مايكل كوهين.. الشاهد الأهم يقلب موازين قضية الممثلة الإباحية
من صداقة وطيدة جمعته بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الشهادة ضده في المحكمة، يتأرجح موقف مايكل كوهين المحامي السابق لترامب.
شهادة كوهين التي أدلى بها في محاكمة ترامب في قضية دفع أموال لإسكات الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز عن علاقة مزعومة جمعتهما، عقدت موقف ترامب بشكل أكبر في القضية.
وأقر كوهين بأنه كذب ومارس عمليات ترهيب نيابة عن الرئيس الأمريكي السابق، لستورمي دانيلز لشراء صمتها بشأن علاقة جنسية معه.
شهادة كوهين جاءت في نهاية أسبوع صعب للساكن السابق للبيت الأبيض أدلت خلاله دانيلز بشهادتها التي تضمّنت تفاصيل بشأن العلاقة التي تقول إنها جمعتها بترامب في العام 2006، عندما التقته على هامش منافسة للغولف في جناح في فندقه، وهو ما ينفيه ترامب الذي يخوض السباق الرئاسي المقبل المقرر في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، أمام الرئيس الحالي جو بايدن.
كوهين الذي كان يعرف بلقب "بيتبول ترامب" كان يعد من أكثر مساعديه إخلاصا، لذلك من المتوقع أنه يعرف عنه الكثير من الأسرار.
وبحسب الادعاء في القضية، فقد تمّ تعويضه المبلغ في العام 2017 على أنّه "رسوم قانونية" في حسابات شركة منظمة ترامب القابضة، وذلك لإخفاء استخدام الأموال للتغطية على العلاقة مع دانيلز، ويلاحق ترامب بتهمة تزوير مستندات محاسبية لإخفاء أثر هذا المبلغ.
وكان كوهين يعدّ من الأكثر إخلاصاً للرئيس السابق، حتّى إنّه لُقّب "بيتبول" ترامب. وفي نهاية الحملة الرئاسية في العام 2016، دفع مبلغ 130 ألف دولار لدانييلز لشراء صمتها بشأن علاقتها مع ترامب.
ماذا قال كوهين؟
وعلى منصة الشهود بدا كوهين متوتراً، ورغم ذلك أجاب عن سؤال المدعي العام بشأن ما إذا كان قد "كذب" و"قام بتخويف" الناس من قبل، قائلا "نعم".
وأضاف كوهين "هذا ما كان يجب القيام به لإنجاز المهام|".
واعترف كوهين بأن ترامب كان على علم بالمدفوعات التي تلقتها العارضة السابقة في مجلّة بلاي بوي الإباحية كارين ماكدوغال، مقابل شراء صمتها.
وأضاف كوهين أن دونالد ترامب طلب منه "التأكّد" من أنّ القصة "لن تنتشر". وتمكّنت هيئة المحلّفين مرة أخرى من الاستماع إلى تسجيل صوتي لمحادثة خاصّة ناقش فيها الرجلان عملية الدفع.
وفي وقت لاحق، اضطرّ كوهين إلى إبلاغ ترامب بأنّ قصة علاقة جنسية أخرى، هذه المرة مع ستورمي دانييلز، من المرجح أن يتمّ الكشف عنها، وذلك خلال نهاية الحملة الرئاسية للعام 2016.
وقال كوهين "كان ترامب غاضباً جداً منّي، وقال لي "اعتقدت أنّ الأمر تحت السيطرة.. تدبّر الأمر".
وأضاف كوهين أنّ ترامب طلب منه شراء حقوق هذه القصة لمدى الحياة وقال له "علينا أن نوقف هذا".
كيف تحول كوهين؟
شهادة كوهين تتناقض مع ما قاله في بداية كشف صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن العلاقة بين ترامب ودانيلز في عام 2018، إذ قال مايكل كوهين في البداية إنّه دفع لنجمة الأفلام الإباحية بمبادرة منه من دون إبلاغ ترامب.
وبعدما لوحِق بموجب القانون، انقلب الرجل الذي كان يفاخر بأنّه مستعدّ "لتلقي رصاصة من أجل دونالد ترامب" ضدّ الأخير، مشيراً إلى أنّه تصرّف بناء على أوامره.
وفي عام 2018، اعترف كوهين بالذنب بتهمة التهرّب الضريبي والإدلاء ببيانات كاذبة أمام الكونغرس الأمريكي وانتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية، فيما يتعلق بشكل مباشر بدفع المبلغ لدانيلز.
ونتيجة اعترافه، أمضى كوهين قرابة 13 شهراً في السجن وعاماً ونصف عام قيد الإقامة الجبرية بعدما حُكم عليه بالسجن 3 سنوات بتهمة الكذب على الكونغرس وارتكاب جرائم مالية.
ومن المرجّح أن تثير شهادته توتراً جديداً، لا سيما أنّ العلاقة تتسم بكراهية شديدة بين ترامب وكوهين.