومي «الأميركي»؟
هذا الإعلان الترامبي، يتناقض مع دلالات تعيين شخص مثل جون بولتون، مستشاراً جديداً للأمن القومي، والأخير داعية صريح لإنهاء حياة النظام الخميني الإيراني، وأيضاً يتناقض هذا التصريح مع دلالة تعيين مايك بومبيو، وزيراً للخارجية، وهو عدو لدود للنفوذ الإيراني
ربما... لكن الحال أن هذا الكلام «يتناقض» مع عزم ترامب على مواجهة إيران والقضاء على «أنشطتها الخبيثة» بالمنطقة، كما يتناقض مع المزاج الأميركي الساخن هذه الأيام ضد الصولة الروسية على الغرب، كما يتنافى مع الحنق الأميركي من الدور التركي بالشمال السوري، عفرين، حيث يعتقد صنّاع القرار بواشنطن أن أنقرة «تشتت» المعركة الحقيقية وتحرّف البوصلة، من خلال عدم التركيز على «داعش» حسب المقاربة الغربية لسوريا.
بالمناسبة، أعداء الحضور الأميركي بسوريا، هم الثلاثي: روسيا، إيران، تركيا، وهم من سيجتمع الأربعاء المقبل، بأنقرة، لتنسيق الجهود السورية، وروسيا مع إيران على وشك تحقيق الغاية في «جريمة» الغوطة الشرقية، استكمالاً لمسلسل التهجير الطائفي المستمر بمحطات شهيرة مثل مضايا والزبداني والقصير، وغيرها.
كما أن هذا الإعلان الترامبي، يتناقض مع دلالات تعيين شخص مثل جون بولتون، مستشاراً جديداً للأمن القومي، والأخير داعية صريح لإنهاء حياة النظام الخميني الإيراني، وأيضاً يتناقض هذا التصريح مع دلالة تعيين مايك بومبيو، وزيراً للخارجية، وهو عدو لدود للنفوذ الإيراني.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورغم حديثه «الواقعي» عن سوريا حالياً، إلا أنه، وانطلاقاً من هذه الواقعية تحديداً، قال لمجلة (تايم Time) الأميركية: «الوجود الأميركي بسوريا هو السبيل الوحيد لإيقاف تمدد النفوذ الإيراني بالمنطقة بمساعدة حلفائها».
صحيفة الواشنطن بوست، غير الودودة مع ترامب عادة، نشرت مقالة، لـ«جوش روغين» تعليقاً على تصريح ترامب، جاء فيها: «ترامب ربما يتراجع عن خطوته هذه فمن أبرز أسباب الوجود الأميركي بسوريا، احتواء النفوذ الإيراني، ومنع أزمة لاجئين جديدة، ومحاربة التطرف، ومنع روسيا من مواصلة بسط نفوذها في المنطقة».
دعك من هؤلاء، النظام الخميني نفسه تلقى رسالة ترامب الأصلية، من خلال تعيين جون بولتون للأمن القومي، بوضوح، فالمعاون السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، حسين موسويان، قال بمقابلة مع وكالة «إيسنا» الطلابية الإيرانية، إن: «ما عدا حقبة أوباما - أسفاه عليك يا باراك! - كان العداء موجوداً دائماً بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة، لكن سياسة تغيير النظام الإيراني في حكومة ترامب أصبحت علنية».
كل ما يفعله وفعله ترامب خلال السنة وبضعة أشهر من ولايته، لا صلة له البتة، بتصريح أوهايو.
نقلا عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة