"لوموند" تحذر من انقسام أحزاب الوسط بتونس: يفيد الإخوان
الصحيفة الفرنسية تقول إن التيارات الإخوانية والمتطرفة عززت الانقسامات داخل المجتمع التونسي.
حذرت صحيفة "لوموند" الفرنسية من انقسام الأحزاب الوسطية الكبيرة في تونس، مؤكدة أن ذلك يفيد تنظيم الإخوان وحركة النهضة والتنظيمات المتطرفة.
وتحت عنوان "تونس تواجه تشتتا سياسيا"، قالت الصحيفة إن الطبقة السياسية مع بداية حملة الانتخابات الرئاسية تشهد حالة من خيبة الأمل بسبب الانشقاقات الواسعة في صفوف الأحزاب التقليدية الوسطية مثل "نداء تونس"، وهو أمر يستغله الشعبويون والمتطرفون مثل حركة النهضة الإخوانية.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى تونس تجذب أنظار العالم مرة أخرى بمشروعها الديمقراطي، واصفة ذلك بـ"التفرد الذي تتميز به تونس بين دول المنطقة"، موضحة أن التونسيين مدعوون في 15 سبتمبر/أيلول الجاري لانتخاب رئيسهم بالاقتراع المباشر للمرة الثانية منذ ثورة 2011.
ونقلت الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية في تونس، حاتم مراد، قوله إن "إجراء مثل هذه الانتخابات للاختيار بين الأيدولوجيات المختلفة يؤكد في حد ذاته إدراج البلاد في مسار ديمقراطي، رغم أنها تجرى في مناخ سياسي متوتر وضبابي، بل قلق في نظر العديد من التونسيين الذين كانوا يفخرون بالتطلع للمسار الديمقراطي".
وأوضح أن الرهان الأول لهذه الانتخابات يتمثل في القدرة على تحقيق استقرار المشهد السياسي في خضم عملية إعادة تشكيله بصعود أحزاب وانهيار شعبية أحزاب تقليدية أخرى.
أما الرهان الثاني، حسب حاتم مراد، فيتمثل في إمكانية إجراء انتخابات برلمانية في 6 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بعد الرئاسية، متسائلاً: "هل ستسهم هذه الانتخابات في رأب الصدع وخفض انقسامات المشهد السياسي أم ستعززها؟".
وعادت الصحيفة الفرنسية قائلة إنه من بين المرشحين الـ26 للرئاسة التونسية، لم تتوفر في أي مرشح ما يسمى "الشخصية الشعبية" أو "المناهضة للأنظمة" كما لم يسجل أي مرشح اختراقاً في استطلاعات الرأي على خلفية من عدم الثقة تجاه الحزبين المتنافسين "نداء تونس" وحزب "النهضة".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن التيارات الإخوانية والمتطرفة عززت الانقسامات داخل المجتمع التونسي، موضحة أن تلك الانقسامات غيرت في هيكل المشهد السياسي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الوضع السياسي قبل الانتخابات انقلب رأساً على عقب، موضحة أن هناك قضايا اجتماعية شائكة عاودت الظهور من جديد، لا سيما قضية الفقر، وسخط الشعب تجاه النخبة.
وقالت إن ذلك يفسر صعود نبيل القروي، رئيس قناة نسمة التلفزيونية، والذي اكتسب التعاطف من خلال أنشطته الخيرية في القرى الفقيرة في تونس.
ورأت الصحيفة الفرنسية أن اعتقال القروي في 23 أغسطس/آب، للاشتباه في "غسل الأموال" و"التهرب الضريبي" أدى إلى توتر الوضع قبل الانتخابات.
واعتبرت "لوموند" أن عدم توافق حزبي "تحيا تونس" و"نداء تونس" على مرشح واحد، يعزز من الانقسامات بينهما لصالح المرشح الإخواني عبدالفتاح مورو.
من جهته، حذر الباحث السياسي حمادي رديسي من سطوة الأحزاب المتطرفة والإخوانية على المشهد السياسي التونسي، قائلاً: "عندما ترى هذه الاتجاهات من الحكم الاستبدادي وهذا الانقسام في الساحة السياسية، لا يمكنك حقاً الحديث عن توطيد الديمقراطية في تونس".