الوضع في تركيا وإيران يسير نحو الأسوأ في عدة مجالات سواء كانت أمنية أو اقتصادية أو سياسية في ظل الحكم الديكتاتوري.
من المعروف أن الوضع في تركيا وإيران يسير نحو الأسوأ في عدة مجالات سواء كانت أمنية أو اقتصادية أو سياسية في ظل الحكم الديكتاتوري والعدواني والسياسات الطائشة والهمجية والغوغائية، وهو ما يؤكد أن التمترس خلف الشعارات الإسلاموية والشعبوية والطائفية لا يمكن أن يرفع أسهم دولة أو سعر عملة أو أن يجعل من دولة تعيش السلام والأمان والاستقرار دون أن تحترم الإنسان وتقدر الجيران، وهي المشكلة التي لا يدركها النظامان وأتباعهما أو لا يريدون الاعتراف بها.
هاتان الدولتان حاليا تشهدان انهيارا تاريخيا وانخفاضا قاسيا للاقتصاد حتى قبل حدوث جائحة كورونا العالمية المدمرة للكثير من اقتصادات دول كبرى وعالمية، فما بالكم بدول اقتصادها هش ومنهار ومترهل حتى قبل الجائحة نتيجة العقوبات الأمريكية على إيران وانهيار العملة التركية أمام العملات الأجنبية؟ فمنذ عام 2016 واقتصاد تركيا يعاني وصنف كخامس أسوأ اقتصاد على مستوى العالم بالنسبة للتضخم والبطالة رغم تداعي الإخوان والحكومة القطرية ومحاولتهم اليائسة للمحافظة على اتزانه، وهو ما ينذر بأن تسونامي شعبيا قادما قد يجتاح نظام الملالي وحزب العدالة والتنمية من السلطة وأن أمواج تسونامي العاتية لن تكون كما كانت سابقا، لا سيما أنهم فضلوا مصالحهم الخاصة على حساب الشعبين المكلومين، وفِي عدم قدرة نظام الحمدين على تقديم المعونات الكافية هذه المرة بعد هذه الجائحة.
هاتان الدولتان حاليا تشهدان انهيارا تاريخيا وانخفاضا قاسيا للاقتصاد حتى قبل حدوث جائحة كورونا العالمية المدمرة للكثير من اقتصادات دول كبرى وعالمية فما بالكم بدول اقتصادها هش ومنهار ومترهل حتى قبل الجائحة؟
ما سبق يؤكد أن الوضع المالي لتركيا وإيران كان ضعيفا قبل كورونا، وإذا ما أضيفت إلى ذلك الديون الخارجية المتعثرة والأزمة التي سببتها الجائحة، بالإضافة إلى سنوات من سوء إدارة الرئيس رجب طيب أردوغان في السياسة والاقتصاد الذي يفضل حماية سمعته لا شعبه، ونظام طائفي يفضل تصدير الثورة على شعبه فهذا يعني أنهما مقبلان على كارثة لن تجدي معها محاولات الإنعاش والإصلاحات المؤقتة مهما كانت مؤثرة والتي تعزز القبضة على السلطة، فإنها تُعد ضئيلة مقارنة بحجم الأزمة ومقدار التذكر الشعبي، في ظل تراجع القطاع السياحي وتنامي الصراعات والانقسامات داخل حزب أردوغان وفي ظل الثورات المتتالية لإقصاء نظام الملالي من السلطة، وفي ظل اجتياح فيروس كورونا وتزايد حالات الإصابة للمواطنين وتراجع وتيرة نمو الناتج الصناعي والتجاري وتزايد البطالة والدخل لن يشهد زيادة، ما يعرض الكثير من المواطنين والشركات للإفلاس، وهو ما سيترك آثارا مدمرة يصعب على البلدين احتواؤها.
ففي الوقت الذي تواجه فيه تركيا وإيران وبقية دول العالم تحديا غير مسبوق فإن أردوغان وخامنئي لا يزالان يرتكبان الأخطاء تلو الأخطاء بطريقة ساذجة لاستغلال الأزمة وليس وضع الحلول الناجعة، والحقيقة أنه ما لم يتوقفا عن الاستمرار في هذا النهج وتكرار الأخطاء السابقة فإن السيناريو المتوقع هو تسونامي عارم سيجتاح النظامين لا محالة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة