انتقادات ترامب لبوتين.. هل ينقلب المشهد الأمريكي-الروسي؟

دفعت انتقادات الرئيس دونالد ترامب، للقصف الروسي المكثف على مدن أوكرانية، بعض المراقبين إلى التساؤل عما إذا كانت إدارته أمام نقطة تحول مع موسكو.
وكتب ترامب منشورات على منصة "تروث سوشيال"، استخدم فيها لغة غير مسبوقة في حق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصف فيها الأخير بأنه "قد جُنّ تمامًا!"، مشيرًا إلى اعتقاده القديم بأن بوتين يطمح للسيطرة على أوكرانيا بأكملها وليس جزءًا منها فقط.
وحذر من أن هذا الطموح قد يؤدي إلى "سقوط روسيا".
يأتي هذا التطور بعد أسابيع من الإحباط بشأن تلكؤ الكرملين في التوصل لاتفاق، حيث بات واضحًا حتى للمقربين من ترامب الراغبين في إنهاء الدعم لأوكرانيا، أن بوتين لا يُبدي اهتمامًا حقيقيًا بالنهج التفاوضي الذي تبناه الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب، وفقا لموقع المجلس الأطلسي.
ورغم حدة الانتقادات، لم تترجم كلمات ترامب إلى إجراءات ملموسة. فقبل أيام فقط من تصريحاته، وبعد مكالمة هاتفية مطولة مع بوتين رفض خلالها الأخير شروط الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار، أشاد ترامب باستمرار الكرملين في دعوته للمحادثات المباشرة مع أوكرانيا.
هذا التناقض بين الانتقاد العلني والموقف العملي قد يكون شجع بوتين على المضي قدمًا في تصعيد القصف الجوي على أوكرانيا، على حد قول المصدر ذاته.
ويبدو أن بوتين يثق في قراءته لترامب، التي تشبه قراءته لقادة غربيين سابقين منذ حرب جورجيا 2008، إذ يرى أنه غير مستعد لاتخاذ خطوات قوية وحاسمة للدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا.
تأرجح الموقف وانتقادات داخلية
لطالما اتسم موقف ترامب خلال الأشهر الثلاثة الماضية بالتأرجح. فكان لافتًا للنظر أنه تعامل بقسوة أكبر مع تحفظات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المفهومة في ظل تذبذب الموقف الأمريكي، مقارنةً مع تعامله مع العرقلة الروسية الفعلية لأهداف بلاده.
هذا النهج تعرض لانتقادات حادة حتى من حلفاء تقليديين مثل صحيفتي "نيويورك بوست" و"وول ستريت جورنال"، بالإضافة إلى بعض الجمهوريين في الكونغرس.
وفي تصريحات علنية، دعا النائب الجمهوري دون بيكون، والسيناتور تشاك غراسلي، ترامب إلى اتخاذ إجراءات أكثر حسماً ضد روسيا.
ويبرز الآن زخم متزايد في الكونغرس لدفع مشروع قانون "معاقبة روسيا لعام 2025"، الذي قدمه السيناتوران الجمهوري ليندسي غراهام، والديمقراطي ريتشارد بلومنثال، وحظي برعاية 81 سيناتورًا.
وتشير معلومات إلى أن إدارة ترامب، التي رأت سابقًا في تقديم مشروع القانون في أبريل/نيسان وسيلة للضغط غير المباشر على الكرملين دون الرغبة في إقراره فورًا، قد تسمح الآن لأعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين بالتصويت وفقًا لضمائرهم، على حد قول المصدر ذاته.
هذا التحول، وإن لم يكن مؤكدًا، يشير إلى أن التصعيد الروسي الأخير، الذي وصل حد انتقاده من قبل نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، قد يدفع أخيرًا إلى إجراءات أمريكية أكثر قوة.
وخلص التقرير إلى أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه اللغة المتشددة ستتحول إلى سياسات فعلية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز