رسوم ترامب على 3 دول تكلف كل أسرة أمريكية 830 دولارا سنويا
كشفت بيانات حديثة، أن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات من الصين وكندا والمكسيك، ستؤدي إلى زيادة التكاليف على المستهلكين الأمريكيين، حيث تضيف الرسوم تكاليف سنوية قدرها 830 دولارا على كل منزل أمريكي هذا العام.
فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت، رسومًا جمركية غير مسبوقة على ورادات 3 من أبرز شركاء الولايات المتحدة التجاريين، وهو ما قد يؤدي إلى اندلاع حرب تجارية تؤثر في جميع الأطراف المعنية.
ينظر للخطوة التي اتخذها الرئيس دونالد ترامب على أنها استفزاز تجاري صيهدد بالتأثير على الاقتصاد العالمي وتعزيز التضخم.
تشمل النقاط الرئيسية المتعلقة بتطبيق الرسوم الجمركية وتأثيرها ما يلي:
1. تطبيق الرسوم الجمركية: تفرض الرسوم الجمركية على المنتجات المستوردة من بلدان معينة، وتُدفع عادةً عند دخول البضائع إلى البلد المستورد.
2. تأثير الرسوم الجمركية على الأسعار: تؤدي الرسوم الجمركية إلى زيادة تكلفة المنتجات المستوردة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار للستهلكين.
3. تأثير الرسوم الجمركية على التجارة الدولية: يمكن أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى تقليل الواردات من البلدان التي تفرض عليها الرسوم، مما قد يؤدي إلى تقليل التجارة الدولية.
4. تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد: يمكن أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى زيادة الإيرادات الحكومية، ولكنها قد تؤدي أيضًا إلى زيادة التضخم وتقليل النمو الاقتصادي.
ما قيمة الواردات التي تستهدفها رسوم ترامب؟
تُعتبر الولايات المتحدة شريكًا تجاريًا رئيسيًا لكندا والمكسيك والصين، الدول الثلاث التي استهدفتها الرسوم الجمركية. ومع ذلك، من المتوقع أن يكون التأثير أكبر على جيران الولايات المتحدة المباشرين، كندا والمكسيك، مقارنة بالصين، التي تعتبر ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
هذا يعني أن التأثير السلبي على الاقتصادات الكندية والمكسيكية قد يكون أكثر حدة بسبب العلاقات التجارية الوثيقة بين هذه الدول والولايات المتحدة.
وفقًا لبيانات وزارة التجارة الأمريكية، بلغ إجمالي قيمة الواردات من كندا والمكسيك والصين خلال الأشهر الـ11 الأولى من عام 2024 أكثر من 1.2 تريليون دولار. هذه القيمة تمثل أكثر من 40% من إجمالي الواردات الأمريكية خلال الفترة نفسها، مما يظهر مدى أهمية هذه الدول الثلاث كشركاء تجاريين للولايات المتحدة.
وفقًا لوكالات الإحصاء في المكسيك وكندا، تعتبر الولايات المتحدة الشريك التجاري الرئيسي لهذين البلدين. حيث تستورد الولايات المتحدة نحو 77% من إجمالي الصادرات المكسيكية، ونحو 84% من إجمالي الصادرات الكندية. هذه النسب الكبيرة تظهر مدى الاعتماد الاقتصادي للمكسيك وكندا على الولايات المتحدة كشريك تجاري رئيسي.
على الرغم من أن الولايات المتحدة تعد شريكًا تجاريًا هامًا للصين، فإن الاعتماد الاقتصادي للصين على السوق الأمريكية يُعتبر أقل نسبيًا. وفقًا لبيانات الجمارك الصينية، تمثل الصادرات إلى الولايات المتحدة حوالي 15% فقط من إجمالي صادرات الصين في عام 2024. هذا يعني أن الصين لديها تنويع أكبر في أسواقها التصديرية، مما يقلل من اعتمادها على السوق الأمريكية.
وفقًا للبيانات التجارية، سجلت الولايات المتحدة عجزًا تجاريًا كبيرًا مع الدول الثلاث (الصين والمكسيك وكندا) خلال الشهور الـ11 الأولى من عام 2024. حيث بلغ العجز التجاري مع الصين أكثر من 270 مليار دولار، ومع المكسيك 157 مليار دولار، ومع كندا 55 مليار دولار. هذه الأرقام الكبيرة تشير إلى أن الولايات المتحدة تستورد كميات كبيرة من السلع من هذه الدول، بينما تستطيع تصدير كميات أقل منها.
ما هو التأثير الواقع على الدول المستهدفة؟
وفقًا لتوقعات "أكسفورد إيكونوميكس"، من المتوقع أن تكون المكسيك هي الدولة الأكثر تضررًا من الرسوم الجمركية المفروضة من قبل الولايات المتحدة، نظرًا لاعتمادها الكبير على التجارة مع الولايات المتحدة. يُتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى زيادة معدل التضخم في المكسيك إلى 6% سنويًا، مقارنة مع 4.2% في ديسمبر/كانون الأول الماضي. كما يُتوقع أن تتراجع عملة المكسيك، البيزو، بنسبة 7%، مع مخاطر محتملة للركود الاقتصادي.
