«رجل الصفقات» في مأزق.. العقبات تحاصر وعود ترامب

10 أسابيع ليست فترة طويلة في السياسة الخارجية، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو من وعد بصفقات فورية.
وتواجه جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعقد الصفقات عقبات جديدة طغت على التفاؤل المبكر وذلك في ظل انتهاك اتفاقيات وقف إطلاق النار وغضب الحلفاء، وتراجع الصبر في الداخل والخارج الأمر الذي يعرض مصداقيته فيما يتعلق بـ"فن إبرام الصفقات" للخطر.
وأعادت خطط ترامب لفرض رسوم جمركية شاملة تعريف علاقة الولايات المتحدة بالعالم وستبلغ الخطط ذروتها غدا الأربعاء أو ما يُسميه "يوم التحرير" وذلك وفقا لما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وأشار الموقع إلى سعي قادة العالم إلى إبرام صفقات في اللحظة الأخيرة لتجنب الرسوم الجمركية، في حين يُعربون عن أسفهم لعدم توضيح ترامب ما الذي يمكنهم فعله لإرضائه، لذا فهم يتوعدون بالرد، الأمر الذي يمهد الطريق لحرب تجارية عالمية واسعة النطاق قد تُغرق الولايات المتحدة ودولًا أخرى في ركود اقتصادي.
ولم يمضِ على ترامب سوى 70 يومًا في ولايته الثانية في البيت الأبيض وقد حقق انتصارات مبكرة في إقناع دول أمريكا اللاتينية بالتعاون بشأن رحلات ترحيل المهاجرين، بما في ذلك صفقة سجن بارزة مع السلفادور.
ولا يزال بإمكان ترامب إبرام اتفاقيات سلام بشأن أوكرانيا وغزة، أو الحصول على تنازلات تجارية كبيرة من الصين أو الاتحاد الأوروبي.
وقالت ليز هيوستن، مساعدة المتحدثة باسم البيت الأبيض "الرئيس ترامب بارع في عقد الصفقات، وفي شهرين فقط، حقق تقدمًا أكبر مما حققه سلفه جو بايدن في سنوات".
وأضافت "منذ عودة الرئيس ترامب إلى منصبه، توافد القادة الأجانب على البيت الأبيض، معلنين عن استثمارات تاريخية، ومستعيدين هيمنة أمريكا على الساحة العالمية".
ومع ذلك تواجه طموحات ترامب في إبرام صفقات دولية كبيرة عقبات مبكرة على 5 جبهات على الأقل ففي أوكرانيا، ركز ترامب خلال حملته الانتخابية على التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال في غضون 24 ساعة لكنه يزعم الآن أن هذا الوعد كان "ساخرًا بعض الشيء".
ونجح ترامب في جمع روسيا وأوكرانيا على طاولة المفاوضات، والاتفاق على وقف قصف البنية التحتية للطاقة لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكك في إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام قريبا وهو ما أثار غضب الرئيس الأمريكي الذي هدد بفرض رسوم جمركية إضافية على النفط إذا استمرت موسكو في عرقلة وقف إطلاق نار كامل.
كما أطلق ترامب تحذيرًا لأوكرانيا، بعدما اشتكى الرئيس فولوديمير زيلينسكي من أن صفقة المعادن التي تفاوضت عليها كييف مع الولايات المتحدة "تتغير باستمرار".
وفيما يتعلق بغزة، ساعد ترامب في تحقيق تقدم كبير حتى قبل توليه منصبه عندما عمل فريقه مع إدارة بايدن المنتهية ولايتها لتأمين وقف إطلاق النار الذي انتهكته إسرائيل مع العودة للقتال الشهر الماضي كما أعلنت أمس الإثنين أنها ستوسع بشكل كبير عمليتها البرية المتجددة في غزة.
ولا يسعى ترامب بنشاط إلى تنفيذ اقتراحه الخاص بتهجير سكان غزة لبناء "ريفييرا" جديدة لكنه يركز بدلًا من ذلك، على استئناف المحادثات لاستعادة وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن الـ 59 المتبقين.
وبالنسبة لإيران، أصدر ترامب إنذارًا نهائيًا يطالب طهران بالموافقة على اتفاق نووي جديد خلال شهرين وإلا ستواجه ضربات عسكرية محتملة وهو ما أدى إلى مزيد من التهديدات من كلا الجانبين.
ورفض القادة الإيرانيون فكرة المفاوضات المباشرة مع إدارة ترامب، لكنهم تركوا الباب مفتوحًا أمام إجراء محادثات غير مباشرة وأمس الأول، قال ترامب لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية "إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق، فسيكون هناك قصف".
أما فيما يتعلق بغرينلاند، لا يزال ترامب مصرا على أن الولايات المتحدة "بحاجة" إلى استعادة الإقليم الدنماركي المتمتع بالحكم الذاتي، ربما بالقوة العسكرية.
وطرح نائب الرئيس جي دي فانس أحد المسارات للتوصل إلى اتفاق الأسبوع الماضي يقوم على تصويت الجزيرة لصالح الاستقلال عن الدنمارك، ثم توقيع اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة.
من جانبه، أعلن رئيس وزراء غرينلاند الجديد عن ائتلاف جديد الأسبوع الماضي، للتوحد في مواجهة الضغوط الأمريكية.
وأخيرا بالنسبة للرسوم الجمركية، فمن غير الواضح ما إذا كان ترامب يستخدمها بالفعل كوسيلة ضغط لعقد الصفقات أم أنه يُريد بقاء الرسوم على المدى الطويل.
وأعلنت الشركات الكبرى عن استثمارات بمليارات الدولارات في الولايات المتحدة في محاولةٍ لاستباق الرسوم الجمركية وكسب ود ترامب وهذا دليلٌ واضحٌ على تفاؤل الجمهوريين باستراتيجيته التجارية في المقابل، بدأت الدول التي لا تعرف كيف تحمي نفسها من غضب ترامب في البحث عن بدائل أخرى.
aXA6IDE4LjIyMi4xMTIuMTE2IA== جزيرة ام اند امز