"تسونامي كورونا" يجتاح أوروبا.. وانهيار المستشفيات "وشيك"
أوروبا سجلت حتى الآن أكثر من خمسة ملايين إصابة ومئتي ألف وفاة، وما زالت أعداد المصابين تزداد بشكل حاد منذ نهاية سبتمبر/أيلول.
تتعرض أنظمة المستشفيات في القارة الأوروبية لخطر الانهيار تحت وطأة تزايد أعداد المصابين بـ"كوفيد-19" مما وضع القارة مجددا في أتون الجائحة العالمية.
وبعد أن عادت حالات الإصابة للزيادة المطردة، رغم السيطرة عليها إلى حد كبير بعمليات عزل عام غير مسبوقة في مارس/آذار وأبريل/نيسان، عبرت سلطات الدول الأوروبية من بولندا شرقا وحتى البرتغال غربا عن قلقها المتنامي من الأزمة الطاحنة التي تواجه البنية التحتية الصحية.
تسونامي كورونا
وبعد أن وصف وزير الصحة البلجيكي موجة الإصابات الحالية بأنها أشبه ما تكون "بتسونامي"، قررت بروكسل تأجيل كل العمليات الجراحية والتدخل الطبي غير الضروري.
ويبدو أن دولا أخرى تتجه لاتخاذ إجراءات مماثلة وخاصة تلك التي تتزايد فيها الحالات بسرعة.
ومما زاد من تعقيد المشكلة، أن الجائحة تسببت فيما يبدو في إرهاق العاملين في المجال الطبي كما قضت آثارها الاقتصادية المرعبة على التأييد الشعبي لإجراءات العزل العام التي فرضت هذا العام لتخفيف الضغوط الهائلة على الخدمات الصحية.
أكثر من خمسة ملايين إصابة
ووفقا لبيانات المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها فقد سجلت أوروبا حتى الآن أكثر من خمسة ملايين إصابة ومئتي ألف وفاة، وما زالت أعداد المصابين تزداد بشكل حاد منذ نهاية سبتمبر/أيلول.
ولدى دول القارة الأوروبية بعض أفضل الخدمات الصحية في العالم، ويقول أطباء إن الخبرة التي اكتسبوها على مدى نحو عام في مكافحة المرض زادت جاهزيتهم لعلاج مرضى كورونا.
لكن الطاقة الاستيعابية للمستشفيات في التعامل مع مرضى "كوفيد-19" إضافة لمرضى السرطان والقلب والحالات الصحية الخطرة الأخرى بلغت الحدود القصوى.
ومع زيادة عدد الحالات التي تتطلب الدخول للمستشفيات لعلاجها من كورونا، ينصب الاهتمام على وحدات الرعاية المركزة التي تحملت في الموجة الأولى من الجائحة ما يفوق طاقتها.
ويقول المركز الأوروبي إن نحو 19% من مرضى "كوفيد-19" يحتاجون لنقلهم إلى المستشفى ومنهم نحو 8% قد يحتاجون للعناية المركزة لكن تلك النسب تتفاوت بشدة في أنحاء القارة وداخل كل دولة.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTIuMTA5IA== جزيرة ام اند امز