وفقًا لتوقعات كبير خبراء الاقتصاد في "إرنست ويونغ" غريغوري داكو، يمكن أن تؤدي الرسوم الجمركية الأمريكية إلى تراجع بنسبة 2.7% في الناتج المحلي الإجمالي لكندا هذا العام، و4.3% في العام المقبل.
من المتوقع أن يكون التأثير الأكثر وضوحًا للرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد الأمريكي هو زيادة الأسعار. حيث تشمل الرسوم الجمركية مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك السيارات المستوردة من المكسيك، والأفوكادو، والدواجن والبترول من كندا، وهواتف "آيفون" من الصين، وغيرها من المنتجات. هذا سيؤدي إلى زيادة تكلفة هذه المنتجات للمستهلكين الأمريكيين، مما قد يؤثر على القدرة الشرائية ويزيد من التضخم.
مع فرض ضرائب إضافية تتراوح بين 10% و25% على هذه المنتجات، من المتوقع أن يتكبد المستهلكون جزءًا من هذه التكاليف الإضافية، مما سيؤدي إلى زيادة الأسعار التي يدفعونها. هذا يعني أن المستهلكين سيكونون بحاجة إلى دفع المزيد من المال للحصول على نفس المنتجات، مما قد يؤثر على قدرتهم الشرائية ويضيف إلى الضغوط التضخمية.
وفقًا لتوقعات "مؤسسة الضرائب"، من المتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة إلى تراجع بنسبة 0.4% في الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك، تُقدر المؤسسة أن الرسوم الجمركية ستضيف تكاليف سنوية قدرها 830 دولارًا على كل منزل أمريكي هذا العام، مما يؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين الأمريكيين، وفقا لـ"فرانس برس".
وفقًا لتوقعات "إرنست ويونغ"، من المتوقع أن يؤدي فرض الرسوم الجمركية إلى زيادة التضخم الأمريكي بنسبة 0.7% في الربع الأول، قبل أن تتراجع التأثيرات اللاحقة. هذا يعني أن الأسعار قد ترتفع بشكل مؤقت نتيجة للرسوم الجمركية، ولكن هذا التأثير من المتوقع أن يخف تدريجيًا مع مرور الوقت.
ما هو رد الصين وكندا والمكسيك؟
سارعت كندا والمكسيك والصين للرد على إعلان الرئيس دونالد ترامب فرض الرسوم الجمركية.
ردت كندا بسرعة على إعلان الرئيس ترامب فرض الرسوم الجمركية، حيث أعلنت عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على منتجات أمريكية تبلغ قيمتها 155 مليار دولار كندي (106.6 مليار دولار أمريكي). سيتم تطبيق هذه الرسوم بدءًا من الثلاثاء، مما يُظهر ردة فعل كندا السريعة على الإجراءات التجارية الأمريكية.
وأعلنت وزارة التجارة الصينية أن بكين ستتخذ "إجراءات مضادة موازية لحماية حقوقنا ومصالحنا بشكل حازم"، رداً على فرض الرسوم الجمركية الأمريكية. هذا البيان يُظهر أن الصين مستعدة لاتخاذ إجراءات متقابلة لحماية مصالحها الاقتصادية. ومع ذلك، لم يتم تحديد طبيعة هذه الإجراءات المضادة بعد.
أكدت الخارجية الصينية أن لا أحد سيكون الفائز في أي حرب تجارية أو حرب رسوم جمركية. هذا البيان يعكس موقف الصين الذي يرفض الحروب التجارية ويدعو إلى التعاون الاقتصادي والتفاوض السلمي لحل النزاعات التجارية.و يُظهر هذا الموقف أن الصين تحاول الحفاظ على موقفها كشريك تجاري مسؤول ومفتوح للتعاون مع الدول الأخرى.
قدمت كل من الصين والولايات المتحدة شكاوى إلى منظمة التجارة العالمية بشأن النزاع التجاري بينهما. هذا الخطوة تهدف إلى حل النزاع من خلال آليات المنظمة المتخصصة في حل النزاعات التجارية بين الدول الأعضاء. المنظمة سوف تقوم بفحص الشكاوى وتقييم ما إذا كانت الإجراءات التي اتخذتها كل من الصين والولايات المتحدة تتوافق مع القواعد التجارية الدولية.
وأعلنت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم عن فرض رسوم جمركية انتقامية على المنتجات الأمريكية، رداً على تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم استيراد بنسبة 25% على السلع المكسيكية. ولم تقدم شينباوم تفاصيل حول هذه الرسوم، لكن من المتوقع أن تكون جزءًا من رد المكسيك على السياسات التجارية الأمريكية.