"العين" ترصد "قلق" الأمريكيين في "ثلاثاء الحسم"
حملة كلينتون تتوقع تجاوزات.. ومخاوف من أعمال عنف
بوابة "العين" الإخبارية ترصد حالة الترقب المسيطرة على الشارع الأمريكي في ثلاثاء الحسم المنتظر منذ 18 شهرا تقريبا
حالة الترقب باتت هي المسيطرة على الشارع الأمريكي في ثلاثاء الحسم المنتظر منذ 18 شهرا تقريبا، وقتما بدأت الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة الأمريكية، وقبل أقل ورصدت بوابة "العين" الإخبارية هذه الحالة في عدد من الولايات الأمريكية.
يقول أحد منظمي حملة هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية، إن أكثر ما سيركز عليه، الثلاثاء، هو مراقبة ما يجري داخل اللجان الانتخابية، موضحا أنه لا يتوقع حدوث تجاوزات كثيرة إلا أنها ستحدث بالتأكيد، على حد قوله.
وأضاف المنظم، ويبلغ من العمر 29 عاما - رفض ذكر اسمه- أنه سبق وتطوع لصالح حملة الرئيس باراك أوباما وكان أبرز الانتهاكات هو محاولة مؤيدي المرشح المنافس لتكرار عملية التصويت في أكثر من مركز اقتراع.
وأكد أن عملية التصويت في الولايات المتحدة تتم عبر تبعية الناخب لمركز اقتراع محدد، إلا أن التجاوزات قد تقع في التلاعب بالهويات أو البطاقات الشخصية للناخبين، قائلا: "هذا أمر معروف ويمكن كشفه بسهولة، بالإضافة إلى أنه لا يقع كثيرا"، واستكمل حديثه بالقول: "نحن مستعدون لكل شيء، وليست لدينا مخاوف".
وعلى المستوى الشعبي، يقول سايمون ريد، 40 عاما، إنه غير مهتم بمن يفوز في هذه الانتخابات، إلا أنه مهتم بأمريكا ما بعد 8 نوفمبر، موضحا: "القلق الذي ينتابني عندما أفكر في هذه الانتخابات، هو على ماذا سنستيقظ يوم التاسع من نوفمبر".
وأضاف ريد الذي يعمل بائعا في أحد محال ضواحي ولاية نيوجيرسي، إنه كأمريكي أسود يخشى حدوث بعض الاشتباكات عشية الاحتفالات بنصر أحد المرشحين، قائلا: "لا أعتقد أن الوضع سيسوء كثيرا، ولكننا لا نريد حدوث أي مشكلة من أي نوع".
وعلى الرغم من ظهور مؤشرات ميل الأمريكيين السود للتصويت لصالح هيلاري كلينتون، إلا أنه أشار إلى أحد موزعي مطبوعات الدعاية الانتخابية لمرشحي مجلس النواب المنتشرين في الشارع، قائلا: "أعتقد أنني مهتم أكثر بانتخاب عضو يمثلني في مجلس النواب، أكثر من اهتمامي بترشيح أحد للرئاسة".
بينما قالت تينا ريتش، 18 عاما، إنها ترى أن المرشحين الاثنين كليهما لا يصلحان للرئاسة، ولا يجب أن يكون أحدهما رئيسا للولايات المتحدة، قائلة: "ترامب متحرس بالنساء، وكلينتون لها تاريخ سيء منذ كانت وزيرة للخارجية".
وعلى الرغم من أن نيويورك تعتبر إحدى الولايات محسومة النتائج لصالح كلينتون، إلا أن تينا أكدت أن ذلك لا يعني أن هناك معارضين لها أيضا، لافتة إلى أنها قلقة بعض الشيء عما يمكن أن يحدث بعد الانتخابات، وأضافت: "لن أشارك في هذه الانتخابات مثل الكثيرين من شباب نيويورك، نحتاج لمرشح مقتنع ما يقوله بالفعل".
عن المرشح الذي تتمنى أن تراه في المستقبل، قالت: "لا أعرف من يمكنه أن ينفذ شعار لنجعل أمريكا أفضل ثانية على أرض الواقع، ترامب لن يفعل ذلك مطلقا".
وتقول نورهان عصام، 24 عاما، وهي مصرية أمريكية تعيش في ولاية فرجينيا، إنها قررت مقاطعة هذه الانتخابات، موضحة أن كلا المرشحين لا يعبران عن طموحاتها في الانتخابات الرئاسية.
وأضافت نورهان أنها تتناقش مع زملائها في العمل حول هذه الانتخابات المثيرة للجدول على حد قولها، متابعة: "بعض زملائي يريدون انتخاب ترامب لاعتقادهم بأنه يمكن السيطرة عليه، إلا أن كلينتون بالنسبة لهم سبب في ورطة أمريكا في حروب بالشرق الأوسط".
