
حصل هاتف آيفون من أبل، وغيره من الأجهزة التقنية، من الرقائق إلى أجهزة الكمبيوتر، على إعفاء من الرسوم الجمركية المفروضة على الصين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ولكن بالنسبة لجزء كبير من الاقتصاد الأمريكي وأصحاب الأعمال الصغيرة، فإن الضرر الذي سيلحق بهم قريبًا سيصبح لا رجعة فيه نتيجة فرض رسوم جمركية بنسبة 145% على الواردات الصينية.
وأصبحت طلبات الشحن الملغاة والشحنات المهجورة من الصين أمرًا شائعًا في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وفقًا لمسؤولي سلسلة التوريد، حيث أوقفت الشركات في جميع الصناعات الأمريكية صادرات الحاويات تمامًا، لما تم فرضه من رسوم جمركية قاسية.
وقال آلان مورفي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سي إنتليجنس، "شهد منتجو الأثاث في الصين توقفًا تامًا في الطلبات من المستوردين الأمريكيين، ونسمع نفس الشيء في ألعاب الأطفال والملابس والأحذية والمعدات الرياضية".
وقال برايان بورك، الرئيس التجاري لشركة SEKO Logistics، "شهدنا نفس الوضع في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، ولكن بعد مهلة التسعين يومًا، استؤنفت الحجوزات"، بينما لا تزال الحجوزات الملغاة للحاويات القادمة من الصين مستمرة".
وقال آلان باير، الرئيس التنفيذي لشركة OL USA، "كل شيء تقريبًا معلّق فيما يتعلق بالأعمال التجارية مع الصين".
وقالت الخبيرة الاقتصادية إريكا يورك، نائبة رئيس قسم السياسة الضريبية الفيدرالية في مركز السياسة الضريبية الفيدرالية التابع لمؤسسة الضرائب، في برنامج "ذا إكستشينج" على شبكة CNBC، "إن الرسوم الجمركية الإجمالية التي فرضها ترامب بنسبة 145% على الواردات الصينية ستوقف معظم التجارة بين الولايات المتحدة والصين".
وأضافت يورك، "قد لا تزال هناك بعض السلع دون بدائل، مما يدفع الشركات إلى تحمل تكلفتها، ولكن في الغالب، هذا يُنهيها".
ومع اتضاح الأمر خلال الأسبوع الماضي، ستظل الصين الهدف الرئيسي لسياسة التعريفات الجمركية التي تنتهجها إدارة ترامب - بعد منح مهلة 90 يومًا لجميع الدول الأخرى المتوقع فرض تعريفات جمركية جديدة عليها، فكانت الرسالة التي وصلت هي أن إنتاج السلع ذات هامش الربح المنخفض في الصين لا يمكن أن يكون مستدامًا.
ويُعزى الإعفاء الجديد للتكنولوجيا جزئيًا إلى آلية عمل سلسلة التوريد، ولكنه يُعزز أيضًا من حيث المعاناة الأكبر وانعدام اليقين.
وقال مورفي، "السلع ذات هامش الربح الأعلى والأكثر تقنية، مثل الإلكترونيات والآلات والمعدات الطبية والأدوية، لا يمكن نقلها بسهولة من مصادرها، لأن إنشاء عمليات تصنيع عالية التقنية يتطلب وقتًا ورأس مال كبير".
وقبل إعفاء التكنولوجيا من الرسوم الجمركية، يقول مورفي إن منتجي هذه السلع كانوا يُحللون المكونات التي يمكن الحصول عليها من مصادر أخرى، بينما كانوا يسعون في المقام الأول إلى تقليص المخزونات الأمريكية على المدى القصير.
وهناك جهود مُنسقة لنقل الإنتاج إلى جنوب شرق آسيا، وخاصة فيتنام أو الهند، كما كان يُنظر في خفض الأسعار إلى أوروبا للحفاظ على استمرار الإنتاج، أو إغلاق خطوط الإنتاج بشكل كامل.
