ترامب يعلن خطة عودة الاقتصاد الأمريكي مع "تطاير" أموال التحفيز
أموال برنامج التحفيز الأمريكي تهدف إلى تخفيف حدة تداعيات تفشي وباء كورونا، وتمكين أصحاب العمل من الاحتفاظ بالعمال لديهم
يبدو أن إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على اتخاذ قرار بضرورة عودة فتح الاقتصاد الأمريكي أصبح مرتبطا بأموال برنامج التحفيز الأمريكي لمواجهة كورونا التي باتت على وشك النفاد.
وتهدف أموال برنامج التحفيز الأمريكي إلى تخفيف حدة تداعيات تفشي وباء كورونا، وتمكين أصحاب العمل من الاحتفاظ بالعمال لديهم.
وأظهرت بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، مساء الأربعاء، أن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) حصد خلال 24 ساعة أرواح 2569 شخصا في الولايات المتّحدة، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للوفيات الناجمة عن الوباء إلى 28326 وفاة، وتخطى عدد المصابين نحو 637 ألف مصاب، في الوقت الذي خضع فيه نحو 3.2 مليون شخص تقريبا في هذا البلد حتى اليوم لفحص كورونا المخبري.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية، فإن السيناتور ماركو روبيو، الذي يرأس اللجنة التي قامت بصياغة البرنامج، حذر من أن المساعدات "ستتوقف الليلة".
وقد حظي برنامج القروض الذي بلغت قيمته 350 مليار دولار بإقبال كبير، ما دفع الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى الإسراع من أجل الحصول على نصيبها منه. وقال روبيو عبر موقع "تويتر" إنه تمت الموافقة على أكثر من 300 مليار دولار بالفعل.
وبموجب البرنامج، يتم الإعفاء من سداد القروض إذا تم استخدامها في دفع رواتب العمال وبعض التكاليف العامة.
فتح الاقتصاد الأمريكي
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سوف يكشف النقاب عن الخطوط التوجيهية لخطوات إعادة فتح الاقتصاد الأمريكي، والعودة به إلى طبيعته.
وأشار ترامب إلى بيانات أظهرت أن الجهود المكثفة لتخفيف حدة تداعيات تفشي وباء كورونا تؤتي ثمارها، وشدد على الحاجة إلى التزام اليقظة.
وقال ترامب إنه سوف يعلن عن هذه التوجهات بعدما يتحدث مع حكام الولايات اليوم الخميس.
وأضاف ترامب: "(الخميس) سيكون يوما مشهودا"، مشيرا إلى أن بعض الولايات الأمريكية قد تفتح قبل الأول من مايو/أيار المقبل، وهو الموعد الذي كان حدده سلفا، بحسب تطورات تفشي فيروس كورونا بكل ولاية، وأضاف: "سيكون هذا وقتا مثيرا بالفعل".
وبحسب بلومبرج، فإن ترامب يواجه صعوبات أكبر مما كان يتوقع في البداية من أجل تشكيل قوة العمل التي ستتولى وضع خطة إعادة تشغيل الاقتصاد، حيث كان يقول إنه يستطيع تشكيل مجلس يضم أطباء ورجال أعمال "عظماء للغاية" لتقديم المشورة له.
وأجرى ترامب سلسلة من الاتصالات الهاتفية، الأربعاء، مع أكثر من 200 شخصية من مختلف قطاعات الاقتصاد الأمريكي لتشكيل قوة عمل للمساعدة في إنعاش الاقتصاد وإعادة تشغيله.
وأشارت وكالة بلومبرج إلى أنه مع ظهور مؤشرات على وصول تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد-19) في الولايات المتحدة إلى ذروته، يطلب الرئيس ترامب رأي قادة الشركات الأمريكية بشأن كيفية استئناف نشاط الاقتصاد والمجتمع الأمريكي جزئيا.
وذكرت بلومبرج أن قائمة اتصالات ترامب تضمنت تيم كوك رئيس شركة أبل للإلكترونيات ودوج ماكميلون رئيس سلسلة متاجر وول مارت وجامي ديمون رئيس بنك الاستثمار الأمريكي جيه.بي مورجان تشيس.
انكماش حاد
وكان الاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي الأمريكي" قد أعلن، أمس الأربعاء، أن الاقتصاد الأمريكي سجل "انكماشا حادا" في جميع أنحاء البلاد، وسط حالة الإغلاق نتيجة تفشي وباء كورونا المستجد "كوفيد-19".
وقال المركزي الأمريكي إن الشركات في جميع القطاعات أبلغت عن توقعات غير مستقرة مطلقا، وتوقعت معظمها أن تسوء الأوضاع خلال الأشهر المقبلة.
وأظهر تقرير البنك مؤشرات مبكرة على تدهور كبير في قطاعات الاقتصاد الأمريكي، بعد أن أُجبرت المصانع والمتاجر والمطاعم في جميع أنحاء البلاد على إغلاق أبوابها.
وأظهرت تقارير الحكومة أن 17 مليون موظف خسروا وظائفهم خلال 3 أسابيع حتى 4 أبريل/نيسان.
وقال البنك إن "التوقعات قصيرة الأمد تشير إلى مزيد من فقدان الوظائف خلال الأشهر المقبلة".
وأضاف التقرير أن القطاعات الأكثر تضررا بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي والإغلاق الإجباري هي قطاعات الترفيه والضيافة وتجارة التجزئة باستثناء السلع الأساسية.
وسجلت كذلك انخفاضات في التصنيع، وعلى الرغم من أن منتجات الأغذية والأدوية شهدت طلباً قوياً فإنها عانت من تأخيرات في الإنتاج بسبب إجراءات منع انتشار الوباء وعرقلة سلاسل الإمداد.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز