أريانة التونسية تتزين بالورود احتفاء بالربيع

تزينت شوارع مدينة أريانة الواقعة شمال العاصمة التونسية بأنواع عديدة من زهور الربيع خلال فعاليات الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان عيد الورد الذي يزوره التونسيون والسياح بحثا عن أنواع نادرة من الورود.
انطلقت يوم الجمعة، فعاليات الدورة التاسعة والعشرين من مهرجان عيد الورد في مدينة أريانة التونسية، لتتواصل حتى 25 مايو/أيار الجاري، تحت شعار "بورد أريانة... تونس مزيانة".
تعيش أريانة، التي تُلقّب بـ"عاصمة الورد"، على إيقاع هذا الموعد السنوي الذي تحوّل إلى تقليد ثقافي وبيئي يستقطب زوارًا من مختلف جهات البلاد، إلى جانب عشرات العارضين المتخصصين في الزهور والنباتات ومشتقاتها.
خلال قرابة أسبوعين، تتحول المدينة إلى لوحة ملونة تعبق بعطر الزهور، وتُعرض فيها باقات من أجمل الورود المحلية والنباتات التزينية، إضافة إلى محامل غراسات، ومستخلصات عطرية مستخرجة من النعناع، العطرشاء، الورد، والياسمين، كلها محضّرة وفق الأساليب التقليدية في التقطير.
وتُبرز هذه التظاهرة الصلة العميقة بين سكان المدينة والورد، فهم لا يكتفون بزراعته في حدائق منازلهم، بل يحولونه إلى مكوّن من مكوّنات هوية المكان. في أريانة، الهواء النقي مشبع بعطر الأزهار، وبائعو الورد جزء من المشهد اليومي في الأحياء والشوارع.
وفي ساحات المهرجان، تنتصب أجنحة تعرض أصناف الزهور التونسية مثل النسرين، العطرشاء، الياسمين، الفل، الفليو، وزهرة البرتقال، التي تُقطّر لاستخلاص زيوتها ومائها. كما تحضر بعض النباتات الأجنبية في أركان المشتل، منها الأوركيدي، المارجيناتا، وكليفيا.
إيمان بن عمارة، الكاتبة العامة للجمعية الثقافية ببلدية أريانة، أوضحت أن بلدية المدينة هي الجهة المنظمة لهذه الدورة، مشيرة إلى أن البرنامج يتضمن سلسلة من الأنشطة الثقافية والترفيهية من بينها كرنفال الورد، ورشات لتقطير ماء الزهر، ومسابقات متنوعة، إضافة إلى بيع نحو 2000 وردة بأسعار رمزية.
وتُقام معظم الفعاليات في "منتزه بئر بلحسن"، الذي يشكل القلب النابض للمهرجان ويستقبل آلاف الزائرين سنويًا.
وتجدر الإشارة إلى أن بلدية أريانة تمتلك مزرعة فريدة من نوعها على المستوى الوطني، تنتج أكثر من خمسة آلاف غرسة ورد سنويًا، توزع بأسعار رمزية دعمًا لهذا التقليد الذي يُشكّل جزءًا من ذاكرة المدينة وحدائقها.