«الضباب» وترامب.. ظلال الداخل والخارج تخيم على انتخابات إيرلندا
انتخابات يصعب التنبؤ بنتيجتها تستعد لها إيرلندا في اقتراع يخيم عليه أيضا ظل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
ويتوجه الناخبون في إيرلندا إلى صناديق الاقتراع في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، للتصويت في انتخابات عامة تشهد ظهور عدد كبير من المستقلين بينهم مرشحين من تيار أقصى اليمين الذين يقلدون خطاب ترامب، وذلك وفق مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وإذا اختار الناخبون إعادة حزبي الحكومة الدائمين "فاين جايل" و"فيانا فايل" إلى السلطة، فسيخالف ذلك الاتجاه العالمي السائد هذا العام والمتمثل في معاقبة الأحزاب القائمة بسبب ارتفاع الأسعار وارتفاع معدلات الهجرة إلى مستويات غير مسبوقة.
وحتى الآن، تظهر استطلاعات الرأي أن حزب "فاين جايل" بزعامة رئيس الوزراء سيمون هاريس، وحزب "فيانا فايل" بزعامة وزير الخارجية مايكل مارتن في طريقهما إلى تجديد شراكتهما لإقامة ائتلاف حاكم جديد، وسيكون بقاؤهما في السلطة على حساب حزب "شين فين" المعارض.
لكن العامل الجديد الأكبر والأكثر صعوبة في مسار الحملة الانتخابية هو صعود الأحزاب الصغيرة المتشددة و"المستقلين"، حيث يستوحى الكثير منهم نهج ترامب في ظل مساعيهم إلى ملء الفراغ في اليمين السياسي.
وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن المستقلين، الذين حصلوا على 21% من الدعم ويتزايدون، قادرون على المنافسة مع حزب فاين جايل الذي حصل على 23% وحزب فيانا فايل الذي حصل على 20% في حين حصل حزب شين فين على 18%.
وفي نظام معقد ينتخب الإيرلنديون ما بين 3 و5 مشرعين لكل دائرة انتخابية، ويشجع النظام الانتخابي الناخبين على تقييم كل مرشح على ورقة الاقتراع حسب الأفضلية، وهو ما يجعل من الصعب التنبؤ بدقة بمن سيفوز بالمقعد الأخير المتاح في العديد من الدوائر الانتخابية.
وبفضل عددهم القياسي، قد يتمكن المستقلون في السباق من تحقيق توازن للقوى في مجلس النواب الإيرلندي.
ووفقا للبيانات، فإن أكثر من ثلث المرشحين البالغ عددهم 685 مرشحًا هم مستقلون أو منتمون إلى أحزاب جديدة مثل إيرلندا المستقلة والمحافظة التي تركز على المزارعين والتحالف الوطني من تيار أقصى اليمين.
محاكاة ترامب
على عكس الأحزاب السياسية السائدة، فإن الأصوات الإيرلندية الأكثر تطرفًا معجبة بالرئيس الأمريكي المنتخب ترامب وتسعى إلى محاكاته، وتصفق لإعادة انتخابه وتعلن أنها تريد "جعل إيرلندا عظيمة مرة أخرى".
ومن بين هؤلاء "النازيون الجدد" والوافدون الجدد على الحياة السياسية الذين لا يملكون خبرة كافية.
لكنهم يستلهمون قدرة ترامب على حشد الناخبين الساخطين وتصوير السياسيين المحترفين على أنهم أعداء الشعب والذين اختاروا موقع "إكس" الذي يملكه إيلون ماسك باعتباره المنصة المفضلة للتواصل.
وبالنسبة لحزب فاين غيل وفيانا فايل، يظل التركيز الأساسي على التنافس مع بعضهما البعض على المركز الأول وإبقاء شين فين الذي خاض عاما صعبا في المركز الثالث.
ولا يبدو أن أيًا من الأحزاب الثلاثة الرائدة حريص على مواجهة منتقديه المتطرفين - وبدلاً من ذلك تناوبوا على تشديد سياسات الهجرة الخاصة بهم في محاولة لتجنب الهجمات.
aXA6IDE4LjExOC4xMjYuNDQg
جزيرة ام اند امز