وعلى الرغم من اعتذار كلينتون المتكرر لموافقتها على غزو العراق، إلا أن زملاء نورهان لا يزالون يعتقدون بأن يديها ملطخة بالدماء، على حد وصفها، قائلة: "في كل الأحوال سواء فازت هي أو هو، فإن فكرة الناس عن المسلمين خاطئة تماما، والانقسام في المجتمع موجود بالفعل وهو من زاده سوءا".
وأوضحت أنه حال فوز ترامب بهذه الانتخابات ستصبح فكرة الناس عن المسلمين "أكثر تخلفا"، ولكن الأهم بالنسبة لها هو وضع "الأمريكيين السود" الذين يواجهون عنصرية الشرطة الأمريكية وحوادث القتل المتكررة في الآونة الأخيرة، متابعة: "يمكن أن ينفجر السود في وجه المجتمع والشرطة بعد كل تلك العنصرية التي يتعرضون لها من اجنب الشرطة، هذا أكثر ما نخشاه بعد الانتخابات".
وأوضحت أنها لا تذكر موقفا عنصريا واحدا تعرضت له منذ جاءت للاستقرار في فرجينيا قبل 7 سنوات، إلا أنه مع أي حادث إرهابي يقع في البلاد أو العالم يصبح المسلمون أول المتهمين، وهو أيضا ما يخشاه عرب ومسلمو أمريكا بعد الانتخابات.
أما آلاء جديدي التي انتقلت للعيش في ولاية شيكاجو منذ فترة قريبة إنها لم تواجه أي مشكلات منذ بدأت الانتخابات إلا أنها وجدت نفسها في حال ترقب لنتائجها على الرغم من أنها لا تحمل الجنسية الأمريكية، قائلة: "إذا فاز ترامب لا أعتقد أنه يستطيع الإضرار بنا أو طردنا كمسلمين من البلاد مثلما قال، لكن المشكلة تكمن في تقوية شوكة أنصاره الذين يمكن أن يقوموا بارتكاب أعمال عنف ضد العرب والمسلمين".
وأضافت آلاء التي تعمل طبيبة تعادل شهادتها في معهد أمريكي، وتبلغ من العمر 27 عاما، أنها زارت أيضا ولاية كاليفورنيا غرب البلاد ولم تلاحظ أن شعبية لترامب هناك، قائلة: "كوني مسلمة محجبة لم ألاحظ سوى لطف كبير في التعامل من جانب الأمريكيين، ولم ألتق أي مؤيد لخطاب ترامب ضدنا وضد كافة فئات المجتمع التي لم تنجُ من تصريحاته العنصرية".
وبينت أنها كطبيبة لم يكن مهتمة بالسياسة مطلقا إلا أن صعود ترامب للمشهد السياسي حوّل اهتماماتها لمتابعة ما يدور في أروقة الحياة السياسية والانتخابات التي باتت حديث من حولها يوميا.
ومن شيكاجو إلى أوهايو، حيث يقول جوش فريد، 45 عاما، إن الولاية تعيش حالة غير مسبوقة من الجدل بسبب هذه الانتخابات، موضحا أنه كرجل أعمال لا يتيح له وقته التفرغ الكامل لمتابعة كل تفاصيل ما يحدث يوميا، قائلا: "الناس هنا لا يوقفون الحديث عن هيلاري وترامب باستمرار، وهو ما يأخذ كثيرا من وقتنا دون طائلة".
وأضاف فريد أنه حسم رأيه في هذه الانتخابات لصالح كلينتون التي يرى أن لديها خبرة سياسية تؤهلها لفهم ما يجري في واشنطن وسياستها الخارجية، موضحا: "ترامب يخيفني كثيرا، فهو لا يفهم ما يحدث في السياسة ولا المجتمع على حد سواء، ومما لا شك فيه فقد ساهم إلى حد كبير في تكريس انقسام المجتمع الأمريكي".
وأوضح أنه لا يثق في ترامب مطلقا ولا في الجمهوريين على الرغم من أن أوهايو إحدى الولايات شبه المحسومة لصالحهم، قائلا: "لا أظن أنه من الجيد أن ننتخب رئيسا جمهوريا في ظل سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ والكونجرس وحاكم الولاية أيضا، هكذا سيسطرون على كل شيء بسهولة".
وحول ما يمكن أن يحدث بعد الانتخابات ومخاوف وقوع أعمال عنف، قال: "لا أعتقد أن شيئا من ذلك سيحدث، عندما انتخبنا أوباما للولاية الثانية تردد هذا الكلام كثيرا إلا أن شيئا لم يحدث، وهذه انتخابات ديمقراطية يثق الجميع في نزاهتها، وأعتقد أن كل شيء سيمر بسلام".