ترامب في بريطانيا.. 5 أسئلة حول الزيارة المرتقبة

يصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى بريطانيا مساء اليوم ليبدأ غدا زيارة دولة مرتقبة.
جدول أعمال حافل بانتظار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المملكة المتحدة حيث يلتقي غدا الأربعاء مع الملك تشارلز الثالث وأفراد العائلة المالكة في قلعة وندسور، قبل أن ينتقل الخميس إلى لقاء سياسي مهم مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
وبين حفاوة الاستقبال المتوقعة والقضايا الشائكة التي قد تهيمن على المناقشات طرح موقع "ذا هيل" الأمريكي 5 أسئلة سياسية حول زيارة ترامب.
1- هل يمكن إقناع ترامب بتشديد موقفه من بوتين؟
أحد أبرز محاور الزيارة يتعلق بالحرب في أوكرانيا بعدما تلاشت فكرة عقد اجتماع ثلاثي بين ترامب والرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلوديمير زيلينسكي.
وبدلا من جهود السلام، صعدت روسيا هجماتها على أوكرانيا وانتهكت مسيراتها المجال الجوي لبولندا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في حادث قلل ترامب من أهميته في حين وصفته بريطانيا أنه "انتهاك غير مسبوق"، وأعلنت مشاركة طائراتها في الدفاع عن الأجواء البولندية.
هذا التباين يوضح الفجوة بين الموقف الأوروبي الأكثر صرامة وموقف ترامب المتساهل نوعا ما لذا فهناك حالة من الترقب الآن حول ما إذا كان ستارمر سينجح في دفع ترامب إلى تبني لهجة أكثر حدة تجاه موسكو، حتى لو كانت مجرد مواقف علنية.
2- هل تؤثر فضيحة إبستين على الزيارة؟
يلاحق شبح رجل الأعمال الراحل جيفري إبستين ترامب من جديد، بعد نشر صور من ألبوم عيد الميلاد الخمسين للرجل الذي يواجه اتهامات بانتهاكات جنسية وتضمن الألبوم رسائل وتوقيعات مثيرة للجدل، نُسبت إحداها إلى ترامب الذي نفى الأمر تماما.
لكن لمشكلة الكبرى في بريطانيا بعدما أُجبر سفيرها السابق لدى الولايات المتحدة، بيتر ماندلسون، على الاستقالة كرد فعل على الكشف عن علاقته بإبستين عبر رسائل دعم حتى بعد إدانته.
ولم ينتهِ الجدل بعد استقالة ماندلسون إنما ازدادت الضغوط على ستارمر الذي عيّنه سفيرًا في واشنطن رغم تاريخه المثير للجدل في السياسة البريطانية وسيعقد البرلمان البريطاني جلسة طارئة لمناقشة القضية.
وبشكل شبه مؤكد ستهيمن الأسئلة حول هذه القضية على المؤتمر الصحفي المرتقب بين ترامب وستارمر مما يعني أن الفضيحة قد تلقي بظلالها على الزيارة.
3- هل يعلّق ترامب على احتجاجات اليمين الأخيرة في بريطانيا؟
ترتبط الحركات الشعبوية اليمينية في بريطانيا فكريًا بشعارات ترامب منذ خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي (بريكست) عام 2016 وفوز الرئيس الأمريكي بولايته الأولى بعدها بأشهر قليلة.
وفي هذا الإطار، يبرز اسم نايجل فاراج زعيم حزب الإصلاح في المملكة المتحدة كحليف دائم لترامب.
ومؤخرا، شهدت العاصمة البريطانية لندن احتجاجات ضخمة قادها الناشط اليميني المتشدد تومي روبنسون، شارك فيها أكثر من 100 ألف شخص، وأسفرت عن إصابة 26 شرطيًا.
وألقى الملياردير الأمريكي إيلون ماسك كلمة عبر الفيديو، حذر فيها البريطانيين قائلاً "العنف قادم إليكم.. إما أن تقاوموا أو تموتوا" وهي التصريحات التي أدانها مكتب ستارمر بوصفها "لغة خطيرة وتحريضية".
والسؤال الآن، هل سيدعم ترامب هذه الأصوات اليمينية علنًا خلال زيارته؟، خاصة أن مثل هذه المواقف قد تُحرج الحكومة البريطانية وتزيد من التوترات الداخلية.
4- ما هو مصير ملفات التجارة والاقتصاد؟
من المنتظر أن تتضمن الزيارة أخبارًا إيجابية على صعيد الاقتصاد فقد أعلنت بريطانيا بالفعل عن استثمارات أمريكية تتجاوز مليار دولار من شركات كبرى مثل "بنك أوف أمريكا" و"بايبال"، مما يوفر نحو 1800 وظيفة.
ومن المتوقع أيضا توقيع اتفاق تقني جديد بحضور شخصيات بارزة من عالم الأعمال، إلى جانب اتفاق ثالث لتسريع التعاون في مجال الطاقة النووية.
ومع ذلك، يظل ملف الرسوم الجمركية عقبة محتملة؛ فواشنطن لا تزال تفرض تعريفة 25% على الصلب البريطاني، الأمر الذي قد يعكر صفو الأجواء الإيجابية في بقية الصفقات لكن ترامب و ستارمر يسعيان إلى استثمار الزيارة لتعزيز العلاقات الاقتصادية.
5- كيف ستكون أجواء لقاء ترامب والملك تشارلز؟
يركز الشق البروتوكولي للزيارة على لقاء ترامب بالملك تشارلز الثالث فالرئيس الأمريكي معروف بإعجابه الكبير بالأسرة الملكية البريطانية، وخاصة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.
ومن المتوقع أن يستمتع ترامب بالطقوس الفخمة في وندسور، بما في ذلك العشاء الرسمي الكبير لكن العلاقة مع تشارلز قد تكون أكثر تعقيدًا، نظرًا لاختلاف شخصياتهما بين رئيس براغماتي مثير للجدل وملك مهتم بالقضايا البيئية والاجتماعية ويتسم بالتحفظ.
وسيولي الإعلام البريطاني اهتمامًا بالغًا باللقاء وبأي لحظة توتر أو برود في التفاعل بين الرجلين.