مهرجان المدينة 2022.. إبحار في ذاكرة الموسيقى التونسية
احتضن المركز الثقافي "بئر الأحجار" بالمدينة العتيقة وسط العاصمة تونس عرض "نغمات تونسية في العصر الجميل"، في إطار مهرجان المدينة.
وتُقام فعاليات الدورة الـ38 لمهرجان المدينة في تونس من 7 إلى 25 أبريل/ نيسان الجاري بمشاركة 15 عرضا.
واستعاد مهرجان المدينة بتونس نشاطه في رمضان 2022، بعد توقف دام سنتين بسبب فيروس كورونا.
"نغمات تونسية في العصر الجميل" هو عرض موسيقي مسرحي يؤديه الفنان جمال الشابي صحبة عوده وشجون صوته، مع الممثل والفنان إكرام عزوز ليستحضرا اللحظات الرائعة وذكريات العصر الجميل للموسيقى في تونس.
العرض إبحار وغوص في ذاكرة الموسيقى التونسية وفي الأرشيف الفني والتراث الغنائي التونسي خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي.
وأدّى الفنان التونسي جمال الشابي أغنيات صالح الخميسي والهادي الجويني وعلي الرياحي وخميس ترنان، إضافة إلى معزوفات وأغنيات من تلحينه، ورافقه الممثل إكرام عزوز، الذي تقمص دور “خالي عزّوز” وتدور أحداث العرض في مقهاه بباب سويقة وسط المدينة العتيقة.
ورافق العرض صورا كبيرة لتنقل سحر المدينة العتيقة وجمال معمارها، مثل لوحات رسمها كبار رسّامي ذلك العهد من جماعة مقهى باب سويقة.
وباب سويقة كانت ملتقى الموسيقيين، حيث كانت تضم أكبر المسارح الفنية وقاعات السهرات الليلية والمقاهي الغنائية أو ما يسمى بـ"الكافيه شانطة" منها صالة الفتح وغيرها.
كما كانت تحتوي على أنماط وأشكال مختلفة من الفنون، حيث كانت تجمع في بطحائها أدباء تونس مثل جماعة "تحت السور"، إضافة إلى فنانين في "الكافيه شانطة".
ومن الأسماء نذكر "كرباكة" و"خليفة الإسطمبولي" والهادي الجويني وشافية رشدي ومنور صمادح والصادق ثريا وغيرهم من الأدباء والشعراء.
وأسس هناك بيرم التونسي جريدة المسلة، كما شهدت هذه الجهة من تونس "الفداوي" أو "الحكواتي المتجول" أو ما يعرف بالمسرح السردي وصندوق العجائب والأراجوز ومسرح الدمى.
وقال جمال الشابي إن هذا العمل موجه لعشاق الكلمة واللحن التونسيين وعشاق التراث الفني التونسي الضارب في القدم.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن هذا العمل هو بمثابة التعريف بالحرفة الفنية والفكرية والأدبية خلال فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي التي أنجبت شعراء وأدباء وعمالقة الفن في تونس وذاع صيتهم في مقهى باب سويقة.
وأوضح أنه اختار موسيقيين شبان محترفين في هذا العرض ليبرزوا طاقاتهم الإبداعية.
وقال إكرام عزوز مخرج العمل، إن العرض نتيجة بحث كبير في الأرشيف الفني والمخزون الثقافي التونسي.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أنه بحث في شواهد العصر التّاريخيّة والأدبيّة والتّسجيلات الموسيقيّة في تونس العاصمة خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين.
وتابع: "تم الاشتغال على هذا العمل بكل حب لنظهر للشباب والأجيال الجديدة مجهودات الغابرين الذين طبعوا ببصمتهم تاريخ الفن في تونس".
وتتوزع عروض المهرجان، على فضاءات النادي الثقافي الطاهر الحداد والنادي الثقافي بئر الأحجار ودار الأصرم ومكتبة مدينة تونس "دار ابن عاشور "، وهي فضاءات كائنة في المدينة العتيقة، إضافة إلى برمجة عروض في المسرح البلدي وقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة.
ويشهد المهرجان 15 عرضا موسيقيا وصوفيا للفنانين لطفي بوشناق ونهى رحيم وفرقة سلاطين الطرب وشيرين اللجمي ومكرم الأنصاري.
aXA6IDE4LjExOS4xOTIuMiA=
جزيرة ام اند امز