عبئاً لا يمكن للشركات الصغيرة تحمله
وصرح ستيفن لامار، الرئيس التنفيذي للجمعية الأمريكية للملابس والأحذية، بأن التغييرات المفاجئة في السياسات والرسوم الجمركية المرتفعة تُعطّل سلاسل التوريد بمستوى لم نشهده منذ الجائحة.
وأضاف لامار، "مع ارتفاع الرسوم الجمركية بشكل مُفرط على الواردات الأمريكية من الصين، لا تجد العديد من الشركات خيارًا سوى إلغاء الطلبات".
وأضاف، "إنّ التراجع المُستمر عن الرسوم الجمركية يعني أن تكاليف الرسوم الجمركية الجديدة لا تُعرض بدقة ولا يُمكن التنبؤ بها إلا بعد وصول البضائع إلى الميناء، كما أن هذه المعدلات المرتفعة تُولّد فواتير لا يُمكن سدادها، وهذا عبئًا لا يمكن للشركات الصغيرة تحمله".
وأضاف لامار أنه في ظل عدم وجود مصادر بديلة في الأفق للعديد من هذه الشركات، وخاصةً الشركات الصغيرة، فإن هذا النقص المفاجئ في الطلبات سيُترجم فورًا إلى خسائر في المبيعات ونقص واسع النطاق في المنتجات.
وتابع لامار، "من الضروري الآن تمديد فترة توقف الحرب التجارية على الواردات الأمريكية من الصين قبل أن يصبح الضرر لا رجعة فيه".
وحذّر مورفي من أن انخفاض الحجوزات في قطاع الشحن البحري، إلى جانب احتمال فرض رسوم بناء السفن على السفن "الصينية" اعتبارًا من الأسبوع المقبل، سيؤدي إلى "إعادة هيكلة شاملة لجميع خدمات الشحن البحري المتجهة إلى أمريكا الشمالية".
وأضاف، "سيستغرق الأمر أشهرًا لحل هذه المشكلة، مع استمرار الازدحام وارتفاع أسعار الشحن لأشهر قادمة".
وقال مورفي، من بين جميع المنتجين الصينيين الذين تحدثت معهم شركته، إنه لا يوجد حاليًا أيٌّ منهم يسعى بنشاط لنقل إنتاجه إلى الولايات المتحدة، ويعود ذلك جزئيًا إلى عدم فهم الأهداف النهائية للإدارة.
وقال، "إن مصدر القلق الأكبر هنا هو عدم اليقين التام بشأن الهدف النهائي الفعلي لإدارة ترامب".
وأضاف، "لن يفكر أحد في استثمارات ضخمة في الإنتاج الأمريكي إذا كانت الرسوم الجمركية مجرد حيلة للتفاوض على صفقات تجارية أفضل."
وإذا كانت الإدارة تسعى بالفعل إلى تحقيق هدف إعادة التصنيع في الولايات المتحدة، فيجب أن تكون الخطة طويلة الأجل للرسوم الجمركية واضحة، وأن يقل الحديث عن "المناورات الاقتصادية" و"فن إبرام الصفقات".
وأضاف، "إن تكتيك اليويو المتمثل في تغيير معدلات الرسوم الجمركية يوميًا لا يؤدي إلا إلى خلق حالة من عدم اليقين".
ويُعد التوقف عن معالجة الشحنات إحدى طرق التخفيف من تأثير الرسوم الجمركية. ويمكن لمقدمي الخدمات اللوجستية تقديم خدمات التخزين الجمركي، مما يسمح للبضائع بالدخول إلى الولايات المتحدة دون فرض رسوم جمركية لفترة زمنية محددة.
ويسمح استخدام مناطق التجارة الأجنبية والطرق الأخرى لتأخير العبور بتأجيل الرسوم التجارية مؤقتًا.
aXA6IDEzLjU4LjE1Ni4yMzcg جزيرة ام اند امز