ختام فعاليات مؤتمر "التنوع الإثني والثقافي بالوطن العربي" في تونس
جامعة الدول العربية تختتم فعاليات مؤتمر "التنوع الإثني والثقافي بالوطن العربي"، وقدم المشاركون من مختلف الدول 18 ورقة علمية.
اختتم مركز جامعة الدول العربية بتونس، الأربعاء، فعاليات مؤتمر "التنوع الإثني والثقافي بالوطن العربي في مستقبل الأمة ومنزلتها الإنسانية"، الذي أقيم على مدار يومين بمقر الألكسو بتونس، بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية.
وقال الدكتور عبداللطيف عبيد، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس مركز تونس، إن "هذا المؤتمر يأتي في إطار الشراكة بين المركز ومكتبة الإسكندرية، وتقدم بالشكر للدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية؛ لرعايته هذه الشراكة".
وأوضح أن المؤتمر قُدم خلاله 18 ورقة علمية لعلماء وباحثين من مصر وتونس وعدد من الدول العربية، مؤكدا إصدار كتاب يضم الأبحاث العلمية التي قدمت خلال المؤتمر، إضافة إلى 23 ورقة علمية قدمت خلال مؤتمر "العلاقات بين المشرق والمغرب العربيين، ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً"، الذي نظمته مكتبة الإسكندرية سبتمبر/أيلول الماضي، بالتعاون مع مركز جامعة الدول العربية بتونس.
وتحدث الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية، عن مشروع ذاكرة العرب، الذي تطلقه مكتبة الإسكندرية خلال العام المقبل، ويهدف إلى بناء أكبر وأهم أرشيف رقمي في الوطن العربي لتاريخ وتراث العرب.
وقال عزب: "إن جزءًا كبيرًا من ذاكرة العرب إما منهوب وإما مفقود وإما مهمل، خاصة تراث القرن الـ19 ومنتصف القرن الـ20، لذا يسعى المشروع إلى أن يكون ذاكرة كلية شاملة يضم تراث الصحافة العربية، ويبني أرشيفا رقميا فوتوغرافيا وببليوجرافيا لما طبع في القرنين الـ19 والـ20، إلى جانب توثيق التراث الغنائي والموسيقي والعادات والتقاليد والسينما الوثائقية وغيرها من المجالات".
وركزت كلمة السفير التونسي محمد إبراهيم الحصايري، في اليوم الأول للمؤتمر، على إشكاليات التنوع في العالم العربي، فيما تحدثت الدكتورة ناجية الوريمي عن المسألة المذهبية والدولة الحديثة في الوطن العربي.
وتحدثت الدكتورة نيفين مسعد، أستاذة العلوم السياسية بمصر عن إشكالات التنوع الثقافي بالوطن العربي بعد 2011، عاقدة مقارنة بين أنظمة عربية متنوعة مثل المغرب ومصر والأردن وسوريا.
وتحدث الباحث التونسي توفيق المديني، في الجلسة العلمية الثانية باليوم الأول للمؤتمر، عن العروبة الحاضنة للتنوع الإثني والثقافي في الوطن العربي، لافتًا إلى وجود تضارب حول مفهوم العروبة بين دعاة التجديد ودعاة التشكيك.
فيما ألقى الدكتور سامح فوزي، رئيس قطاع الإعلام والاتصال بمكتبة الإسكندرية، كلمة بعنوان "البعد التنموي للتراث في الوطن العربي: رؤية تنظيرية"، تحدث خلالها عن أهمية "إدارة التعددية".
وقالت سوزان عابد، الباحثة بمكتبة الإسكندرية، خلال كلمتها عن الوحدة والتنوع في الفنون والعمارة الإسلامية من المشرق إلى المغرب، إن الفنون والعمارة الإسلامية من أبرز المجالات التي عكست وحدة وتنوع العالم الإسلامي والعربي في آن، ولفتت إلى أن العقيدة بلورت شكل ومضمون الانتاج الفني والمعماري وتنوع التقنيات والمواد الخام والدلائل التي عكست تنوع الثقافات والشعوب العربية.
وأشارت إلى أن "تنوع التخطيط والزخارف اختلف من مدينة لأخرى وفقًا لتطور الصناعات والحرف، وكذلك كانت اللغة العربية هي الرسمية المستخدمة في تأريخ وزخرفة العمائر الدينية بصفة خاصة، كما تنوع شكل الخط وأصبح لكل بلد سمة مميزة لها حتى بات من السهل التمييز بين الخط الكوفي المشرقي والكوفي المغربي"، مؤكدة أنه "رغم وحدة المضمون في الفنون والعمارة الإسلامية بصفة عامة، نجد تنوع الانتاج الفني والمعماري حتى صار لكل بلد ومدينة نتاج مميز لها اشتهرت به، وأصبح الموروث المحلي والسياق السياسي والبيئة المحلية جزءًا أصيلاً من مكونات بلورة وصياغة الفن والعمارة".
وتحدث النائب البرلماني الموريتاني الخليل النحوي، في الجلسة الثالثة من اليوم الثاني، عن عوامل الفصل والوصل في ظل التنوع البشري، مشيرًا إلى أن موريتانيا متنوعة بشريا ولغويا ومتحدة دينيًا ومذهبيًا، مؤكدا وجود تجانس وامتزاج اجتماعي في موريتانيا، وريادة أفريقية في خدمة اللغة العربية والثقافة الإسلامية، ومشاركة سياسية لجميع فئات المجتمع، ومناطق التقاء عدة بين مكونات الشعب الموريتاني.
aXA6IDMuMTM1LjIxNC4xMzkg
جزيرة ام اند امز